"كفاية" بعد 6 أبريل..وثيقة ميلاد أم شهادة وفاة؟
الأربعاء، 23 أبريل 2008 10:37 م
كتب خالد ناجح
بعد أن، قام مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون إلى أى حزب أو توجه سياسى، بإطلاق دعوة لإضراب 6 أبريل عبر مجموعات "الفيس بوك"، احتفل قادة حركة كفاية إعلامياً بيوم 6 أبريل باعتباره صنيعة جهودها فى الشارع، وسواء كان ادعاء كفاية صادقاً أم غير ذلك، فإن الحدث أدى إلى نتائج تحمل كل التوقعات، فقد تكون قبلة الحياة التى ستعيد المجد المفقود للحركة، أو شهادة وفاة لها.
تتويج لجهود الحركة
ترى كريمة الحفناوى القيادية بحركة كفاية أن يوم 6 أبريل هو تتويج لجهود الحركة، التى نادت بالتغيير السلمى للنظام، مؤمنة بأن قوى التغيير الحقيقية، تتمثل فى فئات الشعب المختلفة من عمال وفلاحين وطلبة. وتضيف كريمة أنه كان من الطبيعى أن تلتحم الحركة بقوى التغيير فى هذا اليوم ليخرج بهذه الصورة.
الإضراب نتيجة تذمر الشباب
يختلف أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى مع كريمة الحفناوى، حيث يرى أن يوم 6 أبريل ليس من صنع حركة كفاية، بل من تصميم وتنفيذ وإخراج شباب "الفيس بوك" الذين لا يرتبطون بكفاية ولا بأى حزب سياسى فى مصر. ويؤكد حسن أن 6 أبريل جاء نتيجة تذمر هؤلاء الشباب من الحالة الاقتصادية، والظروف السيئة التى تعيشها الأسر المصرية.
كفاية أول من دعت للإضراب العام
يؤكد عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمى باسم كفاية، أن ميزة الحركة عن غيرها من الحركات الاحتجاجية، أنها قالت مبكراً لا طريق إلا العصيان السلمى بالإضراب العام والاعتصامات والتظاهر. ويضيف قنديل أن العصيان عملية تدريجية، وأن نشطاء كفاية هم الذين بدأوا بالتظاهر تعبيرا عن الغضب السياسى، ثم انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهى التعبير عن الغضب الاجتماعى فى إضرابات العمال، وتمردات السكان من العريش إلى البرلس إلى القرصاية، ثم كان الغضب الثالث يوم 6 أبريل، وكان ناتجاً من الغضب السياسى والاجتماعى، وهى سياسة كفاية التى وصلت إليها منذ بداية العام الحالى.
ويوضح قنديل أن الاعتقالات تعطى دفعة جديدة للحركة وتزيدها صلابة وأنه كلما زادت تجارب الحركة والضغط عليها زادت خبرتها فى التعامل مع الشارع، ويشير إلى أن تأثير الحركة فى الإضراب يتضح فى اتهام الأمن لها بالدعوة إلى التظاهر والإضراب العام، ويقول: "هذه تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه، وهذا يعطينا ثقة فى الطريق الذى اخترناه". ويعترض أحمد حسن على هذا القول ويشير إلى أن كفاية أو غيرها لم تقم بدور إيجابى يحسب لها فى يوم 6 أبريل، وأن كل ما حدث هو أن الناس "خافت" من الخروج فى ذلك اليوم.
كفاية خاطبت الشعب
تؤيد كريمة الحفناوى ما قاله قنديل، وتضيف أن رفع كفاية لشعارات تخاطب الشعب مثل "كفاية غلاء" و"كفاية فساد" و"كفاية بيع للبلد" و"كفاية خصخصة"، زاد من التفاف الجماهير حولها. وتشير كريمة إلى أن 6 أبريل هو بداية لعصيان مدنى أوسع وأشمل للمزيد من الحركات الاحتجاجية، وتوضح أن الفترة الأخيرة شهدت التقاء فى وجهات النظر بين كفاية وعدد من القوى الوطنية، كما أن الحركة طرحت ائتلاف "مصريون من أجل التغيير".
يوم الشعب
يرد أحمد حسن بأن يوم 6 أبريل هو يوم شعبى ومن يدعى غير ذلك يكون مخالفاً للحقيقة، موضحاً أن هذا اليوم لا ينسب لأحد، وأن كلام قادة كفاية مخالف للحقيقة، وأن الناس كانت فى المنازل ولم تشارك كفاية أو غيرها، وأن ما حدث فى المحلة هو أن الناس خرجت تطالب بحقوقها وتطور الأمر إلى مصادمات، وحتى فى المحلة لم تستطع كفاية أو الغد أو الكرامة "الركوب" على الحدث، ولم يحدث أى تحرك إيجابى لها "وإلا كنا لمسناه".
البداية صحوة 2004
جمال أسعد أحد مؤسسى حركة كفاية المنفصلين عنها، يؤرخ للحركات الاحتجاجية بأنها بدأت مع ما يسمى بـ"صحوة الشارع فى 2004"، نتيجة للتأثر بما كان يحدث فى لبنان إقليمياً وما يحدث فى جورجيا خارجياً، وتمثّل هذا الحراك فى ظهور حركة كفاية وخروج المظاهرات التى لم تكن موجودة من قبل، حيث كانت عبارة عن تجمع للرموز التى كانت تتجمع طوال عمرها فى أى مظاهرة فى المناسبات مثل: احتلال أمريكا للعراق. ويضيف أسعد أن كفاية لا تستطيع أن تقول إنها أوجدت المظاهرات، لكنها أعطت حراكاً سياسياً للشارع بعد خروجها بشعار "لا للتمديد" و"لا للتوريث".
أمراض الأحزاب انتقلت للحركة
ويشير أسعد إلى أن كفاية هى مجموعة من الكوادر الحزبية القديمة وأنها ليست حزباً، ولن تكون حزباً، إلا أن الأمراض الحزبية انتقلت إليها فخفت صوتها، واكتفت بالظهور الإعلامى فقط، وبالتالى لا نستطيع أن نقول إن حركة كفاية هى التى صنعت يوم 6 أبريل، ولكن هذه الأحداث هى نتاج لمعاناة المصريين من مشاكل كثيرة، فتم التعبير عما بداخل المواطنين فى المحلة كنوع من التعبير عما تعانيه الجماهير على مستوى الجمهورية. وما حدث أن كفاية تلقت الدعوة للإضراب العمالى من المحلة مثلها مثل غيرها، ثم أصدرت عدة بيانات مؤيدة، وبعض قادتها ظهروا إعلاميا استثماراً للحدث، وكأن الدعوة انطلقت من "الفيس بوك" لصالح حركة كفاية.
6 أبريل استمرار للحراك السياسى
ويرى أسعد أن 6 أبريل سيظل حالة جديدة من الحراك السياسى، تعبيراً عن الجماهير التى تتمنى أن تجد من يعبر عنها وعن مشاكلها، ويوضح أسعد أن الأمر أصبح مرهوناً بعدة طرق من بينها أن يشعر النظام، ومبارك تحديداً، بضرورة الإصلاح العاجل، عبر مبادرات ما يسمى بالعدالة الاجتماعية التى يجب أن تشعر بها الجماهير فى أقرب وقت، مع انفتاح سياسى يعطى للأحزاب الشرعية دورا فى الشارع السياسى لاستيعاب حركة الجماهير التلقائية.
كفاية لن تموت
قادة كفاية يعلنون أنها لن تموت بل إنها بدأت ممارسة حياتها الحقيقية، ويرى عبد الحليم قنديل أن الضغط على كفاية أعطاها خبرة تجعلها فى ريعان شبابها، وترى كريمة الحفناوى أن كفاية لن تموت إلا بعد أن تحقق هدفها. ويستبعد أحمد حسن أيضاً موت كفاية، ويقول إنها سوف تستمر، لكنها ستشهد مداً وجزراً فى نشاطها، ويختلف معهم جمال أسعد ليؤكد أن كفاية لا توجد إلا فى البيانات الإعلامية، لأن قياداتها مجموعة من النخبة، تتبنى قضايا لا تهم المواطن العادى، حتى قضية التوريث فى ظل الوضع المتردى اقتصاديا قد تراجعت، والأولويات حاليا لرغيف الخبز والمياه والأجور.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن، قام مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون إلى أى حزب أو توجه سياسى، بإطلاق دعوة لإضراب 6 أبريل عبر مجموعات "الفيس بوك"، احتفل قادة حركة كفاية إعلامياً بيوم 6 أبريل باعتباره صنيعة جهودها فى الشارع، وسواء كان ادعاء كفاية صادقاً أم غير ذلك، فإن الحدث أدى إلى نتائج تحمل كل التوقعات، فقد تكون قبلة الحياة التى ستعيد المجد المفقود للحركة، أو شهادة وفاة لها.
تتويج لجهود الحركة
ترى كريمة الحفناوى القيادية بحركة كفاية أن يوم 6 أبريل هو تتويج لجهود الحركة، التى نادت بالتغيير السلمى للنظام، مؤمنة بأن قوى التغيير الحقيقية، تتمثل فى فئات الشعب المختلفة من عمال وفلاحين وطلبة. وتضيف كريمة أنه كان من الطبيعى أن تلتحم الحركة بقوى التغيير فى هذا اليوم ليخرج بهذه الصورة.
الإضراب نتيجة تذمر الشباب
يختلف أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى مع كريمة الحفناوى، حيث يرى أن يوم 6 أبريل ليس من صنع حركة كفاية، بل من تصميم وتنفيذ وإخراج شباب "الفيس بوك" الذين لا يرتبطون بكفاية ولا بأى حزب سياسى فى مصر. ويؤكد حسن أن 6 أبريل جاء نتيجة تذمر هؤلاء الشباب من الحالة الاقتصادية، والظروف السيئة التى تعيشها الأسر المصرية.
كفاية أول من دعت للإضراب العام
يؤكد عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمى باسم كفاية، أن ميزة الحركة عن غيرها من الحركات الاحتجاجية، أنها قالت مبكراً لا طريق إلا العصيان السلمى بالإضراب العام والاعتصامات والتظاهر. ويضيف قنديل أن العصيان عملية تدريجية، وأن نشطاء كفاية هم الذين بدأوا بالتظاهر تعبيرا عن الغضب السياسى، ثم انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهى التعبير عن الغضب الاجتماعى فى إضرابات العمال، وتمردات السكان من العريش إلى البرلس إلى القرصاية، ثم كان الغضب الثالث يوم 6 أبريل، وكان ناتجاً من الغضب السياسى والاجتماعى، وهى سياسة كفاية التى وصلت إليها منذ بداية العام الحالى.
ويوضح قنديل أن الاعتقالات تعطى دفعة جديدة للحركة وتزيدها صلابة وأنه كلما زادت تجارب الحركة والضغط عليها زادت خبرتها فى التعامل مع الشارع، ويشير إلى أن تأثير الحركة فى الإضراب يتضح فى اتهام الأمن لها بالدعوة إلى التظاهر والإضراب العام، ويقول: "هذه تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه، وهذا يعطينا ثقة فى الطريق الذى اخترناه". ويعترض أحمد حسن على هذا القول ويشير إلى أن كفاية أو غيرها لم تقم بدور إيجابى يحسب لها فى يوم 6 أبريل، وأن كل ما حدث هو أن الناس "خافت" من الخروج فى ذلك اليوم.
كفاية خاطبت الشعب
تؤيد كريمة الحفناوى ما قاله قنديل، وتضيف أن رفع كفاية لشعارات تخاطب الشعب مثل "كفاية غلاء" و"كفاية فساد" و"كفاية بيع للبلد" و"كفاية خصخصة"، زاد من التفاف الجماهير حولها. وتشير كريمة إلى أن 6 أبريل هو بداية لعصيان مدنى أوسع وأشمل للمزيد من الحركات الاحتجاجية، وتوضح أن الفترة الأخيرة شهدت التقاء فى وجهات النظر بين كفاية وعدد من القوى الوطنية، كما أن الحركة طرحت ائتلاف "مصريون من أجل التغيير".
يوم الشعب
يرد أحمد حسن بأن يوم 6 أبريل هو يوم شعبى ومن يدعى غير ذلك يكون مخالفاً للحقيقة، موضحاً أن هذا اليوم لا ينسب لأحد، وأن كلام قادة كفاية مخالف للحقيقة، وأن الناس كانت فى المنازل ولم تشارك كفاية أو غيرها، وأن ما حدث فى المحلة هو أن الناس خرجت تطالب بحقوقها وتطور الأمر إلى مصادمات، وحتى فى المحلة لم تستطع كفاية أو الغد أو الكرامة "الركوب" على الحدث، ولم يحدث أى تحرك إيجابى لها "وإلا كنا لمسناه".
البداية صحوة 2004
جمال أسعد أحد مؤسسى حركة كفاية المنفصلين عنها، يؤرخ للحركات الاحتجاجية بأنها بدأت مع ما يسمى بـ"صحوة الشارع فى 2004"، نتيجة للتأثر بما كان يحدث فى لبنان إقليمياً وما يحدث فى جورجيا خارجياً، وتمثّل هذا الحراك فى ظهور حركة كفاية وخروج المظاهرات التى لم تكن موجودة من قبل، حيث كانت عبارة عن تجمع للرموز التى كانت تتجمع طوال عمرها فى أى مظاهرة فى المناسبات مثل: احتلال أمريكا للعراق. ويضيف أسعد أن كفاية لا تستطيع أن تقول إنها أوجدت المظاهرات، لكنها أعطت حراكاً سياسياً للشارع بعد خروجها بشعار "لا للتمديد" و"لا للتوريث".
أمراض الأحزاب انتقلت للحركة
ويشير أسعد إلى أن كفاية هى مجموعة من الكوادر الحزبية القديمة وأنها ليست حزباً، ولن تكون حزباً، إلا أن الأمراض الحزبية انتقلت إليها فخفت صوتها، واكتفت بالظهور الإعلامى فقط، وبالتالى لا نستطيع أن نقول إن حركة كفاية هى التى صنعت يوم 6 أبريل، ولكن هذه الأحداث هى نتاج لمعاناة المصريين من مشاكل كثيرة، فتم التعبير عما بداخل المواطنين فى المحلة كنوع من التعبير عما تعانيه الجماهير على مستوى الجمهورية. وما حدث أن كفاية تلقت الدعوة للإضراب العمالى من المحلة مثلها مثل غيرها، ثم أصدرت عدة بيانات مؤيدة، وبعض قادتها ظهروا إعلاميا استثماراً للحدث، وكأن الدعوة انطلقت من "الفيس بوك" لصالح حركة كفاية.
6 أبريل استمرار للحراك السياسى
ويرى أسعد أن 6 أبريل سيظل حالة جديدة من الحراك السياسى، تعبيراً عن الجماهير التى تتمنى أن تجد من يعبر عنها وعن مشاكلها، ويوضح أسعد أن الأمر أصبح مرهوناً بعدة طرق من بينها أن يشعر النظام، ومبارك تحديداً، بضرورة الإصلاح العاجل، عبر مبادرات ما يسمى بالعدالة الاجتماعية التى يجب أن تشعر بها الجماهير فى أقرب وقت، مع انفتاح سياسى يعطى للأحزاب الشرعية دورا فى الشارع السياسى لاستيعاب حركة الجماهير التلقائية.
كفاية لن تموت
قادة كفاية يعلنون أنها لن تموت بل إنها بدأت ممارسة حياتها الحقيقية، ويرى عبد الحليم قنديل أن الضغط على كفاية أعطاها خبرة تجعلها فى ريعان شبابها، وترى كريمة الحفناوى أن كفاية لن تموت إلا بعد أن تحقق هدفها. ويستبعد أحمد حسن أيضاً موت كفاية، ويقول إنها سوف تستمر، لكنها ستشهد مداً وجزراً فى نشاطها، ويختلف معهم جمال أسعد ليؤكد أن كفاية لا توجد إلا فى البيانات الإعلامية، لأن قياداتها مجموعة من النخبة، تتبنى قضايا لا تهم المواطن العادى، حتى قضية التوريث فى ظل الوضع المتردى اقتصاديا قد تراجعت، والأولويات حاليا لرغيف الخبز والمياه والأجور.
مشاركة