ماذا يحدث هذه الأيام لنجيب ساويرس؟ هل هى مفارقة؟

ساويرس.. هدوء استثنائى رغم عواصف إيطاليا

الأربعاء، 05 مارس 2008 08:20 م
ساويرس.. هدوء استثنائى رغم عواصف إيطاليا
كتب-جابر القرموطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يحصد فيه رجل الأعمال ثمرة عمله الجاد فى الجزائر (أكبر استثمار لأوراسكوم تليكوم فى الخارج) مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ـ تتصاعد وتيرة الصحافة الإيطالية ضده، على مدى الأيام الماضية. فتوصُل صحيفتا ريبوبليكا وكوريير ديلاسيرا ـ فى صفقة شراء شركة ويذر إنفستمنتس التى يمتلكها ساويرس لشركة ويند للاتصالات التابعة لمجموعة إينل الإيطالية، وسط توجيه اتهام لمسئولين كبار، بينهم ساويرس ـ بأن الصفقة شابها الغموض، وأن بها ما يمكن تسميته "تجاوز للقانون الإيطالى" لإتمام الصفقة، ذلك بمحاولة إسكات بعض المؤثرين لإرساء عملية الشراء على ساويرس، وتناسى من تناول هذا الأمر حقيقة مؤكدة، وهى أن أهم اللاعبين ـ ساويرس ـ مازال بعيدا عن أمرين: الأول، لم يتم استدعاؤه رسميا من جانب السلطات القائمة على التحقيق، والثانى، رفض ساويرس الحديث فى مثل هذا المناخ الذى واجهه أكثر من مرة فى قضايا محلية وخارجية.
ومن هنا تبقى الأمور بالفعل فى طى الترقب لحين استدعاء ساويرس، أو أن يقوم بتوضيح ما كتب عنه فى اليومين الماضيين، لأن الثقة فى شىء ما، يكتب أو يبث تليفزيونياً، ينبغى ألا نرتكن فيها إلى طرف واحد، متغاضين ـ عن عمد أو جهل ـ عن الطرف الآخر والمؤثر والضامن الرئيسى فى كشف ما حدث، إن كان هناك ما يستدعى بالفعل الكشف عنه.
ساويرس أزاح بذكاء الستار عن هدوئه الاستثنائى فى مثل هذه المواقف، فعندما سئل عن موقفه مما نشر عنه لم يتلعثم.. لم ينف.. لم يؤكد.. لم يتهم.. لم يتهرب، لكنه رهن نفسه تحت طلب جهات التحقيق إن طلبت منه ذلك، نافياً أن تكون تلك الجهات طلبت منه رسمياً إجراء تحقيق، ونافياً أيضاً علمه باتهام أحد الشخصين المؤثرين فى الصفقة وقتها، وهما فلوفيو كونتى الرئيس التنفيذى لشركة إينل، وأليساندرو بينيديتى مستشار ساويرس السابق فى الصفقة. وبالتالى وطبقاً لذلك، تبقى الكرة فى وسط الملعب فى حاجة ماسة إلى ضربة من هنا أو هناك لإظهار الجديد فى الأمر، وهل سيستدعى ساويرس للتحقيق من جانب الإيطاليين.. وإذا استدعى ماذا سيقول؟
وزير بارز، هو رشيد محمد رشيد، قال فى تصريح خاص إن الجزائر ـ التى استضافت رئيس وزراء مصر ووزراء ورجال أعمال على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ـ شاهد عيان على مدى التطور الهائل فى الاستثمارات المصرية فى الخارج، فاستثمارات مصر فى الجزائر ارتفعت منذ عام 2003 حتى الآن بنحو مليارين ونصف المليار دولار، والسبب هو الاستثمار الضخم لمجموعة أوراسكوم هناك فى مجالات الاتصالات والأسمنت، ويعتبر رشيد أن ساويرس الجزائر واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لأوراسكوم.
وحسب خريطة لاستثمارات رجل الأعمال البارز، هناك تشابه نسبى بين ما يحدث له هذه الأيام من تشكيك فى صفقة ويند الإيطالية وما حدث له فى سوريا يوم 27 نوفمبر 2002، رغم اختلاف مضمون الأزمتين. ففى سوريا وصلت الأمور إلى ذروتها فى الخلاف بين رجل الأعمال والمسئولين فى شركة سيرياتيل السورية، وبعد جدل بين الصحافة المصرية والسورية، رأى الطرفان أن الحكمة تقتضى حسم الأمر بصورة هادئة بعد صخب كبير.
أما ما يتعلق بإيطاليا، فالأمر ببساطة أن ساويرس اشترى شركة ويند للاتصالات التابعة لمجموعة إينل الإيطالية فى 26 مايو 2005 فى مقابل 26 مليار دولار، واعتبر وقتها أن الصفقة دشنت تاريخاً جديداً لرجال الأعمال المصريين مع السوق العالمية، ليتحول هذا التعاطى من المئة مليون جنيه والمئتى مليون إلى الخمسة مليارات وصولاً إلى 26 مليار دولار.
استطاع ساويرس منذ 2 أغسطس 2005 ـ وهو بدء عمله الفعلى كرئيس لشركة ويند ـ وحتى 28 فبراير 2008، أن يفرض واقعاً جديداً لرجال الأعمال المصريين على مستوى العالم، وباتت هذه الصفقة محور حديث أى مسئول مصرى، وزيراً أو رئيس وزراء، عندما يتحدث عن مدى نجاح الاستثمارات المصرية فى الخارج وأيضاً مدى كفاءة رجل الأعمال فى كسب ود نظرائه من الأوروبيين والأمريكيين، على اعتبار أن الصفقة مركزها إيطاليا، وأحد أطراف التفاوض فيها كان صندوقا استثماريا أمريكياً هو بلاكستون، ووصل الإعجاب إلى الرئيس مبارك نفسه الذى أشاد بوجود أوراسكوم القابضة على مستوى العالم وبالأخص أوراسكوم تيليكوم، وكذلك أشاد نظيف ورشيد ومحيى الدين بهذه الاستثمارات المنتشرة فى أكثر من 11 دولة فى مناطق مختلفة، وفسر ذلك على نحو أننا أمام تجربة ليس صعباً وليس سهلاً أيضاً تكرارها.
نقطة أخرى التفت إليها الخبراء، وهى أن علينا ألا نغض الطرف عما يحيط بنا من أحداث إقليمية دولية تتجه أحياناً إلى قذف مدمر للاستثمارات العربية فى الخارج، عن طريق منافسين يعتبرون أن تلك الاستثمارات تأخذ مكاناً ليس من حقها أن تأخذه، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. وكأن هذا الحدث سيف مسلط على رقاب المستثمرين المصريين لا ينبغى الإفلات منه، وإن حدث واستطاعوا الإفلات، فالذبح هو مصيرهم.
وفى هذا السياق أذكر سؤالين وجهتهما إلى ساويرس فى 17 نوفمبر 2005، كان الأول: ما طموحك خلال السنوات الثلاث المقبلة؟ والثانى. هل شراء ويند خطوة على طريق العالمية؟
أجاب عن الأول بقوله: "سنصبح من أهم خمس شركات على مستوى العالم فى المحمول". وها هو بالفعل يحقق ذلك بوصول عدد مشتركى شركاته إلى 80 مليونا حالياً.
أما الثانى، فأجاب عنه: "إن شراء ويند خطوة مهمة". وأضاف "إما أن يأتى أحد ليشترينى، أو أبادر أنا بالشراء والاستحواذ، لذا قررت أن أكون المشترى والمستحوذ لأننى أريد أن يصبح هذا الكيان من الكيانات الباقية فى النهاية"، وما يحدث الآن فى هذه الصناعة يدل على وجود حركة استحواذات قوية للوصول لكيانات أقوى، وقد استشعرنا الاتجاه مبكرا ونتوقع منافسة شرسة مع شركات عالمية حالياً ومستقبلا.. هكذا المناخ الذى يعمل فيه الكبار.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة