عشرات الاحتجاجات تشهدها مصر شهرياً، ما بين احتجاجات لعمال ومهنيين، أو أهالى هدمت منازلهم أو فلاحين سلبت أراضيهم أو حتى مودعين فى شركات توظيف أموال تم الاستيلاء على ثرواتهم.
بعض هذه الاحتجاجات يحقق مكاسب كاملة وبعضها يحقق مكاسب جزئية وبعضها الثالث لا يحقق أى شئ، لكن ما يجمع بين هذه الاحتجاجات هو احتمال وصول الأمور فيها إلى حد الفوضى إذا لم تكن منظمة تنظيماً جيداً، كما حدث فى مدينة المحلة يوم 6 أبريل، فهل تسفر احتجاجات المصريين عن نتائج ملموسة أم أنها ستؤدى إلى الفوضى؟
الاحتجاج يتطور
الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يرى أن الاحتجاجات المنظمة لابد أن تسفر عن نتائج، لكنه يضع عدة شروط حتى يحقق أى احتجاج أهدافه، وهى: أن يكون الاحتجاج حاشداً، لأن الاحتجاجات صغيرة العدد لا تحقق نجاحاً ولا تلفت الأنظار إليها، وأن يكون منظماً وأن يتمتع المحتجون بالصبر وأن يكون الاحتجاج سلمياً حتى لا تستغل الجهات الأمنية عدم سلميته فتقمعه، ويضيف ربيع أن أقوى الاحتجاجات التى يمكن أن تحدث فى مصر هى الاحتجاجات التى تتبنى مطالب اجتماعية، مثل زيادة الأجور وخفض الأسعار، لأن الاحتجاجات التى تتبنى مطالب سياسية تفشل دائما لعدم اهتمام المواطن المصرى بها. ويضيف ربيع أن الاحتجاجات الاجتماعية يمكن أن تصل إلى أكثر من تحقيق مجرد مكاسب اقتصادية، فالناس عندما تجد تجمعاً منظماً يتبنى مطالبهم تنضم إليه، والأمور تتطور مع الوقت لتشمل مطالب سياسية دون أن يشعر الناس.
صناعة الفوضى
الاحتجاج لابد أن يكون عن طريق القنوات الشرعية، والاحتجاجات التى شهدتها مصر فى الفترة الماضية عشوائية، كما يؤكد الدكتور عبد السلام نوير أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط مضيفاً أن هذه الاحتجاجات حتى وإن نجحت فى تحقيق بعض المطالب، فهذا لا يعنى أن هذا السلوك يؤدى إلى نتائج إيجابية أو أنه حل جيد، موضحاً أن هذه الاحتجاجات تعطى الفرصة للمخربين وصانعى الفوضى للدخول وسط المتظاهرين مما قد يتسبب فى كوارث كبرى.
كمال أبو عيطة القيادى بحزب الكرامة الناصرى وأحد قيادات اعتصام الضرائب العقارية يرفض تماما ما قاله نوير، مؤكدا عدم وجود قنوات شرعية حتى يلجأ الناس إليها، مضيفاً أن الاحتجاجات ستزيد فى الفترة القادمة، لأن المشاكل الأساسية التى تشعل غضب المصريين لم يتم حلها بشكل جذرى، موضحاً أن الاحتجاجات المنظمة كثيرا ما تحقق نتائج أكثر مما كان يتوقع منظموها.
حجم الأزمات
يرى النائب الإخوانى سعد الحسينى أن الاحتجاجات المنظمة استطاعت تحقيق بعض النجاحات والمكاسب الفئوية البسيطة، وأنها دليل على أن المصريين بدأوا يتخلون عن السلبية وعلى أنهم تعلموا أن الاحتجاجات السلمية تمكنهم من الحصول على حقهم، موضحاً أن أقصى ما ستصل إليه هذه الاحتجاجات هو أن يدرك أولو الأمر حجم الأزمات التى يعانى منها المجتمع، وبالتالى يفتحون حوارا مجتمعيا لإعادة التفكير فى سياستهم ويمكن وقتها أن نرى خطوات حقيقية نحو الإصلاح.
أجهزة الشغب
الاحتجاجات المنظمة خاصة العمالية ستحقق نتائج كبيرة لكن على مراحل، كما يؤكد القيادى اليسارى عبد الغفار شكر، مضيفا أن التاريخ أثبت أن المطالب الفئوية تتطور حتى تصبح مطالب عامة للمجتمع كله، بدليل ما يحدث فى مصر حاليا، ففى البداية كانت كل فئة تطالب بزيادة رواتبها، ثم تحول الأمر إلى مطالب عامة مثل خفض الأسعار ووضع حد أدنى للأجور، وهكذا. ويرفض شكر فكرة تحول الاحتجاجات الاجتماعية فى مصر إلى فوضى، قائلا: "أية فئة نظمت احتجاجا فى الفترة الماضية اكتسبت خبرة إدارة تلك الاحتجاجات، ومادام الاحتجاج نابعا من مشاكل المواطنين الحقيقية فلن يترتب عليه أى شغب، بل إن المحتجين سيقومون بحماية المنشآت وتأمين المظاهرات، فالشغب لا يحدث إلا من الأجهزة الأمنية.
الاحتجاجات المنظمة تحقق أهدافها أحياناً :
الفوضى.. لا تمر من هنا
الثلاثاء، 22 أبريل 2008 08:41 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة