جابر القرموطى

الحضرى اقتصادياً

الثلاثاء، 04 مارس 2008 08:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يتحدث عن بخل عصام الحضرى ومحبته للمال لدرجة خسارته لقطاع عريض من محبى كرة القدم، أعتقد أن هؤلاء جانبهم التوفيق، فحارس المرمى الشهير فقد بسبب تهوره السويسرى عقوداً عدة لشركات موبايل ومياه غازية تفوق قيمتها 3 ملايين جنيه، كان يمكن أن ترتب حياته أكثر مما هى مرتبة الآن على الجانب المادى.
هذا إضافة إلى ربحه الوافر ـ زاده الله وبارك له فيه ـ بسبب كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، التى كانت ختاماً مسكاً لثلاث سنوات من الانتصارات المتتالية للنادى الأهلى والفريق القومى، فمنذ أن فازت مصر بكأس الأمم الأفريقية فبراير 2006، كسب النادى الأهلى كأس السوبر الأفريقية وبطولتى الدورى والكأس وبطولة السوبر المحلية، واحتل المرتبة الثالثة فى بطولة العالم للأندية فى اليابان، ثم الميدالية الذهبية لبطولة الألعاب العربية وبطولة أفريقيا 2008 فى غانا، وكلها بطولات كان الحضرى فيها حارساً للمرمى، ذلك يعنى أن هذا الحارس وفقه الله فى كل البطولات التى شارك فيها فى العامين الأخيرين باستثناء بطولتى كأس مصر 2007 وخرج فيها الأهلى أمام بترول أسيوط فى الدور 32، ودورى أبطال أفريقيا أمام النجم الساحلى فى العام نفسه، وبحساب بسيط ندرك تقريباً أن أى لاعب شارك فى هذه البطولات المشار إليها حصد جوائز مادية عدة تفوق قيمتها الـ 4 ملايين جنيه، وإذا كان هذا اللاعب مشهوراً ومحبوباً ومجتهداً وله كاريزما خاصة، فستلجأ إليه شركات الإعلان للاستعانة بجماهيريته تسويقا للسلع.
وحسب مقربين، فإن الحضرى، وهو من اللاعبين المطلوبين إعلانياً، حقق نحو 5 ملايين جنيه دخلاً من الإعلانات فى العامين الماضيين، وأبرم عقوداً لعامين قادمين.
لكن ذهبت العقود أدراج الرياح واستيقظت الشركات الإعلانية من سباتها الحضرى وجرت وراء اللاعب فى سويسرا وخاطبته ودياً كى تضمن حقوقها المادية التى حصل عليها اللاعب مقدماً، والنتيجة أن إحدى هذه الشركات ترى، كما قال مسئول فيها، أن البعد عن الحضرى هذه الأيام غنيمة والقرب منه يشبه الجريمة فى قطاع مثل التسويق والإعلان، فاللاعب فقد بريقه نسبياً وباتت الاستعانة به من واقع السقوط لا الصعود، حتى وإن تمت الاستعانة به فستكون ­ والكلام للمصدر ­ فى إطار تخليص حق "لم نستطع الحصول عليه بالطرق الودية". وربما تكون الكاريزما مختفية لفترة مؤقتة تأتى بعدها أكثر قوة وتأثيراً، فالمصرى بطبيعته ينسى ويتناسى وبطبعة عاطفى، مما يشير إلى أن المعارضة الشديدة لموقف الحضرى قد تنقلب إلى تعاطف معه وتأييد له ووقوف بالمرصاد لمن يتولى زمام النيل من هذا اللاعب.
ما يعنينى هنا، هو أن حارس الأهلى لم يدرس هروبه أو سفره إلى سويسرا من الناحية الاقتصادية بجدية، هو سافر ظناً منه أنه سيحقق عائداً اقتصادياً يليق بما سيحققه من عائد معنوى، لكنه فات عليه أن الاقتصاد لا يدرس هكذا بالعشوائية وضربة الحظ والميل إلى المجهول.
نعم، حقق البعض نجاحاً بهذه الضربة الحظية، لكن مستحيل أن يحقق البعض النجاح نفسه بالضربة الحضرية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة