"المفاعل السورى" ومصالح واشنطن المزدوجة

الجمعة، 25 أبريل 2008 10:30 م
"المفاعل السورى" ومصالح واشنطن المزدوجة
تقرير محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمعلومات ليست جديدة، بدأت واشنطن منذ الخميس حملة دعائية تفيد بأن كوريا الشمالية قامت بتزويد سوريا بتقنيات التكنولوجيا النووية لبناء مفاعل "لغير الأغراض السلمية" كما تزعم، والغريب أن تلك التصريحات لم تأت بجديد، سوى مجموعة صور التقطت للمفاعل ـ أو الموقع السورى ـ الذى قامت إسرائيل بضربه منذ ثمانية أشهر، العملية الإسرائيلية تعود إلى السادس من سبتمبر الماضى، وحينها، التزم الجانبان السورى والإسرائيلى الصمت إزاءها، إلى أن أعلن الرئيس بشار الأسد أن القصف الإسرائيلى استهدف أحد المبانى العسكرية المهجورة، فى أول تأكيد سورى على أن الغارة لم تكن مجرد انتهاك لمجالها الجوى.
ومن جانبها، بدأت إسرائيل فى الكشف عن هالة اللغز التى أحاط بعمليتها الجوية، حيث اعترفت بأن طيرانها الحربى استهدف منشاة عسكرية داخل سوريا. ليتنافس المسئولون الأمريكيون، فى الأسابيع التى تلت الغارة، فى التكهن بأن القصف الإسرائيلى استهدف منشأة نووية أو صاروخية تديرها سوريا بالاشتراك مع نظام كوريا الشمالية.
وقالت التقارير الإعلامية، آنذاك، إن المفاعل هو نموذج لمفاعل كورى شمالى لتخزين وقود الأسلحة النووية، إلا أن الدور الكورى الشمالى فى المشروع مازال غير واضح، الأمر الذى نفته كوريا الشمالية بشدة واصفة إياه بالمؤامرة "غير المحبوكة."
الغريب فى الأمر أن واشنطن وتل أبيب ـ منذ ذلك الحين ـ لم يزودوا الوكالة الدولية بالمعلومات اللازمة حول المفاعل النووى السورى، وما هى طبيعة المساعدات الكورية التى تلقاها نظام الأسد، لكن الأغرب أن الوكالة لم تطلب تلك المعلومات على مدار الأشهر الثمانى الماضية، واكتفت بأن تلوم واشنطن صباح الجمعة، على لسان مديرها محمد البردعى، مؤكدة أن إطلاعها بالمعلومات كان أمراً ضرورياً.
قصة المفاعل بتوقيتها "الغريب"، والمتزامن مع اقتراب الرئيس الأسد من حسم وضع الجولان المحتلة مع إسرائيل عبر المفاوضات أو بغيرها، تعود بنا إلى الضغوط المستمرة على سوريا منذ ما قبل القمة العربية الأخيرة، التى عقدت فى دمشق، حيث مارست واشنطن ضغوطاً على "المعتدلين العرب" للتغيب عن حضور القمة، اعتراضاً على ما تسميه التدخل السورى فى الشأن اللبنانى.
ويظل أهم ما فى قصة المفاعل النووى، أو الموقع، أو أياً ما كان اسمه، هو أن واشنطن سعت من خلال تلك التصريحات ـ ولا تزال ـ إلى ممارسة ضغوط مزدوجة على كوريا الشمالية بخصوص برنامجها النووى من ناحية، وعلى النظام السورى الذى تعتبره ضمن "محور الشر" من ناحية أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة