الحكم العسكرى بسجن الشاطر وبشر أشعل الخلافات:

المرشد المنتظر .. لضبط "الجماعة"

الأحد، 20 أبريل 2008 02:14 م
المرشد المنتظر .. لضبط "الجماعة"
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زلزال عنيف، وتوابع قوية يشهدها مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، بعد الحكم العسكرى فى القضية الأخيرة ضد خيرت الشاطر النائب الثانى للمرشد، بالسجن 7 سنوات، ومصادرة أمواله، ومحمد على بشر عضو المكتب بالسجن 3 سنوات، وهو ما أدى إلى حدوث حالة من التشتت والارتباك داخل الجماعة، بعد أن تقلص عدد أعضاء المكتب الفعليين إلى 10 أعضاء فقط من أصل 17 عضواً هم أعضاء المكتب.

ارتباك التنظيم
التنظيم يواجه حالياً، ربما للمرة الأولى، خللاً فى الهيكل القيادى، وتدور الآن مناقشات حول عملية إحلال وتجديد للمواقع التى خلت بالمكتب، فى أقرب فرصة، أو على الأقل توزيع المهام التى كان يحملها الأعضاء الذين غابوا سواء بالوفاة مثل خيرى الركوة وأحمد حسنين، أو بالمرض مثل لاشين أبو شنب ومحمد هلال، أو بالسجن مثل الشاطر وبشر، أو بكبر السن مثل محمد عبد الله الخطيب 81 عاماً، وجمعة أمين 67 عاماً.

الإرشاد بالتعيين
اللائحة التأسيسية لمكتب الإرشاد تنص على أنه يتكون من 13 عضواً على الأقل، يتم انتخابهم بالاقتراع السرى المباشر من بين أعضاء الأقسام ومسئولى القطاعات والمكاتب الإدارية فى المحافظات، بواقع تسعة من القاهرة وثلاثة من الأقاليم، بالإضافة إلى المرشد العام، ومدة العضوية فى المكتب عامين قابلة للتجديد. إلا أن هذه اللائحة لم تطبق تطبيقاً صحيحاً، بعد أن قفز عدد أعضاء مكتب الإرشاد إلى 17 عضواً، دون إجراء أى انتخابات، فى ظل الصراعات حول السيطرة والنفوذ بالجماعة منذ عهد المرشد السابق مأمون الهضيبى، فكان اعتماد مبدأ التعيين هو الحل بالنسبة لأصحاب المصالح، وعليه تم تعيين الدكتور محمد مرسى والشيخ خيرى ركوة والشيخ صبرى عرفة والدكتور محمد بديع فى مكتب الإرشاد كبداية لترتيبات النفوذ والقوة داخل الجماعة.
عمليات إحلال وتبديل للقيادات الغائبة تجرى حالياً على قدم وساق داخل الجماعة، كما يشير المراقبون، والسؤال الآن كيف يتم هذا بعد 17 عاماً من أخر انتخابات لمكتب الإرشاد، فى ظل شدة القبضة الأمنية، خاصة أن أخر انتخابات تمت فى عام 1995، اعتقل فيها أكثر من 25 من قيادات الجماعة وتم الحكم على أغلبهم بأحكام عسكرية.

البحث عن مرشد
الانتخابات الداخلية تواجه مشكلة أخرى، هى أنها لا بد وأن تمر بمراحل متعددة، بدءاً من استطلاع الرأى حول المرشحين، مروراً بالاجتماعات المتكررة لكل أعضاء المكاتب الإدارية، انتهاء بالتصويت،وهذا كله من المستحيل حالياً، فى ظل الصراعات والمعارك على النفوذ والبحث عن المناصب، خاصة بعد حسم موقع المرشد العام تقريباً لصالح محمد حبيب النائب الأول للمرشد الحالى، بعد الحكم على الشاطر، ووجد بعض الأمل لدى الفريق المناوئ لحبيب فى الحصول على عدد إضافى من مقاعد مكتب الإرشاد.

شباب الجماعة
لغة الصراع على المناصب بدأت تظهر على تصرفات القيادات وخاصة محمود غزلان، بعد النطق بالحكم ضد الشاطر وزملائه يوم الثلاثاء الماضى، رغم أن غزلان تربطه علاقة نسب مع الشاطر، وهو يرفض طريقة المكتب فى إدارة ملف المحاكمات العسكرية من الأساس، ويرى أن الحرص على خلق جيل جديد من الشباب يقدم الجماعة للدولة والشعب فى صورة أفضل، ويقف فى صف غزلان كل من محمود عزت صهر مهدى عاكف وأحد مؤيدى الشاطر ورجاله، وعبد المنعم أبو الفتوح رمز تيار التجديد بالمكتب وأصغر الأعضاء سناً، ومحمد مرسى أكثر القيادات اقتراباً من الشباب والمسئول عن ملف التربية والمعسكرات وعن تهدئة الشباب بعد غضبهم من صياغة وإدارة الجماعة لبرنامج الحزب، كل هؤلاء يشكلون فريقاً يطالب بخطوات جادة نحو تغيير طريقة إدارة ووجه الجماعة، وتخليصها من سيطرة الدعويين والمسنين، وإعطاء جيل الوسط أمثال سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية، وعصام العريان مسئول القسم السياسى بالجماعة الفرصة لفتح العلاقات مع التظيم الدولى وإدارة الملفات الخاصة للجماعة.

الدعوة أولاً
الحرس القديم الذى استطاع محمد حبيب أن يجذبه إليه ويحيده تماماً، ويأخذه فى طريق رفض تصعيد أصحاب تيار التجديد خاصة عصام العريان، يقف فى الجانب المقابل تماماً، بالدعوة إلى الحفاظ على تراث وشكل الجماعة، خوفاً من نفوذ بعض قيادات التيار الجديد وعلاقاتهم مع مختلف القوى السياسية وحتى الدولة الرسمية، ومن سحب البساط من تحت أقدام الشيوخ. كما يرى الحرس القديم أن التأكيد على الدور الدعوى هو الأهم والأكبر للجماعة، لذلك يرون وفى مقدمتهم الخطيب وبيومى وحسين وبديع أن يتم تصعيد عدد من قيادات المكاتب الإدارية، وعلى رأسهم طلعت الشناوى فى الدقهلية أو حمدى عبد الكافى مسئول شمال القاهرة أو حسام أبوبكر مسئول شرق القاهرة.

التطلع للوراء
تطور التنظيم ومستقبل الجماعة فى ظل الوضع الحالى يتوقف على نوعية القيادة السياسية والثقافية،‏ كما يرى المحللون، وحتى الآن تعانى الحركة بشكل كبير من القصور فى قيادتها الفكرية والسياسية والتكتيكية‏، مما زاد من حدة الخلافات بينها وبين السلطة‏,‏ كما أنه يغلب على قادة مكتب الإرشاد التطلع إلى الوراء للتأكد من أن الناس لا يزالون تابعين لهم مع إهمال التطلع إلى الأمام والتفكير فيما يحقق تقدماً فى أداء التنظيم. ويرى المراقبون أيضاً أن الجماعة الآن فى حالة غليان وخلافات بين رؤية راديكالية فى الإدارة، والحفاظ على شكل الجماعة القديم، وتنفيذ اللوائح، وسيطرة أعضاء الهيئة التأسيسية على مقاليد الأمور، وجيل آخر لديه حالة من القلق على إدارة الجماعة، ويضيف المراقبون أن هيمنة الجيل القديم على الجماعة، سببت فشلاً فى محاولات جيل الوسط فتح حوار خال من الصدام مع الدولة، مؤكدين أن ترميم الهيكل التنظيمى للجماعة ضرورى لأن طبيعة المرحلة المقبلة تحتاج وجوهاً أكثر قبولاً ومرونة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة