خالد الشريف

متى يراجع الإخوان أنفسهم؟!

الأربعاء، 23 أبريل 2008 09:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأحكام العسكرية التى صدرت الأسبوع الماضى بحق 25 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، تمهد بلا شك، لمرحلة جديدة بين النظام المصرى والجماعة، عنوانها الرئيسى إقصاء الإخوان سياسياً، وتجفيف منابعهم اقتصادياً.
وهى مرحلة تتطلب من الإخوان أن يراجعوا أنفسهم ومناهجهم، ويصححوا أسلوب علاقتهم بالشارع المصرى والحكومة على السواء، وأن يسمعوا، ولو مرة، الرأى الآخر، إنقاذاً لطاقتاهم المهدرة على مر التاريخ، بين السجن والاعتقال والمحاكمات منذ 1954.
ومن باب خوفنا، على الإخوان وهى جماعة سياسية ـ لا ينكرها ذو عينين يبصرـ أن يعيدوا التفكير فى استراتيجيتهم فى التعامل مع النظام، مع ضرورة تجنب استعراض القوة، كما حدث فى العرض العسكرى بجامعة الأزهر، وعدم إشعار النظام بأنهم البديل القادم، والتعاطى إيجابياً مع قضايا الجماهير، وألا يكونوا فى معزل عنه، وألا يكتفوا بحل مشاكل وهموم كوادرهم وأعضاء الجماعة فقط، والحرص على إقامة جسور الحوار مع جميع النخب السياسية، فهناك فجوة عميقة بين القوى السياسية والإخوان، بل بين الإخوان وجميع الحركات الإسلامية، وهو ما يشعر الآخرين دائماً بغرور الإخوان.
أضف إلى ذلك عدم توضيح الإخوان لمنهجهم، هل هى جماعة سياسية، أم دعوية؟ .. فإذا كانوا جماعة سياسية، فلماذا كم هذا التسويف والتأخير فى إنشاء حزب سياسى؟ وإذا كان الظرف الآن لا يناسب ظهور الحزب، ولا يمتلك الإخوان كوادر سياسية واعية لممارسة العمل السياسى، فلماذا لا يأخذ الإخوان بنصيحة الدكتور سيلم العوا بترك العمل السياسى وتكريس النشاط فى العمل الدعوى والاجتماعى، تجنباً للمحاكمات وإهدار طاقات، وأموال الإخوان فى الانتخابات؟
البعض يؤكد أن الإخوان استعذبوا القمع الحكومى، بإصرارهم الغريب على تكبد التكاليف الباهظة، من دخول انتخابات مجلس الشورى، حيث كانت المحصلة فى النهاية صفر، ولم يجن منها الإخوان سوى اعتقال الآلاف من كوادرها وقياداتها، وهى محصلة مريرة، تجعلنا نتساءل عن مغزى إصرار الإخوان على دفع تلك التكلفة العالية؟
وهل يريد الإخوان أن يكونوا فى الصدارة الإعلامية فقط، حتى لو كلفهم ذلك كثيراً من القمع والاعتقال على يد الحكومة؟ أم أن هذا القمع صار غايتهم الوحيدة لاستجداء التعاطف الشعبى؟
لكن من الواضح أن الإخوان انعزلوا عن الشارع، ولم يقدموا حلولاً عملية خلال السنوات الأخيرة، نظراً لانشغالهم بمطالبهم السياسية والإرهاق الذى أصابهم نتيجة للملاحقة الأمنية والمحاكمات..والناس لا يهمها المطالب السياسية، ولا الاستجوابات، ولا المساجلات داخل البرلمان ولا خارجه، بقدر ما يهمهم الحصول على رغيف الخبز، وحل مشكلاتهم الحياتية.
ويبدو الأمر جلياً أن الإخوان يعانون من أزمة النفعية والبرجماتية التى تؤدى دائماً إلى تغليب مصالح التنظيم على مصالح الشعب، ويتضح ذلك من خلال تراجعهم المفاجئ عن المشاركة فى إضراب 6 أبريل، وهو الإضراب الذى احتفى به جميع المصريين على اختلاف توجهاتهم السياسية مع رفض ما صاحبه من أعمال تخريب.
وليعلم الإخوان أن المواطن المصرى البسيط سيدير ظهره لجميع القوى التى لم تساعده يوماً فى الحصول على حقوقه المهدرة، وتحقيق أحلامه الضائعة.. فمتى يراجع الإخوان أنفسهم؟، يعلمون بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة