سفير د.عبدالله الأشعل

المهام العاجلة لدبلوماسية القمة

السبت، 12 أبريل 2008 10:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن المفكرين العرب يجب أن ينصرفوا الآن إلى مواجهة التحدى الأكبر بعد أن تجاوزت القمة الألغام, وهذا التحدى هو إصرار الولايات المتحدة على تمزيق الروابط العربية تحت دعاوى مختلفة تخدم المشروع الأمريكى, وتدفع الدول العربية وتوهمها بأنها تخدم مصالحها الشخصية. ولذلك فإن من الضرورى أن تقدم بعض الأفكار التى تساعد القيادة السورية على قيادة العالم العربى خلال هذا العام حتى تسلم الراية إلى قطر فى مارس القادم.
الوضع العربى كما هو واضح يقوم على قائمة الأولويات، ويجب أن نفرق من زاوية التحليل بين الملفات العربية وبين العلاقات العربية، رغم الارتباط بينهما فى بعض المواضع. فمن الواضح أن تدهور العلاقات العربية يرجع صراحة إلى التدخل الأمريكى, ولكننا إذا قررنا أن إصلاح العلاقات العربية يتطلب إبعاد هذا التدخل فإننا نرهن هذا الإصلاح بنتيجة مستحيلة لأن الولايات المتحدة سوف تظل,ما دامت قوة رئيسية فى النظام الدولى, تتدخل فى العلاقات العربية حتى تحّيد القوى العربية لصالح إسرائيل.ولذلك فإن جهود تنقية الأجواء العربية يجب أن تأخذ هذا العمل الأمريكى فى الاعتبار دون أن تشترط زواله لكى تتم التنقية, ومن الأفضل طبعا أن تتساند الدول العربية فى كسر حدة التوظيف الإسرائيلى للقوة الأمريكية التى تريد إخضاع العالم العربى, بما فى ذلك سوريا, للمشروع الصهيونى، فكانت النتيجة أن ضغطت واشنطن على الدول العربية لإحداث التباعد بينها وبين سوريا, والتحدى الذى تواجهه سوريا والعالم العربى معا فى هذه المرحلة هو عدم التفريط فى سوريا كأحد أضلاع المثلث العربى, وفى نفس الوقت عدم الاستسلام للضغوط الأمريكية.
ولاشك أن سوريا بحاجة إلى دبلوماسية نشطة فى إطار قيادتها للقمة العربية تقوم على المحافظة على المصالح السورية وعلى السعى فى العالم العربى نحو توثيق العلاقات العربية وتحقيق بعض الإنجازات, وكذلك يجب أن تتجنب سوريا التورط فى أى معارك جانبيه فى العالم العربى وأن تتحرك على خمسة محاور: المحور الأول إجراء حوار شفاف مع السعودية ومصر, وإعادة المثلث الذهبى للنظام العربى على الحد الأدنى من التضامن دون المصادرة على اختيارات البلدين إزاء الولايات المتحدة, خاصة أن فشل السياسة الأمريكية فى المنطقة وتوحش إسرائيل يمهدان لهذا التحالف.
المحور الثانى العمل بجدية على إصلاح العلاقات السورية اللبنانية وتسوية الملف اللبنانى بالتعاون مع مصر والسعودية وفقاً للمصلحة اللبنانية والعربية. المحور الثالث العمل مع بقية الدول العربية على تحقيق تقدم ملموس فى الحوار الفلسطينى الداخلى، وهذا يرتبط ارتباطاً مباشراً بمستقبل المبادرة العربية, ولابد أن يستند التحرك السورى على دراسة البدائل المختلفة للخيارات العربية, مع التركيز على ربط الملف الفلسطينى بالملف السورى واللبنانى مع إسرائيل. المحور الرابع محاولة تحقيق التقارب الإيرانى العربى بما يحقق المصالح العربية دون الدخول فى جدول الصراع الإيرانى الأمريكى. أما المحور الخامس يتمثل فى العمل مع بقية الدول العربية الرئيسية على تحقيق تسوية تاريخية فى العلاقات السورية الأمريكية مع المحافظة على المصالح السورية ودون التضحية بأحد هذه المصالح.
ونحن نعلم أن هذه المحاور تمثل ألغاماً موقوتة فى التحرك السورى, ولكنى أعتقد أن حركة سوريا فى العالم العربى والمناقشة الصريحة للمواقف السورية فى كل الملفات سوف يكسب سوريا إعجاب الشارع العربى واحترام النظم العربية.
أما آليات التحرك ووسائله فتشمل اللقاءات والزيارات من جانب المسئولين السوريين والتنسيق مع الجامعة العربية وتنشيط البيئة الثقافية العربية حتى تكون سوريا محسوسة بشكل واضح فى العالم العربى، فليس لديها ما تخشى منه أو تخشى عليه، لأن الخيار البديل للعالم العربى عن توسل المبادرة هو دعم المقاومة العربية، مما يعلى من شأن التحركات السورية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة