إلى أى حد يمكن انتقاد الديانات السماوية الثلاث، موضوع يعود مرة جديدة ليطرح فى ألمانيا بعد إفشال محاولة وزارة الشباب الألمانية منع كتاب للأطفال بعنوان "أين طريق الله إذا سمحت"، والذى يسخر من المسيحية والإسلام واليهودية، من خلال قصة خنزير صغير يبحث عن السمو الروحى فيصطدم بتشدد أسقف وإمام وحاخام.
وبررت الوزارة طلب منع الكتاب باعتبار أن "من شأنه تضليل الأطفال والشبان على الصعيدين الاجتماعى والأخلاقى" ولاحتوائه على "إيحاءات معادية للسامية". غير أن اللجنة الفدرالية لمراقبة المواد الإعلامية الضارة للشباب أسقطت طلب الوزارة على اعتبار أن الكتاب لا يشكل "خطراً على الشباب"، واستندت اللجنة إلى رأى رسمى أصدره مجلس يهود ألمانيا فى السادس من فبراير لتعلن أيضا أن الكتاب ليس "معادياً للسامية".
وقال مؤلف الكتاب ميكايل شميت سالومون بعد صدور قرار اللجنة "لقد أسقطنا أحد المحرمات". واصفاً الأمر بأنه "انتصار على الفكر الدينى المحدود".
من جهته قال البرت بيسينجر الأستاذ والباحث الكاثوليكى فى جامعة توبينجن إنه "من حقنا تربية أطفالنا على الإلحاد لكن كتابا ملحدا يجب ألا يسىء إلى معتقدات الآخرين". مبدياً أسفه لقرار اللجنة. وأضاف الباحث الذى صدرت له عدة كتب مسيحية للشبان "أن الدين كما يتم تقديمه فى الكتاب، يوحى بالخوف. إنها عودة إلى القرون الوسطى حيث كان الأطفال يتربون على الخوف من الله".
وفى حال منع الكتاب الصادر فى أكتوبر، فسوف يحظر الترويج له وبيعه للقاصرين ما دون الثامنة عشرة، وقد بيعت منه حتى الآن 12 ألف نسخة.
