نجلاء عبد العال

النوم فى أحضان الموت

الأربعاء، 05 مارس 2008 12:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من جديد يضرب فيروس لا يراه أحد ومن جديد الروح الصاعدة لامرأة مصرية ومن جديد روح فقيرة عاشت على هامش الحياة وماتت بلا دية.
النساء فى مصر لا تكرهن الحياة كما يتصور البعض لكن حب أبنائهن أعز من الحياة ولأجل هؤلاء تبحث المرأة فى الريف دائما عن باب رزق ولو فى دجاجة تدر عليها بيضة أو أكثر وفى البيضة الأمل الشحيح وفى الدجاجة يقبع خطر الموت فى فيروس لا يعلم أحد من أين أتى ولماذا أحب بنات مصر لهذه الدرجة .
هذا المرض النازى الذى يختار الأضعف والأفقر والأقل حيلة وبالطبع لا يجد أفضل من نساء لا يعرفهن المجلس القومى للمرأة وربما لم يعرف إلا القليل أسمائهن الأولى إلا بعد نشرها فى الصحف مع رقم الوفاة .
هل تصورت وزارة الصحة وتلك اللجان القومية والمحلية والعليا والسفلى أن هناك من النساء من تفضل أن تأخذ طيورها لتنام فى أحضانها حتى لا تصادرها تلك الحملات القاسية التى تعوض أصحاب الملايين وتترك الفقراء عاريين حتى من حلم طال انتظاره بتناول تلك الطيور؟.
ثم كيف لم يلاحظ أحد تلك الهزة العنيفة التى حدثت بعد المطاردات المتلاحقة لطيور المنازل؟ فبعد أن كانت النساء تقدم دخلا - معفيا من الضرائب- ببيع بيضتين أو على الأقل توفير ثمن شرائهما صارت بحق "عاطلة عن العمل" وعن الكسب وعن تبرير جوع أبنائها وعن التقاط نقطة ضوء أو أمل فى كراسة لأبنها أو شراب لابنتها أو كلمة مواساة لزوج يدخل عليها بأيدى خاوية.
لو أن عاقلا فكر فى كم هى قاسية الحياة على نساء مصر لعلم أن نومهن فى أحضان الموت أهون عليهن كثيرا من حياة لم يعد فيها فرصة لخروج الفقراء عن مسارهم وأصبح توزيع الميراث يتم بمنتهى العدل فالفقر يتوزع على الأبناء بالعدل وزيادة والغنى يتوزع أيضا على الأبناء بالعدل وزيادة ليبقى حق الحياة لدى الفقراء ليس شيئا بتلك الأهمية التى يتصورها الأغنياء فمهما أمتد عمرهم لن تخرج أحلامهم عن الستر والصحة ولن يستطيعوا نطق أسماء المنتجعات فى الساحل الشمالى بشكل صحيح هؤلاء نتمنى لهم الجنة وننتظر الرقم الجديد الذى ستحمله الضحية القادمة لمرض النساء .. انفلوانزا الطيور






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة