عبد الوهاب داود

العابرون

الإثنين، 14 أبريل 2008 07:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العابرون، ليسوا مجرد أشخاص نلتقى بهم مصادفة، أو بترتيب، ثم سرعان ما ننساهم، ولا يبقى منهم غير أطياف تمر على الذاكرة بين الحين والآخر، أو لا تمر مطلقا..
ليسوا مجرد أشخاص لا نعرفهم، ولا يعرفوننا.
ابتسامة عابرة، ربما تكون أكبر تأثيراً فى النفس من لقاءات مطولة مع أصدقاء، ممن نظن أنهم يحبوننا، أو نظن أننا نحبهم..
حديث بين اثنين، لا نعرفهم ولا يعرفوننا..
كلمة فى أغنية نسمعها للمرة الأولى.
شخص نصادفه فى إشارة المرور، أو الميكروباص، أو يجلس قبالتنا فى مترو الأنفاق.
عصفور يجرح الهواء بجناحين رقيقين، ضعيفين، لكنه يفتح نافذة فى الروح، لا يقدر أحد على إغلاقها، حتى وإن أردت الهروب من ضوئها، فلا مفر.
أشياء كثيرة تعبر حياتنا، تمر بنا، ونمر عليها، دون أن نشعر بها، ودون أن ندرى ماذا تركت فينا من آثار لا يمكن لأحد أن يمحوها، ودون حتى أن نسأل أنفسنا: ماذا سيبقى منا عندما نعبر على حياة الآخرين، أقارب، أصدقاء، زملاء فى العمل، أو حتى أشخاص نلتقيهم لمرة واحدة فقط؟
أحيانا لا نتعمد أن نترك أثرا فى من نلتقيهم، مصادفة، أو بتدبير، وأحيانا نتعمد أن تكون هناك آثار بارزة، وواضحة. لكن ما لا ندركه، هو كيفية استقبال الآخرين لنا، إحساسهم بنا، ومدى ما نتركه بالفعل من آثار فيهم، فربما يلعب هؤلاء العابرون دوراً فى تغيير حياتنا، ورؤيتنا للعالم من حولنا، وموازين علاقاتنا، وربما يكون لمرورنا بآخرين ذات الأثر..
وربما.. لا شئ مطلقا.
هنا، وبالضبط هنا، لا مجال لإصلاح الخطأ، فربما يكون أثرنا فى من نلتقيهم لمرة واحدة فقط، هو فرصتنا الوحيدة للتغير.. تغييرهم، أو تغييرنا، دخولهم، أو خروجنا.
وهنا بالضبط ينبغى الحذر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة