مخالفات بيئية وأجور لا تتعدى ثمن شيكارة أسمنت

مازالت مشكلات أجور عمال الأسمنت وتداعيات المصانع البيئية مستمرة، فالأمثلة كثيرة وآخرها عمال مصانع أسمنت "غياضة"، ومواطنى بنى سويف المتضررون من سياسات المصنع التى أدت إلى إصابتهم بالتحجر الرئوى والأمراض الجلدية بالإضافة إلى المخاطر المترتبة على تلوث القرى المحيطة بالمصنع بسبب إلقاء مادة "الباى باص" بشكل يخالف قوانين البيئة، حيث تلقى مركز الأرض لحقوق الإنسان شكاوى بخصوص هذا المصنع تتعلق بمخالفاته البيئة إضافة إلى قيام المصنع بفصل عشرات العمال تعسفياً على الرغم من قيامهم بالعمل بكفاءة، وذلك بزعم أن هولاء العمال قاموا بالتوجه للصحف وتقديم شكاوى بسب ممارسات الشركة المتعسفة معهم.
الغريب فى الأمر، وعلى الرغم من مخالفة عمل الشركة للقانون ولتقارير جهاز شئون البيئة لعدم اتخاذ اشتراطات ومعايير السلامة البيئية وتعديها المستمر على حقوق العمال، إلا أنها لم تستجيب لمطالب العمال ولم تعالج مخالفاتها البيئية، حسبما قال كرم صابر مدير مركز الأرض لحقوق الإنسان "المركز تلقى شكاوى بهذا الموضوع وخاطبت المحافظ وعلى هذا الأساس قام بتشكيل لجنة من المحافظة لمتابعة هذه الشكوى واثبتت اللجنة أن المصنع يقوم بارتكاب المخالفات وحررت ضده محضر رقم 76842 لسنة 2007، وأضاف "لكن الشركة لم تستجب".
ومع كل هذه التعسفات والأضرار يبدو أن الشركة لم تستح، حيث إن الإدارة مازالت تقوم بإجراءاتها المتعسفة ضد حقوق العمال، ويتساءل كرم صابر واصفاً هذا الموضوع بـ"الشئ المؤسف"، بالرغم من ارتفاع أسعار شيكارة الأسمنت من حوالى 300 جنيه إلى 450 جنيهاً بما يزيد عن 50% خلال السنة الأخيرة إلا أن أجور العمال لم تزيد بل ولم تتعد ثمن شيكارة أسمنت واحدة.
يذكر أن بعض دول الاتحاد الأوروبى قد أصدرت قراراً بإلغاء صناعة الأسمنت، وذلك بسب تداعياتها البيئية الخطيرة على صحة عمالها ومواطنيها، وتبنت سياسية الإستيراد من الدول الفقيرة والنامية.