"اليوم السابع" تحاور أسرة شادى العدل رفيق إسراء فى الإضراب دون البراءة

الخميس، 24 أبريل 2008 11:58 م
"اليوم السابع" تحاور أسرة شادى العدل رفيق إسراء فى الإضراب دون البراءة أسرة شادى - تصوير ياسر عبدالله
حاورهم إحسان السيد وميريت ابراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ شقيقته: شادى هو الإبن الشرعى لإضراب 6 أبريل ونحن فخورون به
◄ والده: اعتقال ابنى لتعبيره عن رأيه أفضل من اتهامه بتدخين البانجو
◄ والدته: أنا فرحانة بابنى وبدعى له.

حد ضامن يمشى آمن، أو مآمن يمشى فين؟ هذا بيت من قصيدة كتبها "أحمد فؤاد نجم"، وآمن بها "شادى العدل" المتهم بالتحريض على إضراب 6 أبريل فى "الفيس بوك" مع "إسراء عبد الفتاح" التى تم الإفراج عنها مؤخرا، وذلك بعد أن دعا إليه على مدونته "عجايب" وكأنه يتنبأ بما يخبئه المستقبل له. خرج شادى فى يوم الإضراب من بيته متوجها إلى عمله، إلا أنه فوجىء برئيس مباحث عابدين محمد السيد يختطفه من أمام محطه مترو سعد زغلول، وتم حجزه فى قسم عابدين، حتى تم نقله إلى قسم قصر النيل وتوجيه التهم اليه.
والدة شادى العدل مازالت فى دهشة ولا تعلم لماذا اعتقلوا ابنها!
"شادى هو الابن الشرعى لحركه 6 أبريل" قالتها شيم العدل البالغة من العمر 34عاما, شقيقة شادى، وتعمل مراسلة للمركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة. فهو حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة 6 أكتوبر، وحبه للعمل السياسى هو الذى دفعه لاختيار هذه الكلية ودفعه ذلك للتفوق فيها بشهادة أساتذته الذين كانوا يشيدون بالأبحاث التى قدمها أثناء دراسته، لذلك كان الكل يتوقع له مستقبلا متميزا فى السياسة، حتى أصحابه كانوا دائما يقولون له "انت هتبقى وزير خارجية فى يوم من الأيام".

سألنا والده مختار العدل -70 عاما- هل كنت تتوقع أن يتم اعتقال شادى بسبب حبه للعمل السياسى؟
أجاب بقناعة واضحة: "ابنى لم يخطىء، فقد مارس حريته، اللى الحكومة بتقول عليها، وهو لم يدمر أو يحرق أو يحطم, بل حاول التعبير عن رأيه فى إطار الشرعية".
بينما ترى "شيم العدل" أنه لم تتح لشادى الفرصة ليبدى رأيه وقالت: حتى وإن كان قد أبدى رأيه فهذا ليس جريمة، لأننا فى دولة تكفل حرية الرأى، وهذا ما أكده الرئيس مبارك عام 2003 أثناء أحداث العراق، عندما اعترض البعض على العدوان الأمريكى عليه، حيث صرح بأنه من حق الشعب التعبير عن رأيه بالطريقة التى يراها مناسبة.
وواصل والده: شجعت شادى على العمل السياسى بعد أن قضى عامين بعد التخرج دون عمل خوفا عليه من رفقاء السوء.

ولكن ألم تخش عليه من العمل السياسى فى مصر؟
"بالتأكيد أخاف عليه من كل شىء فهو وحيدى وسندى، هو اللى بيشيلنى يودينى المستشفى" لكن أنا فخور به وباعتقاله، بسبب التعبير عن رأيه، فهذا بالنسبة لى أفضل من القبض عليه بسبب سيجارة بانجو، "كان ممكن أموت لو قالوا لى كدة".

قطع حوارنا مع أسرة شادى اتصال هاتفى أجرته الأسرة للاطمئنان على "إسراء عبد الفتاح" وعلى عودتها إلى منزلها، حيث تبادلت الأسرة الهاتف لمباركة عودة إسراء، هذا الاتصال جعلنا نسأل: ما هى العلاقه بين شادى العدل وإسراء عبد الفتاح؟
أخبرتنا "شيم العدل" بأن هناك علاقة صداقة بين شادى وإسراء منذ عام 2005 لأنهما عضوان فى الحزب الغد، ففى خلال انتخابات الرئاسة عام 2005 انضم شادى العدل لحزب الغد، واتسع نشاطه داخل الحزب حتى أصبح وكيل عام الشباب الليبرالى فى القاهرة، ورئيس لجنة العمل الليبرالى فى الحزب.

هل كنتم ستتكلمون بهذه الطريقة لو انضم شادى للحزب الوطنى؟
أجابنا الوالد: الحزب الوطنى ليس به سياسة من الأساس، لكن فى النهاية القرار هو قرار شادى ولابد أن أحترمه.
فى أواخر عام 2006 انضم شادى لفريق عمل مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، تقول "شيم العدل": بالتأكيد أضاف عمل شادى فى المركز كباحث سياسى إلى خبراته الكثير، حيث شارك فى العديد من المؤتمرات بمصر والأردن والمغرب، وقام بإعداد دراسة عن نظم الحكم وتطورها فى المغرب واليمن.

كانت نيابة وسط القاهرة قد وجهت لشادى وباقى المتهمين تهمة المشاركة فى تجمهر الغرض منه الاعتداء على الحريات الشخصية ومؤسسات المجتمع المدنى، وتعطيل حركة المرور وإشاعة أخبار من شأنها تحريض المواطنين على الامتناع عن أداء وظائفهم، مما أضر بالمصلحة العامة، وأمرت النيابة بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيق. وفى الثلاثاء الموافق 22 أبريل الجارى جدد قاضى المعارضات الحبس للمتهمين 15 يوماً أخرى الأمر الذى دفع الاهالى للاعتصام.
وترى "شيم" أن اعتقال شقيقها ظلم بائن، خريج الطب يعمل طبيبا، وخريج العلوم السياسية يعمل بالسياسة، فمن غير المعقول أن يتم تحجيمهم عن أداء عملهم, لذلك سأقدم طلبا على يد محضر لعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولرئيس جامعة القاهرة، ولوزير التعليم العالى، لإغلاق كليات العلوم السياسية فى مصر.

أمضى "مختار العدل" والد شادى ساعة كاملة مع ابنه داخل السجن بعد اقتحامه للحراسة فى أول جلسة للمحاكمة، حيث وصف لنا الوالد حالة شادى: "روحه المعنوية مرتفعة جدا، خاصة بعد علمه بـأننا لسنا غاضبين مما حدث، بل فخورين به، وقال لى: متقلقش عليا أنا كويس، وصحتى كويسة".

ولكن كيف كانت المعاملة داخل السجن؟
ردت شقيقته: كان هناك تعسف فى جلسة التجديد بالحبس، حيث ظل المعتقلون مكبلى الأيدى ورفض الضباط فك قيودهم، ولكن أخبرنى شادى عن موقف دمعت له عيناه، فأثناء نقل المعتقلين للسجن، أعطى عساكر الأمن المركزى لكل معتقل رغيف خبز وقطعة حلاوة وبرتقالة، وعندما تساءل الشباب عن مصدر هذا الطعام أجاب العساكر، أن هذا طعامهم فرفض الشباب أخذه، ولكنهم أصروا وقالوا لهم "انتوا بتقولوا كلمة حق علشان خاطر أولادنا وبناتنا وأمهاتنا اللى فى البيوت ودى أقل حاجه نقدمها لكم".

دخلنا إلى حجرة شادى، فوجدنا على جدرانها علم مصر وصورة لأيمن نور وبجانبها صورة لشادى يحمل فيها شهادة تخرجه، وفى الجانب الأيسر من الحجرة وجدنا منضدة تحمل أعدادا من الكتب لم نستطع حصرها بل استطعنا فقط قراءة بعض عناوينها: (حوار حول العلمانية، الوسادة الخالية، الحرب والسلام والحقيقة الغائبة).

كيف كانت التنشئة التى أفرزت هذه الشخصية؟
ردت "شيم العدل" أن والدها كان دائما يقوم بتشجيعهم على الانتماء للأحزاب السياسية "حتى يكون لنا رأى"، بينما أشار والده إلى أنه عمل على تدعيم مبادىء الصدق واحترام النفس والأمانة والشرف فى أولاده "علمت شادى قراءة القرآن والصوم، ومنذ أن بلغ السابعة من عمره، وهو يختم القرآن مرتين فى شهر رمضان، ويقوم حاليا بإمامه الصلاة داخل السجن".
أما عن أصحاب شادى فقالا: "ليس له الكثير من الأصدقاء بمنطقة سكنه، بل يكتفى بعد عودته فى الخامسه مساء من عمله، بقضاء حوالى ساعة على الإنترنت، وبعدها يقضى بعض الوقت على القهوه أو يذهب للسينما".

قارب لقاؤنا على الانتهاء، لكننا لاحظنا أن والدة شادى لا تشاركنا الحوار بل تعبر فقط عن اندهاشها من سبب اعتقال ابنها، لذلك سألناها لماذا لا تتحدثين عن شادى؟
فأجابت: "أنا بصراحة مش قادرة أتكلم عن شادى خالص، لكن أنا فرحانة بابنى، شادى شاب مثقف ومحترم، مش علشان ابنى، اسألوا عنه أصحابه، ونحن ندعو الله كل يوم أن نراه قريبا".

كيف أثرت تجربة السجن على شادى؟
قالت "شيم العدل": شادى أصبح أقوى، وهذه التجربة سوف تجعله أكثر إصرارا على الاستمرار فى ممارسة عمله السياسى.

التهم التى تم توجيهها لإسراء هى ذات التهم التى تم توجيهها لشادى العدل .. إذن لماذا لم يتم الإفراج عنه مثلها؟
تعتقد شقيقته أن السبب فى ذلك هو الضجة الإعلامية التى أثيرت حول اعتقال إسراء، بينما كان هناك تعتيما إعلاميا حول اعتقال 23 شابا آخرين منهم شادى.

سألنا الوالد: عندما يتم الإفراج عن شادى ما هى أول كلمة ستوجهها إليه؟
انسى فتره الاعتقال تماما، وابدأ حياتك من جديد واستمر فى عملك السياسى، احنا بنحب مصر مهما حصل لنا فيها.

لمعلوماتك..
شادى العدل من مواليد 6/1/1982.
حصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة أكتوبر بتقدير جيد جدا.
يستعد للتقدم للماجيستير هذا العام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة