بالتقسيط، بدون مقدم، بدون فوائد، بدون ضمانات، بدون ضرائب، وأول قسط بعد ثلاثة أشهر. هذا ليس إعلاناً لإحدى شركات الأجهزة المنزلية، وإنما نظام شركة النايل سات لإيجار ترددات القمر المصرى، بعد أن أتاحت كل أنظمة الدفع، والتقسيط المريح لكل من يرغب فى قناة فضائية، حتى لو لم يكن من كبار رجال الأعمال.
ويتراوح إيجار التردد على القمر المصرى "نايل سات" ما بين 200 ألف دولار و 300 ألف دولار سنوياً، بما يعادل مليون إلى مليون ونصف مليون جنيه سنوياً، وذلك حسب طبيعة القناة. فإذا كانت قناة رياضية أى تنتقل فيها الكاميرا سريعاً فتحتاج طاقة بث أكبر، وهنا تصل القيمة للحد الأعلى. أما إذا كانت قناة تبث مواد مسجلة فلن تحتاج أكثر من طاقة البث العادية.
هذا النظام ليس مستحدثاً وإنما أقرته الشركة منذ بداية عملها، وقد كان التقسيط على دفعتين أو ثلاثة على الأكثر، وهو ما أصبح حالياً أكثر يسراً بإتاحة كل أنظمة التقسيط، فضلاً عن التخفيض فى إيجار التردد الذى قد يصل إلى أقل من 100 ألف جنيه شهرياً فى حال اختيار صاحب القناة نظام الدفعات الشهرية، وربما يكون هذا الرقم أقل من إيجار الاستديو، أو رواتب العاملين، وإذا كان لدى صاحب القناة مشكلة فى السيولة يمكنه دفع دفعة تعاقد، وأول قسط بعد ثلاثة أشهر إذا اختار نظام التقسيط ربع السنوى.
وقد أضاف أمين بسيونى رئيس مجلس إدارة شركة "نايل سات" أن تسهيلات الدفع لا تقتصر على إيجار حيز التردد، وإنما تصل إلى إيجار الاستديو مع غرفة الهندسة الإذاعية التى يتم فيها تسجيل ومونتاج البرنامج المسجل، وهو لا يتجاوز أيضاً مليون جنيه سنوياً، مع بعض الديكورات، حسب رغبة المنتج، لكنه اعتبر أن 200 إلف جنيه تكفى لعمل ديكورات برنامج "توك شو" مقبول يستمر طوال العام.
السؤال الآن.. هل المكسب مضمون؟
الإجابة نعم طبعاً، ويستند إلى تاريخ الفضائيات الحافل بالنجاحات، التى لم يكن يتوقعها حتى أصحابها، مثل أحمد بهجت صاحب أول فضائية مصرية، والتى أنشأها للإعلان عن شركاته توفيراً لنفقات الإعلان على شاشة التليفزيون المصرى، وقد أنشأها بتكلفة 40 مليون جنيه، فحققت فى عامها الأول صافى إرباح 20 مليون جنيه، ثم توالت السنوات لترفع من صافى الربح، وإقبال الجماهير على مشاهدتها، بما يعنى مزيداً من الإعلانات، ومزيداً من الملايين الصافية.
وإذا رغبت فى قناة "للهلس" كليبات وأغانى وأى كلام.. فاتكل على الله وقلبك مطمئن وخذ عبرة من قنوات "مزيكا" و"ميلودى" و"روتانا". فقناة "مزيكا" فى بداية بثها لم تكن تقدم أى برامج، ولم تكن تحتاج سوى تردد البث واستديو إيجاره الشهرى اقل من 100 إلف جنيه. أما الكليبات المعروضة، فهى إما من إنتاج شركة "عالم الفن"، أو كليبات هدية من المطربين وجهات الإنتاج الأخرى، على سبيل الدعاية.
أما مصادر الدخل فخذ عندك شريط الدردشة الذى يعرض أسفل الشاشة، والرسائل القصيرة، إلى جانب الحملات الإعلانية التى تسهل لرجل أعمال بحجم محسن جابر الحصول عليها، وصولاً إلى نظام الراعى الإعلانى لبعض الكليبات والبرامج، هذا فضلاً عن بعض الكليبات التى تحمل إعلانات مثل كليبات طارق العريان.
هذه الفوضى الفضائية فى أنظمة الدفع أدت الى ظهور قنوات الدردشة، والضحك على المشاهد فهى توهمه أن البث مباشر، على الهواء، رغم أن ذلك غير صحيح. لأنه فضلاً عن الموافقات الأمنية التى يجب الحصول عليها للبث المباشر، فإن تكلفة البث المباشر باهظة جداً، وكل فقرات القناة من المسابقات، فقرات مسجلة، ولهذا فنظام برامجها لا يسمح بالاتصال المباشر، بل على المشاهد إرسال رسالة قصيرة أو إجراء اتصال لعدة دقائق يسأله خلالها الاستديو عدة أسئلة، ثم تقوم القناة بالاتصال به بعدها، وتكون المكالمة على حساب المشاهد وفق نظام خاص تقدمه شركات المحمول. فهذه النوعية من القنوات لا تتكلف حتى مصاريف الديكور، لأنهم يستخدمون خلفيات بالكمبيوتر جرافيك، أما مصادر دخلها فعديدة، أهمها خدمة الرسائل القصيرة، ومكالمات المحمول الدولية، حتى لو كان الاتصال من بلد البث، والإعلانات.
القنوات الرياضية هى الأكثر تكلفة، حتى من قنوات الإخبار، من حيث تكلفة البث، والمواد المذاعة، وأجور الإعلاميين. وأحدث الأمثلة لذلك قناة "مودرن سبورت" التى بلغت ميزانيتها الأولية 20 مليون جنيه، فحققت فى شهرها الأول فقط ما يعادل حوالى 35 مليون جنيه من حملتى إعلانات.
بالتقسيط.. بدون مقدم.. وأول قسط بعد ثلاثة أشهر
"النايل سات".. فضائيات بالتقسيط!!
السبت، 08 مارس 2008 11:45 ص