قالت الكاتبة الفلسطينية غادة كرمى إن قيام دولة إسرائيل هو السبب الأصلى لتفتت العالم العربى ونشوب الصراعات الطائفية، وإن السلام بات حلاً مستحيلاً.
وأضافت فى حفل توقيع أحدث كتبها "متزوجة من رجل آخر" والذى تم ـ الأحد ـ أن الدولة الفلسطينية المستقلة فكرة وهمية وغير قابلة للتحقيق "الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو الدولة الواحدة، وعلى الفلسطينيين فى غزة وأريحا ورام الله والقدس الشرقية أن يستسلموا للاحتلال الإسرائيلى وأن يطالبوا بحقوقهم كمحتلين وفقاً للمواثيق الدولية"، وأضافت أنها لا تتفق مع مروجى السلام لأن إسرائيل ليست بالدولة التى يمكن إقامة سلام معها وهو ما أثبتته التجربة منذ اتفاق أوسلو. وأن كل محاولات المقاومة باءت بالفشل منذ ستين عاماً ولم يعد هناك أفق لوقف نزيف الدماء على الجانبين سوى الاعتراف بأن دولة واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين هو الحل الوحيد. وأضافت الكاتبة المقدسية أن هذا الحل ليس مجرد "يوتوبيا" وأن الخطوة الأولى التى ينبغى القيام بها هو الترويج له وإقناع أكبر قدر ممكن من الناس فى العالم به "الدولة اليهودية لم تكن سوى فكرة فى رأس مجموعة من المتشددين اليهود لكنهم تمكنوا من بيعها للعالم حتى أصبحت أمراً واقعاً". وأضافت أن الحكومات العربية الحالية لا يمكنها تبنى هذا الحل لأنها حكومات تابعة لأمريكا التى تتغذى على دعم وحماية إسرائيل وأن العالم العربى بحاجة إلى إصلاح شامل وجذرى على كافة المستويات حتى يمكنه خلق قيادات واعية بمصالح شعوبها "الفلسطينيون فعلياً يعملون فى إسرائيل، ويحصلون على الماء والكهرباء من إسرائيل، ويشترون حاجاتهم بعملة إسرائيل، وليس هناك على الأرض سوى دولة واحدة هى إسرائيل والباقى عدة مناطق واقعة تحت رحمة الاحتلال".
وغادة كرمى هى ابنة حسن الكرمى الذى اشتهر فى العالم العربى فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى ببرامجه فى إذاعة الـ"بى بى سى" العربية. وقد ولدت كرمى فى 1939 فى القدس واضطرت لمغادرة فلسطين وعائلتها إبان النكبة فى 1948 إلى إنجلترا. وهى حاصلة على شهادة فى الطب من جامعة بريستول الإنجليزية وتعمل مدرساً زائراً فى جامعة الميتروبوليتان بلندن، ومحاضرة فى مؤسسة الدراسات العربية والإسلامية بجامعة اكستر. وإلى جانب نشاطها السياسى لصالح القضية الفلسطينية الذى بدأته منذ عام 1972 اشتهرت كرمى فى أوروبا بسيرتها الذاتية التى كتبتها عام 2002 باسم "البحث عن فاطمة" وتصف فيها طفولتها فى القدس ورحلة التهجير إلى المملكة المتحدة إبان النكبة.
وقد زارت كرمى مسقط رأسها فى القدس للمرة الأولى منذ التهجير فى عام 1988. وتكتب كرمى فى العديد من الصحف البريطانية كالجارديان والناشيونال، فضلاً عن عدد من الصحف العربية الناطقة بالإنجليزية. واشتهرت الكاتبة بتأييدها لحل الدولة الواحدة منذ سنة 1990 والذى بلورته فى كتابها الأخير "زوجة لرجل آخر". ويذكر أن هذه هى الزيارة الأولى لكرمى للقاهرة والتى هدفت من خلالها الترويج لكتابها الأخير فى العالم العربى. وقد أقيم حفل التوقيع فى مكتبة الديوان بالزمالك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة