هل تسحب الـ"بى بى سى" بساط المشاهدة من الجزيرة؟

الأربعاء، 02 أبريل 2008 11:21 م
هل تسحب الـ"بى بى سى" بساط المشاهدة من الجزيرة؟
إعداد ديرا موريس عن جين أفريك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلقت المجموعة البريطانية بى بى سى ورلد سرفيس فى الحادى عشر من مارس الماضى، قناتها التلفزيونية العربية التى تبث إرسالها فى دول الخليج والمغرب والشرق الأوسط. وتنوى المجموعة غزو السوق الإعلامى الذى تسيطر عليه قناة الجزيرة والذى يضم 55 مليون مشاهد.
"لقد أجريت اختبارا صعبا للغاية، كما لو كنت أتقدم للالتحاق بجامعة أكسفورد أو هارفارد"، هكذا وصفت نورما حاج، المذيعة اللبنانية، الاختبار الذى أجرته للانضمام لفريق العمل فى قناة البى بى سى التلفزيونية العربية. وتعكس هذه الكلمات السياسة التى تتبعها هذه القناة الجديدة لتصبح قادرة على المنافسة داخل سوق الإعلام الناطق باللغة العربية الذى تسيطر عليه بلا منازع قناة الجزيرة القطرية.
وتعتمد بى بى سى العربية تطبيق التقنيات الرقمية فى العمل الإعلامى: فيقوم الصحفى بتلقى الصور من وكالة بى بى سى أو من أى وكالة صحفية أخرى على جهاز الكمبيوتر، ثم يكتب المقال ويدخل التعليق، ثم يقوم عن طريق ضغطة واحدة بإدراج كل ذلك فى شبكة البى بى سى ليصبح الموضوع جاهزا للبث. ويعلق جيرى تيمنز، المدير الإقليمى لمجموعة البى بى سى ورلد سرفيس فى أفريقيا والشرق الأوسط على هذا الأمر قائلا: "جاء تطبيق هذا النظام التكنولوجى الجديد فى الوقت الذى كان من المفترض فيه بدء البث. وكان هذا تحديا حقيقيا". وتنوى هذه القناة الجديدة الاستفادة من الموارد البشرية للبى بى سى العالمية وهى 250 مراسلا و75 مكتبا منتشرين فى العالم.
سوق تنافسى ضخم
تظهر قناة بى بى سى العربية فى سوق القنوات الفضائية فى وقت متأخر نسبيا. وهى تستهدف العالم العربى الذى يمثل سوقا تنافسيا كبيرا، خاصة منذ ظهور قناتى "الجزيرة" القطرية و"العربية" السعودية، وكذلك القنوات العربية التى تمولها الدول الغربية مثل الحرة (الولايات المتحدة الأمريكية) وفرانس 24 (فرنسا).
ويمكن القول إنه من سخرية القدر، أن تعتبر قناة بى بى سى أقدم من قناة الجزيرة. فقد كانت هناك محاولة أولى لمجموعة بى بى سى فى إطلاق قناة باللغة العربية فى 1994، سرعان ما انتهت بالفشل فى 1996 لوجود خلافات بين المجموعة ومجموعة شبكة "أوربت" السعودية. وبعدها، قام مجموعة من الصحفيين الذين شاركوا فى هذه المحاولة بإطلاق قناة الجزيرة نهاية 1996. وتراود الشكوك بعض الأشخاص حول فرص نجاح هذه القناة فى المنطقة العربية التى تتعرض فيها بريطانيا للانتقادات نتيجة لموقفها تجاه الحرب فى العراق وأفغانستان.
ضرورة كسب الرهان
يقول نيجل شابمان مدير عام بى بى سى ورلد سرفيس: "تشتهر إذاعة بى بى سى العربية بجودة المعلومات والتحليلات التى تقدمها"، معربا عن أمله فى أن شهرة الإذاعة ستعمل بلا شك على خدمة إطلاق القناة التلفزيونية. ويستكمل شابمان قائلا: "يستمع الناس إلى الإذاعة فى الصباح ويشاهدون التلفزيون فى المساء. وسيكون التكامل بين وسائل الإعلام أمرا طبيعيا". من ناحية أخرى، صرح المسئولون عن القناة أن نسبة الاستماع العامة لإذاعة وتلفزيون بى بى سى قد ارتفعت 11% فى 2006، محرزة نقاط عالية فى كل من أفغانستان وبنجلاديش وباكستان ومصر. وأكدت بذلك بى بى سى مكانها على رأس لائحة قنوات المعلومات فى العالم بنسبة متابعة وصلت من 210 ملايين إلى 233 مليون مشاهد ومستمع، رغم وجود منافسين مثل قناتى فرانس 24 والجزيرة (باللغة الإنجليزية). أما موقع الإنترنت بى بى سى أون لاين، فيسجل عدد 38.5 مليون زائر فى الأسبوع.
هذا وتبث القناة الجديدة 12 ساعة يوميا منذ إطلاقها، ومن المتوقع أن تصل عدد ساعات البث إلى 24 ساعة يوميا فى منتصف 2008، وذلك بفضل الدعم الذى ستحصل عليه من وزارة الخارجية البريطانية، والذى قد يصل إلى 32 مليون يورو. ولا يتوقف طموح بى بى سى ورلد سرفيس عند حد بث قناتها العربية فحسب. لكنها تخطط من الآن وحتى نهاية 2008 لإطلاق قناة جديدة ناطقة باللغة الفارسية، تستهدف السوق الإيرانى والأفغانى، بميزانية تصل إلى 15 مليون جنيه إسترليني. وأمام بى بى سى اليوم رهان كبير عليها أن تكسبه بتفوق.
قناة الجزيرة.. رقم واحد بلا منازع
يقول أحمد الشيخ، مدير تحرير قناة الجزيرة، ساخرا: "إننا لا نخشى المنافسة. على العكس، إن المنافسة تعنى التميز. نحن نرحب بقناة بى بى سى العربية التى تهدف أساسا إلى منافستنا". هذا ولم يلق خبر إطلاق قناة بى بى سى فى نسختها العربية أى رد فعل فى مقر قناة الجزيرة القطرية بالدوحة. وفى هذا يعلق أحد الصحفيين: "لقد تعرضنا لمنافسات أخرى، وهذه ليست المرة الأولى".
فقد تم إطلاق عدة قنوات تلفزيونية فضائية باللغة العربية منذ الغزو الأمريكى للعراق فى 2003، مما يعكس اهتمام الغرب المتزايد بالعالم العربى. لكن لم تحقق كل هذه القنوات النجاح نفسه. فمثلا، واجهت قناة الحرة (صوت أمريكا) فشلا ذريعا. وقام الكونجرس الأمريكى بإطلاق هذه القناة فى 2004 بميزانية وصلت إلى 62 مليون دولار، بهدف توصيل رسالة إلى الشارع العربى لصالح السياسة الأمريكية. ويصل عدد المشاهدين العراقيين لهذه القناة إلى 4.5% فقط. وتأتى فى المرتبة الثانية، بعد قناة الجزيرة، قناة العربية السعودية، على الرغم من أن ميزانيتها وصلت إلى 300 مليون دولار فى خمسة أعوام. ويؤكد مدير عام القناة: "من الصعب منافسة قناة الجزيرة، فهى تمثل اليوم جزءا من حياة ملايين المشاهدين فى العالم العربى".
وعلى الرغم من هذه المكانة التى تحتلها اليوم بلا منازع قناة الجزيرة، إلا أن البى بى سى تصر على استقطاب جزء من الخمس وخمسين مليون مشاهد الذين يتابعون قناة الجزيرة يوميا منذ نوفمبر 1996.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة