فشل مجلس الأمن الدولى، ليلة الجمعة، فى الاتفاق لإدانة هجوم القدس الذى استهدف مدرسة دينية يهودية وأودى بحياة ثمانية إسرائيليين بالإضافة إلى مصرع منفذه، بسبب عدم موافقة ليبيا على الإدانة، الأمر الذى يتزامن مع إدانات دولية واسعة.
وقال السفير الأمريكى فى الأمم المتحدة زلماى خليل زاد، بعد اجتماع طارئ للمجلس، "إننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق لأن الوفد الليبى، وبدعم من بعثتين أخرتين، لم يرغبوا فى إدانة الهجوم بحد ذاته"، موضحاً أن ليبيا رغبت فى الربط بمسائل أخرى"، فى إشارة إلى أحداث غزة، الأمر الذى وصفه السفير بالـ"غير مقبول".
وبدأت ردود الفعل الدولية على الهجوم بتنديد شديد من قبل الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأمريكى جورج بوش الهجوم بـ"بالبربرى", مجدداً دعم بلاده لإسرائيل، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن هذا العمل البربرى لا مكان له بين الشعوب المتحضرة ويصدم ضمير كل الأمم المحبة للسلام.
ولتسجيل موقف يحسب لهما فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، تسابق كل من المرشحين عن الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون وباراك أوباما إلى إدانة الهجوم، حيث قال أوباما وهو أول من كان له رد فعل "أدين بشدة هذا الاعتداء الجبان"، مكرراً تأكيد وقوفه إلى جانب إسرائيل، فيما اتخذت هيلارى نفس الموقف قائلة: إن واشنطن "ستستمر فى الوقوف إلى جانب إسرائيل فى معركتها ضد الإرهاب".
وفى لندن، أعرب وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند عن أسفه "للهجوم المخيف", معتبراً أن الهجوم "سهم أطلق على قلب عملية السلام التى أنعشت لتوها"، مضيفًا "أن الطريقة الوحيدة لتخليد ذكرى الذين قتلوا هى إقامة شرق أوسط متحرر من سلطة السلاح بفضل عملية سياسية تستبعد فيها الأكثرية المسالمة الأقلية القاتلة".
وفى باريس قال وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنر فى بيان: إن بلاده تدين بشدة "الهجوم الرهيب"، ودعا كوشنر فى الوقت ذاته إلى متابعة التفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية.
ولم يخلتف موقف كل من أسبانيا وكندا عن باقى الأوروبيين، حيث أدانت وزارة الخارجية التابعة لكل منهما الهجوم، معلنيين تضامنهما مع إسرائيل.
على الجانب الفلسطينى قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الرئيس محمود عباس يدين هجوم القدس الذى نفذه فلسطينى بالرصاص داخل المدرسة, ويؤكد مجدداً إدانته لكل الهجمات التى تستهدف المدنيين من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وفى المقابل اعتبرت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامى أبو زهرى أن الهجوم الذى وقع بحى كريات موشيه "رد فعل على جرائم الاحتلال والمجزرة ضد المدنيين فى قطاع غزة". كما باركت كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس العملية باعتبارها "رداً على ضخامة الإجرام الصهيونى".
وقد خرجت أعداد من الفلسطينيين إلى الشوارع فى مدن قطاع غزة وأطلقوا النار فى الهواء ابتهاجا بهجوم القدس الغربية. وفى لبنان نظم سكان مخيمات برج البراجنة وعين الحلوة والبداوى مسيرات ابتهاج مماثلة.
وفى المقابل تجمع عشرات اليهود المتشددين فى موقع المدرسة الدينية التى استهدفها الهجوم ورددوا شعارات تقول "الموت للعرب"، حيث أنشئت المدرسة التلمودية عام 1924 وتعد أكبر مراكز التوراة فى إسرائيل. كما يسكن فيها مئات الطلبة الذين يؤدون الخدمة العسكرية ويشاركون فى العمليات العسكرية.
موضوعات متعلقة :
* 8 قتلى و35 جريحاً فى هجوم على معهد يهودى بالقدس
أوروبا وأمريكا تستوحشانه:
مجلس الأمن يخفق فى إدانة هجوم القدس
الجمعة، 07 مارس 2008 11:21 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة