أكد رئيس وزراء لبنان الأسبق الدكتور سليم الحص ـ فى كلمة له بالجلسة الأولى من مؤتمر "تجديد الفكر القومى والمصير العربى" الثلاثاء ـ أن الأمة العربية تمر بمرحلة ممتلئة بالعصبيات والشعارات والممارسات القطرية والتشرذم فى أحيان كثيرة.
واستعرض الحص تجربة لبنان، وقال إن لها تاريخاً طويلاً فى الحركات السياسية الآخذة بناصية التقوقع عن المحيط العربى والتبرؤ من كل ما هو عربى تحت لافتة الذود عن خصوصياتها، وقال إن الحديث عن القومية عموماً والقومية العربية خصوصاً لا يستقيم فى ظل تنامى العولمة، موضحاً أنه فى عصر العولمة عصر التداخل والتفاعل تتسم القومية العربية بالحركية والانفتاح والتفاعل البناء مع سائر الكيانات الوطنية فى العالم.
وأشار الحص إلى مراحل احتدم السجال فى لبنان منذ أحداث عام 1958 على خلفية الصراع الإقليمى الدولى، الذى اشتعل بين ما سمى حلف بغداد بقيادة الولايات المتحدة وحركة عدم الانحياز التى تصدرها التيار الناصرى فى الشارع اللبنانى والتى انتهت بمواجهة عنيفة ، والفتنة بشعار "لا غالب ولا مغلوب".
وأوضح أن الصراع بين التيارين ولو سلمياً وتداخله بين التيارين الانعزالى والعروبى مع عوامل أخرى محلية وإقليمية ودولية فجرت حرباً أهلية طاحنة على امتداد 15 عاماً ما بين 1975 و1990 وانتهت أيضاً عملياً إلى واقع "لا غالب ولا مغلوب"، وتجسد باتفاق الطائف عام 1989، ثم ترجم مضمونه نصوصاً دستورية فى عام 1990 فأضحى الاتفاق من صلب الدستور اللبنانى.
وقال إن تسوية "لا غالب ولا مغلوب" أقرها اتفاق الطائف فى نصين متكاملين أحدهما يؤكد أن لبنان وطن نهائى لجميع أبنائه.. والثانى يؤكد أن لبنان عربى الانتماء والهوية.
وشدد الحص على ضرورة العمل على تحقيق اتحاد عربى على غرار الاتحاد الأوروبى ..مؤكداً أن طريق الاتحاد لابد أن يمر فى محطتين هما التنمية الديمقراطية من جهة..والتنمية الاقتصادية الاجتماعية من جهة أخرى.
الحص: لبنان مر بمراحل كثيرة من الاحتدام السياسى
الثلاثاء، 15 أبريل 2008 07:49 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة