تواصلت ردود الفعل فى العالم على بث نائب هولندى فيلماً معادياً للإسلام، ففيما استدعت طهران السفير الهولندى تظاهر مئات الطلاب فى أندونيسيا. فقد عبرت جامعة الدول العربية عن قلقها من تصاعد العداء للإسلام فى العالم، لكنها لم تأت على ذكر الفيلم الذى يمزج بين صور عنيفة للإرهاب أو عمليات إعدام فى بلدان إسلامية وسور من القرآن.
وأفادت وكالة الأنبا الإيرانية (الطلابية) أن طهران استدعت ـ الأحد ـ رادينك فان فولنهوفن، سفير هولندا فى إيران، وعبر السفير الهولندى عن "أسفه" لبث الفيلم وذكر أن حكومته قد أدانته بحسب التليفزيون العام، لكن مسئولاً فى وزارة الخارجية الإيرانية اعتبر أن صاحب الفيلم يتوجب ملاحقته أمام القضاء الهولندى.
وفى أندونيسيا، التى تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان فى العالم، تظاهر مئات من طلبة مدرسة قرآنية فى مدينة ماجلانج بوسط جزيرة جاوا للمطالبة بإغلاق المواقع على الإنترنت التى تبث صوراً من الفيلم.
ومن جهتها، عززت السلطات الباكستانية التدابير الأمنية حول قنصلية هولندا ومبانى الشركات الهولندية فى كراتشى. وكان وزير الخارجية الباكستانى استدعى السفير الهولندى فى إسلام آباد ـ الجمعة ـ للإعراب له عن "إدانة (السلطات) الشديدة" لبث النائب الهولندى غيرت فيلدرز فيلمه، وأوضح المسئول عارف أحمد خان "لقد نصحنا موظفى القنصلية بتوخى الحذر وتفادى أى تنقل غير ضرورى".
وفى عمان، طالبت وسائل إعلام بمقاطعة المنتجات الهولندية، حيث رفع حوالى نصف النواب الأردنيين مذكرة إلى مجلس النواب تطالب الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا وطرد سفيرها من عمان احتجاجا على نشر فيلم "فتنة" على الإنترنت. كما أدان وزير الخارجية الأسترالى ستيفن سميث ـ الأحد ـ بث الفيلم وقال "إنى أرفض بشدة الأفكار التى يتضمنها هذا الفيلم وآسف لنشرها".
وفى فرنسا، أدانت جمعية فرنسية لمكافحة العنصرية الفيلم ووصفته بأنه عمل "غير مسئول ويولد الإجرام"، وقالت الجمعية فى بيان "إن بث الفيلم على الإنترنت يكشف حملة لتشجيع العنصرية سواء كانت معادية للسامية أو للإسلام أو غير ذلك".
يذكر أن النائب الهولندى اليمينى المتطرف قد بث مساء الخميس على الإنترنت فيلماً قصيراً بعنوان "فتنة"، يخلط فيه بين صور العنف الإرهابى والإعدامات فى الدول الإسلامية بسور من القرآن الكريم، طالباً منع القرآن ووصفه بأنه كتاب "فاشى".