يقام هذه الأيام بجاليرى تاون هاوس معرض "بين الجدران" وهو المعرض الافتتاحى لسلسلة من الأحداث التى تحيى الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية ويستمر حتى 29 أبريل2008، والمعرض يكشف النقاب عن قدرة الاحتلال على تحويل واقع حياة الفلسطينيين، حيث دفعهم لبناء حياتهم بين أسواره، ويعرض "بين الجدران" صوراً تلتحم فى نسيج المشروع الأكبر الذى يستلهم روح فلسطين وكفاحها "داخل أقفاصهم التى يعيشون فيها"، ويقدم المعرض صوراً للفنانين فيليب رزق ومايكل كيندى، فضلاً عن ثلاثة أفلام قصيرة للفنانة مريم موناليزا غارافى.
عاش فيليب رزق(ألمانى) فى قطاع غزة منذ عام 2005 إلى 2007. وحينما عاد إلى المنطقة فى يناير2008، وجد الحياة ترزح تحت وطأة أكثر تكيبلاً عما كانت عليه. فالتقط أثناء هذه الفترة صوره التى تصور الحياة اليومية التى يعيشها أهل غزة فى ظل الحصار الإسرائيلى، حيث نرى الصيادين والفلاحين والأطفال.
أما صور مايكل كيندى (الأمريكى) فهى عمل توثيقى لمعتقل الفراعة السابق الذى يقع بالقرب من مدينة نابلس فى الضفة الغربية، وقد التقطها أثناء فترة عمله المستمر مع مبادرة الصحافة للبحث.
وقع الأطفال الفلسطينيون أسرى وتعرضوا للتعذيب بين جدران الاحتلال، واليوم يستعيد نفس الأطفال هذا المكان، ليحولوا سجنهم السابق إلى مركز شباب يستضيف المعسكرات الصيفية والأنشطة الرياضية..تروى صور مايكل هذه الذاكرة من خلال هؤلاء الأطفال المساجين سابقاً العاملين حالياً فى مركز الشباب، وبجوار اللوحات مكان وحدث الصورة يروى فيليب بجوار إحدى اللوحات على لسانهم "عند هاى الحيط كانو بخلو الأطفال يفوتو بصناديق حديد عشان يعزبوهم، 3 غرف حديد، 2 ب 2 قدم و طولهم 6 قدم كانوا مصفوفين عالحيط، وكانوا بيحطو الأطفال جوا، كانوا الأطفال بيخربشوا اسمهم عالبلاستر. و كانوا بيخربشوا أسامى المدن والقرى، الإسرائيليون كانوا يمنعوا الأطفال من النوم جوا، كل ما الطفل كان يحاول ينام بيصيروا يخبطوا الباب، أو يرموا حجر من فوق عشان يخوفوا الطفل فى عز الشوب أو البرد، كانو يشغلو أغانى ويعلو الصوت عالأخر، ويضلهم يعيدو مقطع طولو 30 ثانية. و مرات كانوا يحطوا صوت حيوانات. هون كانوا يكسروا و يحطموا إرادتنا لأيام و أيام".
وتكتمل ملامح قصة الحياة بين الجدران بتقديم ثلاثة أفلام قصيرة لمريم موناليزا غارافي، باعتبارها جزء من مجموعة فى طريقها إلى حيز الوجود، تسمى "ليس ضرورى". وتوثق مجموعة أفلام "ليس ضرورى" آثار الحصار الإسرائيلى على مجتمع غزة، على مدار عشرين عاماً منذ فجر الانتفاضة التى قامت فى ديسمبر 1987.