إنها الحرب؟ .. حرب إعلامية بين الوطنى والإخوان.. صحيح أنه لا يوجد توازن فى عدد الصحف والفضائيات بين الإخوة الأعداء، إلا أن هناك قلقاً شديداً فى الوطنى. ومما يدلل على ذلك إعلان د.على الدين هلال أمين الإعلام بالوطنى عن خطة لتحسين صورة الحزب أمام الرأى العام وتسويق إنجازاته وإنجازات حكوماته، عبر الاستفادة من امتلاك وإدارة الحكومة لـ 19 صحيفة قومية يومية وأسبوعية، وثمانى صحف إقليمية، وصحيفة حزبية (الوطنى اليوم) وثلاث عشرة قناة تليفزيونية أرضية وفضائية والهيئة العامة للاستعلامات، والتى يعمل فيها أكثر من 64 ألف صحفى وموظف ومذيع وفنى.
الفريق الآخر، الإخوان، ليس لديهم أكثر من مائة شخص يعملون فى شقة لا تزيد مساحتها على 200 متر، يعملون فى ثلاثة مواقع رسمية فقط هى إخوان أون لاين، التابع لمكتب الإرشاد، وبرلمان دوت كوم لنواب الجماعة بمجلس الشعب، وإخوان ويب، باللغة الإنجليزية، إلا أن تأثيرهم الإعلامى قوى ومزعج للحزب الحاكم.
الوطنى أيضاً قرر ضمن ما يسمى "خطة خنق الإخوان إعلاميا" إصدار اثنتى عشرة جريدة جديدة تعبر عن أمانات الحزب فى المحافظات، مع التوسع فى إنشاء المواقع الإلكترونية على "الإنترنت" للتصدى لانتشار الإخوان على الشبكة وهى كثيرة، (تصل إلى 30) هذا إذا تم جمع المواقع غير الرسمية المنتشرة فى المحافظات ومنها: "نافذة مصر" و"شرق القاهرة"، و"شمال القاهرة"، و"أمل الأمة". بالإضافة إلى شباب الجماعة الذين ينشئون إذاعات على الإنترنت مثل "أمل الأمة "، و"راديو الإسكندرية"، و"أمشى". بجانب رسائل الموبايل وشبكة الإيميلات، إلى جانب شرائط الكاسيت والأسطوانات وتصوير كل محافل أو مناسبات الإخوان حتى الاعتقالات والوقفات الاحتجاجية، وبثها على الإنترنت بل وإرسالها إلى معظم الصحفيين والكتاب. ويقوم د.محمد حبيب بنقلة أخرى عندما يصف كل فرد فى الجماعة بأنه جهاز إعلام متنقل، فهل هزم الإعلام الإخوانى إعلام الدولة (الحزب الوطنى والحكومة)؟
وينفى د. عبد المنعم سعيد عضو الأمانة العامة بالحزب الوطنى أساساً أن يكون هناك إعلام يسمى إعلام الحزب الوطنى وإعلام الإخوان، ويرفض تماما قدرة إعلام الإخوان على إقناع المواطنين والرأى العام ببرنامجهم السياسى، ويشير إلى فشلهم بإقناع الناس برأيهم خلال اقتحام حماس لبوابة رفح. أما حزب السلطة فى رأى د.سعيد الموجود فى الحكم لفترات طويلة، فليس لديه مشكلة، والآخرون هم الذين يحاولون ليصلوا إلى ما وصل إليه الحزب الوطنى.
وبسؤاله عن مغزى سعى الحزب الحاكم إلى ضم رؤساء تحرير الصحف القومية إلى عضويته؟ أجاب د.سعيد: بحكم التواجد الكبير للحزب فى المجلس الأعلى للصحافة، فهو يلعب دوراً رئيسياً فى تعيين رؤساء التحرير ومجالس الإدارات، ومع هذا كل من يعمل الصحف أو التلفزيون الحكومى تابع أو عضو بالوطنى. وهنا يشير د. سعيد إلى نقطة مهمة فى رأيه، وهو أنه لا يوجد استطلاع رأى يكشف مدى تأثير الصحف القومية والتليفزيون الحكومية فى مواجهة فى صحف ومواقع الإخوان، والأرقام التى على مواقع الإنترنت لا يمكن الاعتماد عليها.
أما عبد الجليل الشرنوبى رئيس تحرير موقع أخوان أون لاين، فينطلق كلامه من كون إعلامهم ناجحاً بسبب أنهم أكثر مصداقية نتيجة ما حققته الجماعة فى الشارع. ويضيف: المناخ العام الذى جعل من الإعلام الحكومى وكل ما يمت بصلة للحكومة غير مقبول لعب دوراً مهماً فى نجاحنا. ويشير الشرنوبى إلى اعتماد الموقع الإلكترونى الذى يتولاه على عشرات المراسلين المتطوعين من المحافظات، وهو ما يوفر عشرات من الأخبار والوقائع على مدار الساعة فى جميع أنحاء مصر .
ومن جانبه يعترف د.فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام السابق عضو المجلس الأعلى للصحافة بأن الإعلام الإخوانى تفوق على كل إعلام الحزب الوطنى، والسبب فى رأيه عدم احترام الإعلام الحكومى للمواطنين، ويضرب مثالاً ببرنامج (حالة حوار) الذى يوجه نقده اللاذع للإخوان دون استضافة أحد منهم للرد بدعوى أنها محظورة. ويعتبر أيضاً د.صفوت العالم وكيل كلية الإعلام أن إعلام الإخوان ناجح، ويفسر ذلك بقوة تنظيمهم وتوافر الخبرات الفنية، مما خلق بيئة مناسبة لأداء جيد، كما أن أداءهم ووسائلهم تتيح للمهتمين من الباحثين والإعلاميين من غير الإخوان الاطلاع على آخر المعلومات، وهو ما يعد تميزاً إعلامياً.
على الجانب الآخر، يرى ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية أن قوة الإخوان الإعلامية تنطلق من قوتهم السياسية، لأن الصورة والرسالة الإعلامية مرآة تعكس الواقع والوطنى مطمئن أنه "متربع " على السلطة، فلا يبتكر شيئاً.
