فى الخامس عشر من مايو 2008 تكمل إسرائيل عامها،الستين فهو عند الأفراد عام التقاعد ولكنه عند بعض الكيانات ـ كإسرائيل ـ فهو مناسبة للتأمل. فزرع إسرائيل فى المنطقة تم بمؤامرة دولية وخرافات وأوهام لا علاقة لها بالتاريخ ولا بالكتب المقدسة ولا يمكن أن تكسبها مدة بقائها أية شرعية دولية، فلا يزال أصحاب الحق يطالبون به ويتحدون أن تكون الستون عاما قد أصابتهم بالوهن. زعم الغرب بأن إسرائيل هى الحل الأخلاقى ليهود الهولوكوست فى ألمانيا، فلماذا يحلون مشكلة يهود العالم وليس يهود الهولوكوست وحدهم على حساب الشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة؟. قال الغرب إن اليهود شعب وأن هذا الشعب له الحق فى تقرير مصيره وأن تقرير المصير مقدر له أن يتم فى فلسطين لأنهم كانوا فيها لعدة عقود منذ آلاف السنين، ونحن نقول للغرب إن أتباع أى دين ليسوا شعباً وأن تقرير المصير للشعوب لا لأتباع الأديان، كما أن هذا الحق لا يصح تحقيقه إلا على أرض يملكها الشعب ملكية صحيحة. كما نقول للغرب إننا لو طبقنا منطقكم فيحق أن يعود العرب المسلمون إلى الأندلس خاصة أنهم أنشأوا فيها حضارة مزدهرة فى عصور الظلام الأوروبى، واستقروا لمدة ثمانية قرون متصلة. وقال الغرب إن قيام إسرائيل سوف يجلب الخير للمنطقة لأن استقبال خلاصات الشعوب الأوروبية من العقول اليهودية العبقرية سوف يجعل إسرائيل مشروعا حضاريا ناجحا يبعث التقدم ويشيع القيم والديمقراطية فى واحة عربية واسعة لا تعرف سوى العنف والبداوة والقهر والاستبداد والانقلابات العسكرية. ونحن نطالب بعقد مؤتمر دولى عالمى يدرس تجربة إسرائيل خلال الستين عاما الماضية وآثارها على المنطقة، لقد عطلت نمو الشعوب العربية وأشاعت قيم الإبادة والانتقام وحماقة القوة وصارت جيشا يحيط به ملايين المتعطشين لدماء العرب، وتطلق كل يوم دعايات الأباطيل والتهديد ومشروعات وبرامج العدوان، حيث تركت شعوب المنطقة شئون الحياة والتقدم وتفرغت فترة لصد العدوان الصهيونى المنطلق من فلسطين، فليدلنا الغرب المنافق على حسنة واحدة أو ميزة موضوعية استفاد بها العرب فى هذه المنطقة، وليقل لنا الغرب أيضاً لماذا يتمسك بهذا الكيان الغاصب بل ويسكت على جرائمه، بينما يتشدق بحقوق الإنسان والديمقراطية؟. ولعل هذه الذكرى التى يحتفل بها الغرب كله ويعتبرها من إنجازاته العبقرية توقظ ضمائر حكامه وتقوى ساعد المقاومة لهذا المشروع البغيض الذى سوق الغرب بضائعه بعبارات مخادعة تسمى "عملية السلام" وهى فى الحقيقة عملية مزيد من الاغتصاب لوطننا، وهذا صراع تاريخى بين الحق والباطل بعد أن ظنوا حسنو النية أنه يمكن التعايش بين هذا الكيان الغاصب وجسد هذه الأمة وقد جاء هذا السرطان للفتك به، ولكن لكم فى تاريخ المنطقة عبرة، فأين أسلافكم من المغتصبين فى تاريخ هذه الأمة الخالدة؟!. ٍ
سفير د.عبدالله الأشعل
فى ذكراها الستين:
إسرائيل.. ماذا أضافت للمنطقة؟!
الثلاثاء، 22 أبريل 2008 11:46 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة