اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست فى الأمم المتحدة ـ الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والعربية والروسية والصينية ـ ومع ذلك الوجود السياسى للغة العربية إلا أننا كناطقين بها لا نشارك بالقدر الكافى فى إنتاج الحضارة المعاصرة، ونعانى من تعثر ثقافتنا فى استيعاب مفردات تلك الحضارة.
تقول الدراسات الإحصائية إن عدد الناطقين بالعربية بلهجاتها المختلفة لا يزيد عن ثلاثمائة مليون نسمة، قيمة إنتاجهم الاقتصادى لا تزيد عن قيمة إنتاج أربعين مليون إنسان هم سكان أسبانيا، الدولة الأوروبية المتوسطة القوة، ونسبة الأمية فى القراءة والكتابة بين أهل العربية تصل إلى ستين فى المائة، أى أن من يعرفون العربية كلغة تواصل حضارى لا يزيدون عن مئة وعشرين مليون إنسان، وعدد هؤلاء يماثل أربعين فى المائة من سكان الولايات المتحدة، ويماثل ربع سكان أوروبا الموحدة، ويزيد قليلاً عن عدد سكان اليابان0
الوقائع من حولنا ترصد أن لغتنا العربية المعاصرة ضعيفة المشاركة فى صنع مفردات الحضارة الحديثة مقارنة باللغة الإنجليزية، وهى اللغة الدولية المعاصرة، ويتكلم بها أكثر من أربعمائة مليون نسمة، ويدون بها أكثر من خمسة وثمانين بالمئة من كافة العلوم الإنسانية والتطبيقية المعاصرة. وضعف أى لغة يرجع لضعف أهلها، ونحن نعانى من ضعف الترجمة العلمية، فلا نقف على أسباب الحضارة، ونعانى من ضعف البحث العلمى، فلا نشارك فى صنع تلك الحضارة، ونعانى من الكبت السياسى، فلا تحمل لغتنا ثراء التواصل الإبداعى بين الأحرار، هكذا لا يبقى للعربية من وجود فاعل غير قداسة دينية يؤمن بها المسلمون وعددهم يفوق المليار إنسان، حوالى سدس سكان العالم، هم أقرب للتخلف منهم إلى التحضر.
الراصد المحايد للغتنا العربية بين طلاب العلم وفى المؤسسات الإعلامية، يرى أنها لغة تتجه للسكون فى المتاحف، بعد أن كانت لغة قوم عاشوا متحضرين ردحاً من الزمن. وسبيلنا للنهوض الحضارى أن نضرب فى الأرض تقدماً بأسباب العلم، ولا نضرب تخلفاً بخرافات قوم كسالى يستهلكون عوادم الحضارة ويكتفون بالتبرك بقداسة لغتهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة