باق من الزمن شهران تقريباً، وتنتهى الدورة البرلمانية الحالية، فهل تكفى هذه المدة لمناقشة 5 آلاف استجواب تقدم بها أعضاء البرلمان منذ بداية الدورة فى نوفمبر الماضى؟!.
هذا السؤال لن تكون إجابته فى الغالب إلا بالنفى فى ظل تجاهل الوزراء للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بوزاراتهم، رغم أن لائحة البرلمان توجب عليهم الإجابة عن الأسئلة قبل مرور 3 أشهر على تقديمها.
الوزراء يتجاهلون واجباتهم
الوزراء لا يهتمون بمجلس الشعب ولا بنوابه، ويتجاهلون واجباتهم تجاه السلطة التشريعية، هذا ما يؤكده النائب الإخوانى يحيى المسيرى، مضيفاً أن الوزراء يعتمدون فى هذا على أغلبية الحزب الوطنى فى البرلمان، وبالتالى يضربون باللائحة عرض الحائط، رغم أن أسئلة النواب ليست للمنظرة، ولكنها إحدى الأدوات الرقابية التى أعطاها القانون للنواب لاستيضاح المعلومات من الوزراء حول موضوعات تتعلق بوزاراتهم.
ويضيف المسيرى: أنا مثلاً تقدمت بسؤال برلمانى لوزير الاستثمار عن أسباب عدم إعلان بنود عقد بيع شركة "عمر أفندى"، وسؤال آخر إلى رئيس الوزراء حول تصريحات محافظ مطروح بتغيير موقع الضبعة النووى إلى موقع آخر. بالإضافة إلى عدد من الأسئلة البرلمانية الموجهة إلى وزير الداخلية حول دور وزارته فى التحرى عن الشركات الأجنبية العاملة فى مصر لحماية أمنها القومى، وخاصة فى سيناء. ويوضح النائب أن كل هذه الأسئلة لم تجد أية إجابة من الوزراء، وأنه أثار هذه القضية فى الجلسات الأخيرة، فما كان من الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس إلا أن وجه تحذيراً للوزراء بضرورة الالتزام باللائحة واحترام مجلس الشعب وعدم الاستهتار بنوابه.
الرد يأتى بدون مستندات
الدكتور جمال زهران النائب المستقل يقول إن الوزراء الذين يهتمون بالرد على أسئلة النواب "قليلون جداً" مثل اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية، الذى يهتم بالرد على الأسئلة كتابة، فى حين أن وزيرى الكهرباء والبترول مثلاً يردون على الأسئلة شفاهة، حتى لا يمنحوا النائب مستنداً يمكنه أن يعتمد عليه فى تطوير أدواته الرقابية، وتحويل السؤال إلى استجواب كما فعل النائب المستقل علاء عبد المنعم حين تقدم بسؤال برلمانى إلى وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى حول حصيلة الخصخصة، فرد الوزير بأن ما تم توريده إلى الوزارة 14 مليار جنيه، رغم أنه كان قد أعلن سابقاً أن ما تم توريده للموازنة مليار جنيه، فقط. وهنا أمسك النائب بالمعلومة وحول السؤال إلى استجواب اتهم فيه وزير المالية بإخفاء حصيلة الخصخصة. ويوضح زهران أن الوزراء لا يردون على الأسئلة حتى لا يمدون النواب بمعلومات قد تدينهم.
الوزراء لا يعرفون اللائحة
ويفسر النائب الوفدى محمد عبد العليم داود أسباب هذه الظاهرة، بأن الوزراء لا يعرفون لائحة مجلس الشعب ولم يقرأوها، مضيفاً أنه يجب على رئيس المجلس أن يعطيهم دورة فى اللائحة حتى يعرفوا نصوصها، ويقول داود: هذا احتمال، والاحتمال الآخر هو أن الوزراء يتجاهلون النواب، وهذا مرفوض تماماً، والمشكلة أن الوزراء الذين يردون، رغم ندرتهم، تأتى إجاباتهم هلامية. ويضرب داود مثلاً على هذا برد فاروق حسنى وزير الثقافة على سؤال وجهه له بخصوص الآثار المصرية المعروضة فى الخارج وما تحصل عليه مصر من ورائها، فلم يكن من الوزير إلا أن أجاب: "سأدرس هذا الأمر"، فقط لا غير. عدد كبير من النواب أجمعوا على أن تحذير سرور للوزراء "فشنك" وأنهم لن يستجيبوا له، وقالوا: الأيام "بيننا".
الأسئلة البرلمانية الصعبة..
5 آلاف سؤال منذ بداية الدورة الحالية.. والحكومة لا ترد!
الثلاثاء، 15 أبريل 2008 11:16 ص