منذ بداية الخمسينيات وحتى انتهاء الحرب الباردة، عندما ترك منصبه كمدير لمركز وكالة الاستخبارات الأمريكية فى باريس، طاف شارلز كوجين فى كل أنحاء الكرة الأرضية، وزار حتى أكثر الأماكن إثارة للقلق فى العالم. فبعد أحداث 11 سبتمبر، فقد كوجين إيمانه المسيحى، واعتنق مذهب اللاأدرية Agnosticism (وهو المذهب القائل أن القيمة الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية موضوع غامض كلية، لا يمكن تحديده فى الحياة الطبيعية للإنسان).
وحصل كوجين خلال رحلة عمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية على خبرة كبيرة.. وأى خبرة! فقد أدار كوجين أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، ولعب دوراً كبيراً فى مساندة أفغانستان فى صراعها ضد السوفييت من 1979 إلى 1989، مما منحه رؤية خبيرة حول بدايات ظهور الإسلام الراديكالى، قام بسردها فى كتابه جمهورية الله - نظرة أمريكى تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام، الذى صدر فى فبراير 2008 عن دار نشر جاكوب دوفرنيه فى فرنسا. لماذا فشلت أمريكا فى تدخلها فى أرض الإسلام؟ وماذا كانت أخطاؤها؟ أسئلة كثيرة تتعلق بموقف أمريكا تجاه الإسلام، وبالتالى تجاه الدين عموماً، يجيب عنها كوجين فى هذا العمل الذى يحمل أبعاداً تاريخية، وتأملات فلسفية وسياسية، وسيرة ذاتية.
وينفى كوجين فى هذا الكتاب أسطورة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ساعدت فى ظهور بن لادن عن طريق المساندة التى منحته إياها فى أفغانستان فى الثمانينات. ومن ناحية أخرى، يعارض الكاتب بشدة تدخل أمريكا فى العراق، ويعرب عن قلقه الشديد من عواقبه.