بدأ مؤتمر "التمييز الدينى" جلسات يومه الثانى والأخير بهجوم من د. وليم ويصا على وسائل الإعلام المصرية، خاصة الحكومية بسبب أسلوبها فى تناول الملف القبطى ومشاكل الأقباط، والذى وصفه بأسلوب التعمية المتعمدة لمشاكل الأقباط والتى بدأت منذ ثورة 1952 بإنشاء إذاعة القرآن الكريم وقصر إذاعة المواد المسيحية على إذاعة خارج مصر تسمى "فلسطين" وتخصيص حوالى 6 ساعات للبرامج الدينية الإسلامية فى التليفزيون المصرى، فى حين أن نصيب الأقباط يتمثل فى إذاعة قداس الأحد فقط على إحدى القنوات المتخصصة.
"ويصا" انتقد أجهزة الإعلام الرسمية أيضاً لإفساحها المجال للحديث عن المتحولين إلى الإسلام، وفى المقابل إغفال ذكر الحالات التى تتحول إلى ديانات أخرى، واصفاً المصطلحات التى تستخدمها وسائل الإعلام مثل "الفتنة الطائفية" و"المتطرفين من الجانبين" بالأكاذيب الكبرى.
وعن مظاهر التمييز فى التعليم تحدث د. كمال مغيث قائلاً "إن الدولة المصرية تتأرجح بين الفاشية والليبرالية ولم تتبن مشروعاً ثقافياً واضحاً"، وذكر مغيث بعض الأمثلة للتدليل على ما رأى أنه مظاهر التمييز الدينى منها اعتماد أكثر من نصف المقررات المصرية على الدين الإسلامى والإصرار على إبراز أسبقية وأفضلية الإسلام على الأديان الأخرى وكذلك خلو هذه المقررات من أية دروس عن الثقافة القبطية ورموزها.
ومن جانب آخر، حلل الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة سبب مظاهر التمييز السلبية التى تظهر فى مصر مرجعاً إياها إلى المناخ الاستبدادى فى ظل غياب الديمقراطية، وإلى الأفكار المتخلفة التى حملها معهم العائدون من بلاد البترول وهى أفكار أكد أنها بعيدة عن الإسلام، كما أضاف عاملاً آخر هو التأثير الخارجى لبعض القوى الأجنبية ذات المصالح، وأوضح حرب أن القوى الأجنبية لن تجد سبيلاً وحيداً لضرب مصر فى مقتل سوى تدمير العلاقة بين المسلمين والأقباط.
