"نعيش على ضفاف النيل ولا نجد الماء لنشربه ، لأن السلطة تزوجت رأس المال وأهملتنا لنصبح جميعاً أطفال شوارع"
بهذه الكلمات بدأ محمد النحاس فنان تشكيلى من أهالى قرية "برج البرلس" شهادته على مأساة نقص المياة العزبة التى يعانى منها الكثير من المصريين ، على هامش جلسات مؤتمر القاهرة الدولى السادس لمناهضة الحرب والصهيونية الذى انتهت فعاليته ـ الأحدـ بنقابة الصحفيين.
وأكد النحاس أن بلدته ظلت 23 يوماً بدون مياه ، فاضطر الأهالى إلى الشرب من الترعة ، وقاموا بحفر "الحسيان" ، وهى عبارة عن حفر بعيدة عن البحر ليحصلوا منها على مياه للشرب رغم ملوحتها بسبب رشح البحر ، مشيرا إلى أنهم لا يحصلون على المياه من خلال البلدية إلا لمدة 3 ساعات أسبوعيا ، لأن القرية مكونة من 7 أحياء ، يخصص يوم واحد فى الأسبوع ، ولمدة 3 ساعات فقط لكل حى منهم.
ووصف النحاس معاناة نساء البرلس للحصول عن المياه ، وانتقالهم يوميا بين الأحياء المختلفه حاميلن "الجراكن" على رؤوسهن ، للحصول على المياه من الحى الذى عليه الدور لعدم كفاية الـ 3 ساعات اليومية لاحتياجاتهم ، وأطلق على هذه الرحلة "رحلة الشقاء اليومية بحثا عن المياه" ، وهو ما تسبب فى ثورة الأهالى التى اشتهرت إعلاميا بـ "ثورة العطش"، التى قام فيها أكثر من 13000 مواطنا من العطشى بقطع الطريق الدولى ليصل صوتهم إلى المسئولين، الذين قاموا على الفور بضخ المياه فى المواسير، لتعمل بشكل طبيعى لمدة يوم واحد فقط ، قبل أن تعود أزمة العطش من جديد، وختم النحاس كلامه بإشارة إلى اتباع الحكومة للمثل القائل "جوع كلبك ييجرى وراك"، مشيراً إلى أن الحكومة لا تعلم أن الكلب إذا جاع يصاب بالسعار، ولو أصيب بالسعار فإنه ينقلب على صاحبه و"يعضه"!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة