خبراء: الأحكام العسكرية ضد الإخوان تؤسس لمرحلة جديدة

الأربعاء، 16 أبريل 2008 08:27 م
خبراء: الأحكام العسكرية ضد الإخوان تؤسس لمرحلة جديدة
كتب ـ شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الحكم على خمسة وعشرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأحكام ما بين عشر وثلاث سنوات وتبرئة خمسة عشر آخرين فى المحاكمات العسكرية، أقسى وأكبر حكم للجماعة منذ سنوات طويلة، سواء من حيث عدد القيادات التى ضمت خمسة من أعضاء التنظيم الدولى، والنائب الثانى للمرشد العام خيرت الشاطر ومسئول شئونها المالية حسن مالك، أو من حيث السجن لمدة عشر وسبع سنوات، فما هى رؤية المحللين لهذه الأحكام؟
يرى دكتور عبد الحليم قنديل الكاتب الصحفى والقيادى فى حركة كفاية، أن الصدام بين النظام والجماعة لم يعد صراعاً سياسياً، بل أصبح صراعاً "فيزيائياً" يعتمد على محاولة إزاحة أحد الطرفين للأخر، وهذا من شأنه أن يزيد الوضع سخونة واشتعالاً فى ظل حالة التصعيد الاحتجاجى المجتمعى، الذى أضاف متغيراً جديداً فى الصراع بين الطرفين وصعد من الهجوم ضد الجماعة.

ويختلف ضياء رشوان الخبير فى شئون الجماعات والحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية مع قنديل، حيث يرى أن الأحكام بداية مرحلة جديدة وليس استمراراً لمراحل سابقة، وأن هذه الأحكام ليس نتيجة احتقان مجتمعى وتصعيد حركات الاحتجاج، ولكنها قد تكون هى بداية حالة من الاحتقان والتصعيد المجتمعى الذى لا يعلم أحد نتائجه ولا سيناريوهاته.
كما قد يكون الحكم على قيادات الجماعة وأذرعها التنظيمية والمالية والعلمية بمثل هذه الأحكام ما هو إلا إشعال للمناخ السياسى العام.
ورغم الغموض الذى يحيط بموقف الجماعة فيما سيكون عليه رد الفعل إزاء الأحكام، إلا أن الحوار الداخلى والغليان الذى قد يصل إلى صراعات بين أذرع وأطراف القيادة، سيكون له أكبر الأثر حسب رؤية رشوان، فى تحديد الموقف العام، فى ظل قوة ومبررات التيارات والاتجاهات التى مع تصعيد الموقف والمواجهة مع النظام بسبب مثل هذه الأحكام.

واعتبر رشوان أن حكم العسكرية يجب قراءته فى ظل محاولات وأساليب الإقصاء للجماعة وليس الاستئصال، وينفى رشوان أن تكون المتغيرات الداخلية هى السبب فى تصعيد الحكم، وإن كانت أثرت جزئياً، ولكن المبررات والتغيرات الخارجية، وفى مقدمتها الموقف من حركة حماس، وعمليات التصعيد الأخيرة، وما حدث فى رفح هو جزء من أسباب التشدد فى الأحكام. كما أن هذا الحكم يعتبر رسالة للجميع أن المرحلة المقبلة ليس بداية جديدة للإخوان فقط، بل مرحلة جديدة لمصر بأكملها، فلم يعد هناك طرفان فقط للصراع (النظام والإخوان)، ولكن دخل طرف ثالث وهو القوى الاجتماعية والشعب غير المنظم، الذى خرج يوم الإضراب وعبر عن نفسه، وهؤلاء سيكون لهم دور وتأثير فى المرحلة المقبلة لتحديد قواعد اللعبة السياسية.
قراءة ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية والخبير فى المحاكمات العسكرية مختلفة، ويحددها فى أن الأحكام ضد إخوان الخارج تعد ضربة قوية للتنظيم الدولى ومحاولة لإضعاف الإخوان خارجياً، وبالتالى فالدولة أخذت منحنى جديداً ضد الجماعة، وهو "تقليم كل الأظافر" فالمحكوم عليهم بالسجن المشدد (سبع سنوات) منهم خيرت النائب الثانى للجماعة وأحد رجالها المهمين، والثانى حسن مالك هو ذراع اقتصادى ومالى ما يعد محاولة لاستئصال قوى الجماعة المالية.

فالحكم كما يقول إسماعيل سياسى بالدرجة الأولى ويعد ضربة إجهاضية للجماعة وجميع القوى السياسية، ورسالة بأن التنظيم القوى تم التعامل معه بشكل ليس فيه هوادة، لذا فلا مانع للنظام أن يتعامل مع الجميع بشكل أكثر قسوة، كما يعد الحكم نهاية مرحلة كانت الدولة تتعامل فيها بشئ من العقلانية والتوازن مع الإخوان، لتتحول إلى الضرب فى عمق الجماعة ومراكز قوتها مباشرة دون خطوط حمراء.
ويرى عصام سلطان القيادى بحزب الوسط – تحت التأسيس – وعضو الجماعة السابق، أن الحكم جزء من حلقة الصراع بين النظام والجماعة، الذى لن ينتهى بل يزداد اشتعالا، مؤكدا أن طرفى الصراع "الإخوان والنظام" كلاهما يتحمل النتائج، ما ستنتهى إليه النتائج، فالإخوان يصرون على مدار عشرات السنين على عدم التقدم بحزب سياسى، ويرون أنهم أكبر من حزب، ويرفضون الاندماج فى الحياة السياسية الشرعية، بينما النظام لا يعرف أسلوب إلا الأمن والإقصاء فى التعامل مع السياسيين ليس للإخوان فقط، بل للجميع.
ولكن نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية له رؤية مختلفة ترتكز على أن الجماعة لديها القدرة على امتصاص الضربات ومرونة التعامل مع الموقف، كما تجيد تفسير الرسائل السياسية والأمنية التى تصلها من النظام، لكن هذا لا يمنع أن تشهد الفترة المقبلة شكلاً من أشكال التشدد مع الجماعة، لاعتبارات الاحتقان الاجتماعى وقلق النظام من مشاركة الجماعة فى مثل هذه الفعاليات، سواء إضرابات أو مظاهرات، وهذا الحكم قد يكون محاولة لردع وضوء أحمر لمشاركة الجماعة فى حالة الاحتقان المتصاعدة.

ويلفت الدكتور عبد الحميد الغزالى المستشار السياسى للمرشد، إلى أن النظام يستغل عدم اتجاه الجماعة إلى العنف كأحد مبادئها وقناعاتها، ويتعامل معها بكل أساليب الاستبداد والقهر، ولكن الجماعة ـ حسب رأى الغزالى ـ تبذل جهداً كبيراً فى إقناع شبابها بمختلف المستويات والمحافظات لعدم التصرف العشوائى أو العنف والاحترام لثوابت الجماعة، وعدم استخدام العنف، ولكن لا تدرى القيادات ماذا سيحدث من الشباب فى ظل حالات التصعيد ضدها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة