عندما يحكم الرعب..

شهادات الجنود الإسرائيليين عن جرائمهم فى "الخليل"

الخميس، 24 أبريل 2008 12:15 ص
شهادات الجنود الإسرائيليين عن جرائمهم فى "الخليل" جانب من انتهاكات الجنود الإسرائيليين ضد الفلسطينيين
إعداد كاميليا رزق الله عن الإندبندنت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس الشاب الإسرائيلى البالغ من العمر 22 سنة يتحدث إلينا عن الفظائع والجرائم التى يرتكبها جنود الجيش الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة، وقد جاءت اعترافاته فى سياق جهد تبذله منظمة "كسر جدار الصمت" التى تأسست منذ أربع سنوات فى إسرائيل بواسطة جنود سابقين، خدم معظمهم فى وحدات قتالية تابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية فى مدينة الخليل بالضفة الغربية، وهو جهد يرمى إلى فضح الانتهاكات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين باجتياح ونهب منازلهم ومحلاتهم التجارية فى أى ساعة من ساعات الليل أو النهار وضرب الأطفال وخطف سائقى التاكسيات، وهى الانتهاكات التى يسدد ثمنها المعنوى الباهظ الشباب المجندون فى الجيش الإسرائيلى الذين كانت تصدر إليهم أوامر تنفيذ هذه الجرائم، والتى يستحقون عليها المحاكمة والسجن.

وتنوى منظمة "كسر جدار الصمت" نشر اعترافات 39 جندياً إسرائيلياً ممن أدوا خدمتهم العسكرية بمدينة الخليل بين 2005-2007، وهى اعترافات مثيرة وحافلة بتفاصيل مخيفة عن حجم العنف الذى يمارس ضد الفلسطينيين العزل من أى سلاح، بداية من مشاعر الكراهية التى يصوبها ضدهم المستوطنون الإسرائيليون، والتى تبلغ حد العنف والإيذاء، إلى مضايقات الجنود لهم وضربهم دون أن تصدر عنهم أى حركة استفزازية وفتح النيران على المتظاهرين.

ولم يدرك عموم الشعب الإسرائيلى حقيقة ما يجرى على أيدى جنودهم ومدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة سوى هذا العام، عندما صدر حكم بسجن الضابط الإسرائيلى الشاب يعقوب جيجى لاختطاف سائق تاكسى فلسطينى، وعقوبة خمسة من الجنود الإسرائيليين، والذى قام أحدهم بإطلاق الرصاص على أحد المدنيين الفلسطينيين فأصابه بجراح، وذلك لمجرد ظهوره أمامهم.

وقد اعترف جيجى فى برنامج للتليفزيون الإسرائيلى بما سماه "فقدان الاعتبارات الآدمية" فى مدينة الخليل، واستطرد يقول إن هذا الفقدان يعنى اختزال الإنسان إلى حالة الحيوانية. أما الجندى الذى أطلق النار على الفلسطينى المدنى دون أى داع فلم يحاكم على فعلته، وفى حين تزعم السلطات العسكرية الإسرائيلية أن مثل هذه الحوادث استثنائية ومتفرقة، فإن الجنود يؤكدون أنها أصبحت من الممارسات المعتادة والمألوفة.

فقد كشف لنا الشاب المجند السابق فى الجيش الإسرائيلى أن الجنود الإسرائيليين اعتادوا اجتياح الأحياء التى يسكنها الفلسطينيون، وإطلاق النار على كل من يحمل "سلاح الحجارة" وضربهم وكسر عظامهم، بل وحكى لنا عن إمساكهم بطفل لم يتجاوز عمره 10 سنوات ليدلهم على صبى من رماة الحجارة عمره 15 سنة، فيقول إنهم ضربوا الطفل المذعور وسلموه إلى قائد وحدتهم المعروف بكراهيته للعرب الذى أوسعه ضرباً، وقال له "أى من الحفر الكثيرة تريدنى أن أدفنك فيها" وظل الطفل يصيح ويهوى تحت مطارق العصا حتى عجز أن يقف على قدميه، بل إنه وضع فوهة البندقية فى فم الطفل، ويقول المجند "جرى هذا كله أمام والديه، وفى مرأى ومسمع منا نحن جميعاً غير آبهين دون أن نحرك ساكناً" وأضاف "كنا قد اعتدنا على رؤية هذه المشاهد، فقد أصبحت من فرط تكرارها عادة مألوفة".

وفى شهادة أخرى لأحد المجندين الإسرائيليين قال إن المستوطنين الإسرائيليين يعلمون أطفالهم كراهية العرب ويجعلونهم، ولم يتجاوز عمرهم الرابعة، يلقون الحجارة عليهم، ويصف المجند الإسرائيلى،ويدعى إيفتاح أربيل، المستوطنين الإسرائيليين بأنهم "تجسيد للشر المحض" ويستطرد بقوله "الحل الوحيد هو ترحيل المستوطنين وإخلاء المستوطنات".
ووصف لنا مجند آخر عن صنوف تجارب التعذيب التى كانوا يمارسونها على الفلسطينيين، فقال إنهم كانوا يلصقون ظهورهم على الحائط ويطلبون منهم كتم النفس لأطول مدة ممكنة، فيما كان يراه المجندون مباراة مثيرة للضحك أو يقومون بالضغط على رقابهم لمعرفة أكثرهم صلابة وقدرة على النفس قبل أن يصابوا بالإغماء. كل ذلك كان يتم فى نقاط التفتيش التى يعبر منها الفلسطينيون، والذين تعرضوا لحدة الألعاب السادية.

ويحكى الشاب الإسرائيلى عن سرقة المحال بالعنف وتحت إرهاب السلاح، حيث يمضى الجنود الإسرائيليون بما نهبوه من أجهزة كهربائية ليبيعونها بعد عودتهم إلى إسرائيل، غير عابئين بتوسلات صاحب المتجر الذى يصرخ بأنه أفلس تماماً بسبب تكرار هذه السرقات.
وفى معرض وضعوه لتلك الشهادات التى بلغت 500 شهادة، قالت منظمة "كسر جدار الصمت" بأنها "تصوير لوحشية الواقع كما يجرى بحذافيره على الأرض، والذى بمقتضاه يصبح آلاف الفلسطينين وأسرهم تحت رحمة الجنود الإسرائيليين".

واستطردت المنظمة تقول "إن ما يجرى فى الخليل يلقى ضوءاًً ساطعاً للواقع المفجع الذى يساق إلى حماسته شباب إسرائيل".
هذا وتنظم المنظمة، التى تمولها جهات متنوعة مثل صندوق مورياه اليهودى الخيرى والسفارة البريطانية بتل أبيب والاتحاد الأوروبى جولات دورية للطلاب الإسرائيليين والدبلوماسيين لاستطلاع الأوضاع فى مدينة الخليل، كما قامت بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التى التقطها الجنود الإسرائيلين الذين خدموا فى الخليل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة