شهد وحقوقها المهدرة

السبت، 08 مارس 2008 10:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدخل العمة "أمينة"الحجرة الضيقة المظلمة لإيقاظ بنت أخيها "شهد" 12 سنة، لتذهب إلى المدرسة، البنت الصغيرة ترفض أن ترتدى "المريلة" وأن تلتقط "الشنطة" الكبيرة لتحملها كل يوم على ظهرها الصغير، وتصر على الرفض لأن المدرس ضربها بالأمس وقال لها "يا بنت الإرهابى" لأنها لم تدفع المصروفات أو تحضر شهادة وفاة والدها.زملاؤها زفوها ببنت الإرهابى و"شهد" تبكى أمامهم فى طريقها للمنزل، الحكومة ترفض أن تعطيهم شهادة بالاعتقال لزوم استخراج البطاقة، وفى السجل المدنى يرفضون استخراج البطاقة بدون الشهادة أو حضوره شخصياً بلحمه ودمه حتى يتم تصويره فى السجل المدنى! أى جرم ارتكبتة "شهد " هل لأن والدها تم اعتقاله!
حتى لو أجرم –هو –ماذنبها –هى – "شهد "رفضت تماما أن تضع قدميها الصغيرتين أرض المدرسة التى أهانتها ، الصغيرة زهقت، و العمة "أمينة" ذهبت لتوقظ "عمر"أخو شهد الصغير استيقظ وغسل وجههه بالماء من الجردل لأن الميه مقطوعة فى عين شمس، وبعد عناء لبس عمر المريلة وذهب إلى المدرسة، العمة كعادتها فى أول كل شهر "تلف "على إخواتها الستة لجمع 50 جنيه من كل واحد فيهم لزوم مصاريف أبناء وزوجة أخوهم المعتقل، الأول قال لها "لسه ما قبضتش يا أمينة والثانى كان رده "خدى وكان لزومها إية الشحططة دى فى السجون "والثالث مراتة ردت "الزيت اللى يحتاجة البيت يحرم على الجامع " والرابع قالها "ياما قلناله بلاش الناس اللى انت معاهم طريقهم خطر"وترد "أمينة" كلة نصيب، المهم أمينة تحصل على الـ50 جنيه وخلاص اتعودت على الكلام والجمل المكررة شهرياً من 17 سنة .
تاخذ أمينة المبلغ اللى جمعته وتذهب إلى أم عمر زوجة أخوها التى رفضت الزواج بعد اعتقال زوجها، وهى التى باعت السيارة النقل التى كانت ملك زوجها وبدأت فى بيع عفش البيت، ومن العزة والكرامة إلى الحاجة والمهانة تسير فى طريقها، بدأت فى بيع العسل واعتبرته مصدر للرزق مع المبلغ الشهرى من إخوة زوجها.
"شهد "حبيبة عمتها فضلت الجلوس فى المنزل على الذهاب للمدرسة، تم إهدار حقها فى التعليم المجانى وحقها فى معاملة حسنة ومع حسابها على جرم والدها كما تم حرمانها فى حقها فى معاش لأسرتها فى ظل عدم وجود عائل لأسرتها- هل المطلوب من "شهد" عندما تكبر أن تصبح ملاكاً ؟
هل تقع عليها المسئولية وحدها لو كرهت البلد؟! العمة"أمينة "ابقتها فى المدرسة لكن تدرس "منازل" وتم حرمانها من دخول الفصل كزملائها.
"شهد" حرمها اعتقال والدها من كلمة "بابا" والشعور بدفئ الأسرة فى أحضان والدها، بالطبع والدها يقع عليه جزء كبير من السبب الذى آلت إلية الأسرة الصغيرة ،لكن إذا أخطأ والدها لماذا لا تقوم الدولة بدورها وتآخذ "شهد" حقها فى الحياة وفى التعليم وفى وجود عمل لها بعد التخرج، فحتى لو افترضنا تخرجها فلن تستطيع الحصول على عمل فى الحكومة لأنها موصومة بوالدها المعتقل !
"شهد"تكره أن تزور والدها فى المعتقل ودائما ما تسأل عمتها "صحيح بابا إرهابى".. العمة تبكى والأم أيضاً لا تستطيع إخفاء دموعها من قهر الزمان عليها بعد مفارقة زوجها للمنزل .
زوار آخر الليل لا يتركون "شهد "ولا أسرتها فى حالهم ففى كل فترة تتم زيارة المنزل، وفى منتصف الليل ويتم إيقاظهم وسؤالهم أسئلة مكررة . وأهدر حقهم فى الخصوصية والاحترام، وكم تلعن الزوجة الأحوال والظروف التى تجعلها لاتستطيع الراحة فى بيتها وتفكر فى منظرها أمام جيرانها، وإذا سألوها ماذا ستقول لهم فى الصباح؟ المهم أن"شهد" لاتستطيع النوم لساعات متواصلة من كثرة إيقاظها ليلاً، بدأت البنت الصغيرة تمرض ذهبت إلى المستشفى، وبعد معاناة لدخول غرفة الكشف تم توقيع الكشف عليها، احتاجت "شهد "لعملية، بالطبع لم تجد مصروفات العملية واضطرت عمتها للاقتراض وعمل جمعية وحصلت عليها الأول لعمل عملية اللوز ومرة أخرى يهدر حقها فى العلاج .
و"عمر" أخو "شهد" الصغير، هل يدخل إحدى الكليات العسكرية أو الشرطة حتى لو كان مجموعه ولياقته وأخلاقه تؤهله للدخول؟حتى لو دخل عمر كلية نظرية أو عملية بعيداً عن العسكرية وحصل على درجة الامتيازهل يصبح معيداً أم تقريره الأمنى والتحريات سوف تثبت أن والده معتقل ويتم استبعاده..!
حقه وحق"شهد"المهدر فى الوظيفة يجعلهم يقارنون بينهم وبين أبناء الحرامية وناهبى ثرواتها أو حتى المقترضين والفارين الهاربين من بلدنا التى لا تميز بين جريمة ارتكبها الأب ولابد أن تحاسب عليها الأسرة والعائلة .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة