بالرغم من الاعتراضات التى واجهتها فى الفترة الماضية والاتهامات التى وجهها لها البعض بالتطبيع مع إسرائيل، إلا أن حماسها وإيمانها بفيلمها الوثائقى "سلطة بلدى" لا يتوقف، إنها المخرجة نادية كامل التى عرض فيلمها المثير للجدل مؤخراً بالدورة الرابعة لمهرجان الصورة الذى أقيم بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، والمشارك بالدورة الـ14 لمهرجان القاهرة القومى للسينما.
تبلغ مدة الفيلم 105 دقائق وتدور أحداثه حول عائلة المخرجة نادية كامل التى تضم والدتها "نائلة كامل" ووالدها "سعد كامل" وابن اختها "نبيل" الذى يحاول أن يعرف تاريخ عائلته، وتذهب الأسرة فى رحلة إلى إيطاليا واسرائيل لتلتقى بأفراد العائلة، هناك والذين هاجروا من مصر منذ حوالى 55 عاماً، ويلقى الفيلم الضوء على التنوع الدينى والهويات المختلفة التى كانت تجمع عائلة واحدة كانت تعيش مجتمعة فى مصر، حيث حدث هذا التنوع نتيجة للزيجات المختلفة التى تمت فى العائلة، حتى أصبحت العائلة تضم المسلم والمسيحى واليهودى، وكانوا يعيشون تحت كنف وطن واحد هو مصر، وتشير مخرجة الفيلم إلى أن هذا التنوع لم يعد موجوداً حالياً وبات التعصب يسيطر على حياتنا.
نادية كامل ترفض كل الاتهامات التى يوجهها لها بعض الصحفيين والنقاد بالتطبيع مع إسرائيل، كما ترفض الوقوف أمام نقابة المهن السينمائية حيث استدعتها الأخيرة للمثول أمامها للتحقيق معها فى الاتهامات المنسوبة إليها، وكشفت لليوم السابع أنها أرسلت لهم مؤخراً خطابات بواسطة المحامى الخاص بها تبلغهم فيها برفضها الوقوف أمام لجنة التحقيق بالنقابة لأنها غير جهة اختصاص، قائلة إن "نقابة المهن السينمائية ليست لها علاقة بمضمون الأفلام التى تعرض وليس من حق أى فرد فى مصر أن يلصق بها اتهامات سياسية، حتى الجهات الأمنية عندما تقدم اتهاماً سياسياً لأى فرد أو جهة ما، فإنها تستند إلى خطورته على الأمن القومى".
نادية أوضحت أن فيلمها يدعو إلى التأمل فى واقعنا الذى نعيشه وما وصلنا إليه من تدهور فكرى واجتماعى وثقافى وما يصاحبه من تعصب دينى وقبلى وقومى، والتابوهات المفروضة علينا بمختلف أنواعها والتى تقف عائقا أمام محاولات فهمنا للآخر، مشيرة إلى أن هذه التابوهات وقفت عائقاً أمامها شخصياً فى إحدى الفترات، حيث لم تجرؤ أن تسأل خالها وتستفسر عن "أين ذهب اليهود وماذا حدث لهم وما الدافع الأساسى الذى جعلهم يخرجون من مصر، ويذهبون إلى إسرائيل؟".
"مشكلتى أننى لم أنساق وراء الفصل الثالث الذى اعتاد الجمهور والنقاد على رؤيته فى الأعمال المختلفة".. هكذا وصفت نادية كامل سبب مشكلتها الحقيقية التى واجهتها بعد عرض الفيلم، موضحة أن ما تقصده بالفصل الثالث هو التغنى بشعارات رددناها كثيراً فى أعمالنا الفنية، حيث نجد دائما هذا الفصل الذى يضعه مخرج العمل لكى يكسب تعاطف الجمهور، فوجهة نظرها فى الفيلم ليست سطحية وتتطلب التفكير والتأمل وفيلمها ليس دعائياً، والطرح الإنسانى فيه يغلب على الطرح السياسي، وتصف فيه معاناة عائلتها وأسرتها التى لا ترى بعضها، وتقول نادية" أنا أساند القضية الفلسطينية ويؤلمنى ما يحدث للشعب الفلسطيني، وأريد فعلا أن أقدم عملاً لهم يوضح معاناتهم، لأن القضية الفلسطينة جزء من تراثنا المصرى".
نادية كامل توضح أيضاً أن فيلمها ليس عن الإسلام أو اليهودية أو المسيحية، ومن يراه هكذا لديه قصور فى فهم الفيلم، لأن "سلطة بلدى" يفتح كثيراً من القضايا المسكوت عنها فى مصر، والتى بات محرماً الحديث فيها، ومن يتطرق إليها يصفونه بالخيانة والتطبيع، ويشككون فى وطنيته.
وعن جديدها أوضحت نادية أنها ستقوم بتصوير فيلم روائى قصير ولكنها لم تستقر بعد على ملامحه الأساسية وستبدأ فيه تصويره أواخر العام الجارى.
لمعلوماتك..
◄ ولدت نادية كامل عام 1961
◄ عملت كمخرج مساعد للعديد من كبار المخرجين منهم يوسف شاهين
ويسرى نصر الله، عطيات الأبنودى.
◄ استغرق تصوير فيلمها 5 سنوات ونصف تؤمن بمقولة الشاعر الفلسطينى محمود درويش"الهوية هى مانورث لا ما نرث، ما نخترع لاما نتذكر".
◄ شارك "سلطة بلدى" فى العديد من المهرجانات العربية والعالمية منها مهرجان لوكارنو، المهرجان الدولى للسينما التسجيلية امستردام، ومهرجان الشرق الأوسط السينمائى بأبوظبي، ومهرجان أفلام المرأة بالإسكندرية، ومهرجان حكايا بالأردن.
◄ حصل الفيلم على جائزة الفيلم التسجيلى لمهرجان الأفلام العربية بسان فرانسيسكو، و"القوقعة الذهبية" لأحسن فيلم بالمهرجان الدولى للفيلم فى بومباى، وجائزة لجنة النقاد الدولية فى نفس المهرجان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة