مشادة كلامية بين "عثمان" و"العيسوى" بسبب الحكومة

نشبت مشادة كلامية حادة بين الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية والدكتور إبراهيم العيسوى أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومى، الأحد، وذلك فى ختام المؤتمر السنوى للمعهد.
وكان الوزير يتحدث عن محاولات الحكومة المصرية المستمرة للتعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار، وزيادة نسبة الدعم التى أدت بدورها لارتفاع نسبة العجز فى الموازنة العامة، قائلا: " أنا هنا اليوم بينكم فى محفل العلم، سأتحدث كعضو بالحكومة المصرية، وأقول أن أولوياتنا جعلتنا نتعامل مع الواقع الاجتماعى على حساب الاستثمار، إلا أننا سنطالب مجلسى الشعب والشورى خلال الأسبوعين المقبلين بتدبير موارد مالية إضافية لاستكمال المشروعات مع مراعاة البعد الاجتماعى".
أضاف عثمان مدافعاً عن السياسات الضريبية الحالية "ما اتخذته الحكومة من إجراءات ضريبية لم يكن فقط مجرد مصدر لزيادة نسبة الضرائب، وإنما كانت بالإضافة إلى ذلك محابية لمحدودى الدخل".
وأثناء استطراد الوزير لسياسات الحكومة الاقتصادية التى تراعى محدودى الدخل بالدرجة الأولى حتى ولو كان ذلك على حساب الموازنة العامة، تدخل الدكتور إبراهيم العيسوى معترضاً بحدة على ما يفعله الوزير من تجميل لوجه الحكومة فى مؤتمر علمى قائلاً " أنا أعترض على ما يحدث بشدة، ولابد من نقطة نظام فى الحديث لأن ما يفعله السيد الوزير هو محاولة للتوظيف السياسى فى مؤتمر علمى وهذا لا يصح مطلقاً".
ووجه العيسوى كلامه للدكتور عثمان قائلا "هذه اللعبة السياسية ليس مجالها مؤتمر علمى وإنما نلعبها فى الخارج، ولا داعى لجر المؤتمر العلمى فى اتجاه دعم سياسات الحكومة".
من جانبه تمالك الوزير أعصابه أمام الحضور، إلا أنه عنف العيسوى بشدة فيما بينهما، ورد عليه الدكتور بهدوء أعصاب شديد ضاحكاً مما استفز الوزير بشدة، وهو ما دعا الجميع لمحاولة تهدئة الموقف المتوتر بالتأكيد على أن الخلاف العلمى فى الرأى لا يفسد للود قضية. وانتهى المؤتمر بانقسام أساتذة المعهد إلى مجموعتين، الأولى هنأت الدكتور العيسوى على ما قاله، والثانية هرولت لتطييب خاطر الدكتور عثمان، ومحاولة تخفيف وطأة الموقف الذى قد يكون اعتاد عليه من كثرة ما يحدث فى الكثير من أنشطة المعهد التى يحضرها الطرفان.