خالد حريب

الزاعقون مع التمييز الدينى

الجمعة، 11 أبريل 2008 08:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالصوت العالى والصراخ والتشنج نجح سبعة أفراد فى إلغاء أعمال مؤتمر "مصريون ضد التمييز" والذى كان انعقاده مقرراً فى 11، 12 أبريل 2008 بنقابة الصحفيين .
الواقعة غريبة وملفتة للنظر، وهى أن من يستيقظ مبكراً يحكم ويملى إرادته على الأغلبية والمؤسسات، وكانت القصة قد بدأت عندما تلقى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين خطاباً من د. محمد منير مجاهد منسق جماعة "مصريون ضد التمييز" يطلب عقد مؤتمر للجماعة فى النقابة ولم يتردد مكرم فى الموافقة على عقد المؤتمر وهو حقه وحق السكرتير العام طالما مجلس النقابة لم ينعقد.
تدحرجت كرة الثلج عندما أبدى أحد أعضاء المجلس مخاوفه من أن يكون المؤتمر سبباً فى "فتنة" وبدء النقيب منسق المؤتمر هذه المخاوف بالتأكيد على قيمة الحوار العلمى فى رصد أوجاع هذه البلد.
المفاجأة غير السارة هى اختطاف نقابة الصحفيين صباح يوم المؤتمر وبالعدد سبعة أفراد لا يزيدون عن ذلك أحكموا إغلاق النقابة مبكراً من الداخل ومنعوا دخول أعضاء المؤتمر حتى مكرم محمد أحمد الذى استيقظ فى السابعة صباحاً الجمعة على هذا الخبر تم الاحتكاك به ومحاولة منعه من الدخول.
وبصبر، حاول النقيب التفاوض مع أصحاب الصوت العالى فجاءت المعلومات المغلوطة لتصرخ " واإسلاماه" هكذا خبط لزق .. وادعوا أن المؤتمر ضد الإسلام ويدعو للبهائيين .. ليس هذا فقط .. قالوا إن كاميرا فضائية إسرائيلية جاءت لتغطية المؤتمر " يا ساتر يا رب".. وقالوا كثيراً.. ورد النقيب ببسالة ـ أشهد له بها ـ بأن النقابة قلعة الرأى والرأى الأخر لا يمكن أن تقبل بهذا الإرهاب ورفض النقيب استخدام سلطته فى فرض انعقاد المؤتمر وذلك حفاظاً على سلامة الزاحفين.. وخرج مكرم ليعتذر لأعضاء المؤتمر على السلم.
وأعجب ما سمعته بأذنى من الزاعقين هو أن "مصريون ضد التمييز" جمعية أهلية مرفوضة من الشئون الاجتماعية .. أهلاً وسهلاً بالشرعية المزدوجة.. فحينما يطب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على النقابة يفرش له الزاعقون البساط الأحمر تحت دعوى ديمقراطية النقابة وعندما يفتح مصريون ملفاً فى غاية الحساسية عن التمييز يبحث الزاعقون عن شرعية الشئون الاجتماعية .
وبصراحة.. ألمح فى ما حدث أصابع السلفية والتخلف والاستبداد يعصرون أمعاء الوطن، ألمح الغباء الحكومى الذى يتحدث عن المواطنة ويرفض تسجيل جمعية لمصريين ضد التمييز .
ألمح الخطر قادماً على مهل ليحرق الأخضر واليابس فى بلادى.
والتحدى هو أن يعرف الجميع أن نيران التطرف لا ترحم المتخاذلين .. وكان انعقاد المؤتمر فى موعده ونجاحه هو التحدى الثانى، لذلك جاءت مبادرة حزب التجمع الفورية باستضافة المؤتمر وتقديم كل الدعم لنجاحه .. وبالفعل يعلو صوت المقاومين وينعقد المؤتمر فى موعده ويذهب صوت الخفافيش إلى الفراغ.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة