الجدل داخل الأوساط الاقتصادية يبدو أنه سيبقى لفترة من الزمن بشأن انسحاب آل ساويرس من السوق المصرية وفتح قنوات عمل عدة خاصة فى أوروبا، بعد بيع قطاع الأسمنت فى أوراسكوم للإنشاء إلى "لافارج" الفرنسية، وشراء أوراسكوم تليكوم "ويند" الإيطالية.. وهو ما فتح الباب أمام توقعات بتغيير جاد فى سياسة أكبر عائلة لرجال الأعمال فى البلاد.
سميح ساويرس، "القطب الأصغر" فى العائلة، فرض نفسه على الساحة بقوة الأسبوع الماضى حين أعلن إدراج أسهم فرع من شركة "أوراسكوم للسياحة والفنادق" فى بورصة زيورخ الأسبوع الماضى تحت اسم "أوراسكوم القابضة - سويسرا"، مما جدد علامات الاستفهام.. هل عائلات ساويرس فى الداخل أم فى الخارج؟!
و إلى الحوار..
متى تم تأسيس "أوراسكوم القابضة - سويسرا".. وما هدفها ؟
تأسست الشركة فى يناير الماضى لتقديم جميع الخدمات اللازمة فى قطاعات العقارات والسياحة والتمويل العقارى والمنتجعات، بالإضافة إلى حاجة مجموعتنا إلى إنشاء شركة قابضة طبقاً للقانون السويسرى للاستثمار فى هذه القطاعات. ونقوم الآن بتنفيذ مشروع من أكبر المشروعات العقارية هناك على مساحة 1.5 مليون متر مربع فى مقاطعة "أورى"، باستثمارات 4 مليارات يورو.
هل تم قيد الشركة فى البورصة السويسرية؟
الشركة قامت باستيفاء جميع الشروط التى تتيح لها الإدراج فى البورصات العالمية وليس السويسرية فقط، وهى تسعى للإدراج فى البورصة السويسرية ومن ثم الإدراج فى بورصتى القاهرة والإسكندرية، وتقدمنا بالفعل بطلب للهيئة العامة لسوق المال المصرية للموافقة على عرض مبادلة لأسهم رأس مال "أوراسكوم للفنادق والتنمية" فى مقابل أسهم "أوراسكوم القابضة - سويسرا"، على أن يتم إدراج "أوراسكوم القابضة – سويسرا" فى سوق أوراق المال السويسرية، يتبعه القيد فى بورصتى القاهرة والإسكندرية.
ماذا سيحدث لو وافقت الهيئة المصرية على عرض المبادلة ولم يوافق المساهمون عليه؟
إذا وافقت الهيئة على عرض المبادلة سيبدأ سريانه لمدة 20 يوماً، وفى حالة عدم موافقة أى مساهم على استبدال أسهمه سيمكنه الاستمرار فى تداول أسهمه من خلال البورصة المصرية "بالجنيه" أو قبول مبادلة ما يملكه من أسهم بمعدل تبادل 1:10 أسهم من الشركة المصرية، وبالتالى التعامل مع السهم من خلال البورصة السويسرية "زيورخ"، والخيار الثالث هو قبول المساهم ببيع أسهمه بسعر يمثل متوسط سعره فى البورصة المصرية.
هل سيكون لعملية المبادلة تأثير على المساهمين أو على شركة "أوراسكوم للفنادق المصرية"؟
إطلاقا، لن يكون هناك أى تأثير لعملية المبادلة، سواء على مشروعات المجموعة أو موظفيها أو حتى عملائها، وسوف يقتصر تأثيرها على الشكل القانونى للمجموعة فقط.
ماذا ستستفيد الشركة من إدراجها فى البورصة السويسرية؟
قيد "أوراسكوم " فى البورصة السويسرية سيتيح فرصاً أكبر للمجموعة لتمويل خطتها للتوسع الإقليمى والدولى، وبالذات فى أوروبا، ونتطلع الدخول بقوة للسوق الألمانية بنهاية العام، مما يجعلنا فى نفس مستوى الشركات متعددة الجنسيات، وسيسهل دخولنا فى مشروعات جديدة مع الكيانات الدولية بدون أى تمييز، وتصبح الشركة ضمن أكبر 50 شركة مقيدة فى البورصة السويسرية، وبالتالى الدخول فى مؤشر "SMI" الذى تتابعه جميع صناديق الاستثمار العالمية.
هل هناك مغزى من الإعلان عن إدراج الشركة فى بورصة القاهرة وكذلك بورصة زيورخ فى وقت واحد ؟
بالطبع، فلقد أكملنا الاستعداد لدخول السوق الأوروبية عن طريق سويسرا، وأردنا إخطار رجال الأعمال وسوق المال المصرى أننا باقون فى بلادنا، وبالتالى كان ضرورياً تزامن الإعلان عن دخولنا فى السوقين فى وقت واحد.
أرى غموضاً فى إجابتك.. هل يمكن توضيح ما ترغب فى طرحه؟
يا سيدى، لو أعلنت أننا أسسنا شركة تابعة لـ"أوراسكوم للسياحة والفنادق" فى سويسرا وأدرجناها كأول شركة مصرية فى بورصة زيورخ واكتفينا بهذا الإعلان، لتجدد الجدل فى البلاد أن آل ساويرس يخططون للخروج من السوق المصرية، وكان يروج أصحاب الجدل بمنطق أن أخى ناصف باع قطاع الأسمنت لشركة لافارج الفرنسية، وأن نجيب يستثمر حالياً فى إيطاليا وربما يفكر فى بيع جزء من "أوراسكوم تليكوم" لشركة عالمية مثلما قال مروجون سابقون، وقد يصدقهم البعض فى هذا الإطار.
ذلك يعنى أنك استفدت مما يطلق عليه البعض "أخطاء ناصف".. عندما تم الإعلان عن بيع قطاع الأسمنت فى أوراسكوم للإنشاء لـ "لافارج" الفرنسية ؟
بالفعل استفدت من تجربة أخى الذى لم يخطئ كما تقول، بل الخطأ عند الذين يتصيدون خللا فى أسلوب الإعلان عن الصفقة، وكان ينبغى على أخى جمع لفيف من الصحفيين المميزين لإطلاعهم على تفاصيل الصفقة قبل الإعلان عنها ولو بساعات حتى يتم تفادى أى خطأ ما فى صياغة بيع الصفقة، وبإعتبارك متابعاً فأنت تلاحظ مدى الشائعات التى رافقت صفقة "لافارج" بأن آل ساويرس سيخرجون من مصر وهذا - كما قلت - غير وارد على الإطلاق.
طالما تحدثت عن الشائعات.. ما طبيعة العلاقة بينكم كعائلة.. وهل هناك تضارب فى المصالح؟
الإجابة فى سؤالك فما يتردد مجرد "شائعات" ولا تتجاوز ذلك، ولا يمكن أن يكون هناك تضارب فى المصالح بيننا كأخوة، فأنا أعمل فى السياحة والفنادق، ونجيب فى الاتصالات وقطاعات أخرى، وناصف فى الإنشاءات، فمن أين يأتى التضارب؟!
هناك من يردد وجود نية لشطب "أوراسكوم للفنادق " من القيد فى بورصتى القاهرة والإسكندرية.. ما مدى صحة ذلك؟
لا توجد أى نية مطلقا لشطب "أوراسكوم للفنادق" من البورصة المصرية، بل على العكس، قمنا بهذه الخطوة لدعم المشاريع الحالية داخل وخارج مصر، بالإضافة لتحسين الموقف التنافسى للمجموعة كلها دولياً.
لديك استثمارات فى 13 مشروعاً فى 6 دول.. ما أوجه التشابه والاختلاف بينها؟
لدينا 13 مشروعا ننفذها فى دول (سلطنة عمان – الأردن – الإمارات –المغرب – موريشيوس – سويسرا- مصر) واعتبر أن كل دولة بها مميزات تمكننا من تنفيذ المشاريع بصورة جيدة، وإن كنت أرى أن سلطنة عمان والمغرب الأكثر قرباً لأفكارنا.
ما حجم تلك الاستثمارات؟
لا أفضل على الإطلاق الحديث عن ذلك، نظراً لأن البعض يخلط بين حجم الاستثمارات وحجم المشاريع نفسها، لكن بصفة عامة يمكن القول إن حجم الاستثمارات فى نهاية العام الحالى سيصل إلى 9 مليارات يورو، فيما ستصل القيمة الإجمالية للمشاريع 45 ملياراً، وأتمنى أن يكف أصحاب الشركات عن الخلط بين الاستثمارات وقيمة المشاريع.
فى حوار خاص لـ "اليوم السابع" :
سميح ساويرس:لـن نخرج من مصـر وسنزيـد استثماراتنا
الأحد، 30 مارس 2008 12:35 ص
سميح ساويرس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة