دعا الزعيم الليبى معمر القذافى خلال كلمته فى افتتاح القمة العربية فى دمشق ـ السبت ـ إلى قيام اتحاد عربى أفريقى، محذرا القادة العرب "المتحالفين مع الولايات المتحدة" من أنهم قد يلقون مصير الرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى أعدم شنقا.
وقال القذافى "العرب غير قادرين على إثبات وجودهم لعدم وجود دولة عربية موحدة، ولا مكان لهم فى خارطة العالم الجديد".
واعتبر أن الحل الوحيد هو "قيام اتحاد عربى أفريقى"، مشيراً إلى أن ثلثى العرب فى أفريقيا، وأضاف مخاطبا القادة العرب "لا مستقبل لكم إذا لم تكونوا فى فضاء كبير".
وتناول القذافى موضوع العراق قائلا "جاءت قوة أجنبية واحتلت دولة عربية وشنقت رئيسها ونحن ننظر إليه"، متسائلا عن أسباب عدم التحقيق فى مقتل الرئيس العراقى السابق.
وقال القذافى موجهًا حديثه لنظرائه العرب: "غدا الدور آت عليكم كلكم، أمريكا قاتلت مع صدام حسين الخمينى ثم باعوه وشنقوه، حتى أنتم أو نحن أصدقاء أمريكا قد توافق أمريكا على شنقنا فى يوم ما".
وجدد القذافى دعوته إلى قيام "دولة ديمقراطية واحدة" تجمع العرب واليهود فى فلسطين، مشترطا "عودة اللاجئين ونزع أسلحة الدمار الشامل فى هذه الدولة".
كما دعا إلى رفع قضية الجزر الثلاث التى تطالب الإمارات باستردادها من إيران فى الخليج، أمام محكمة العدل الدولية، مؤكدا أنه "ليس من مصلحتنا أن تكون إيران عدوتنا".
افتتاح صعب
كلمات الرئيس السورى بشار الأسد فى خطابه الافتتاحى للدورة العشرين للقمة العربية عن "العمل العربى المشترك" بدت غريبة فى ظل انعقاد لم يحضره سوى 11 رئيساً عربياً فقط. وأيضاً مع تسلمه رئاسة القمة بدون البروتوكول المعمول به، نظراً لغياب ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز رئيس الدورة السابقة للقمة.
ومع ذلك لم يغب عن الأسد الإشارة إلى التحولات العالمية المهمة التى "ترسم اتجاهاتها القوى الدولية الكبرى" وأضاف "حرى بنا أن نجتمع ونتعاون فنحن نشكل تجمعاً قومياً طبيعياً توفر له ما لا يملكه أى تجمع آخر فى العالم".
كما أكد الأسد أنه رغم الاتفاق على الأهداف، فإن هناك خلافاً بين الدول العربية بشأن عدد من القضايا، داعياً الزعماء العرب إلى "معالجة الصعاب بواقعية وصراحة أخوية"، وفى إشارة إلى حياد الموقف السورى بالنسبة للقضية الفلسطينية، رغم أن سوريا تحتضن كبار قادة حركة حماس، أشاد الأسد بالمبادرة اليمنية معتبراً إياها "إطاراً مناسباً للحوار" .
واتهم الأسد إسرائيل بأنها "انتهزت كل الفرص لتثبت رفضها للسلام والمبادرات العربية فى هذا الشأن،" كما تأسف لما وصل إليه الوضع الداخلى الفلسطينى، داعياً إلى أولوية الحوار بين الفلسطينيين.
وفى ملف لبنان ـ الذى انفرد بمقاطعة القمة احتجاجاً على ما وصفه بتدخل سوريا فى شئونها الداخلية ـ قال الأسد: "إن ما يشاع عن بلده غير صحيح"، مؤكداً أن دمشق تتعرض منذ عام لضغوط "من أجل أن تتدخل فى الشئون الداخلية اللبنانية".
وأكد أن "مفتاح الحل بيد اللبنانيين" وأن "لهم وطنهم ولهم دستورهم ومؤسساتهم ولهم الوعى الكامل للقيام بذلك" مضيفاً "نحن على استعداد تام للعمل مع أى جهود لحل أزمة لبنان شريطة أن تراعى الوفاق الوطنى".
أما فى الموضوع العراقى فأكد الرئيس السورى أن الأمر يتطلب "تضافر الجهود بين العرب لمساعدة العراق فى تحقيق استقراره ووحدته عبر المصالحة بين أبنائه ووصولاً إلى استقلاله".
وفى كلمته طالب عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ـ السبت ـ بانتخاب قائد الجيش اللبنانى العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، مؤكداً أن المبادرة العربية فى لبنان مستمرة لتنفذ بالكامل فى الأسابيع المقبلة، وجاء ذلك عند افتتاح قمة دمشق.
وقال موسى "كم كنا نود مشاركة لبنان فى هذه القمة إلا أن غيابه لا يعنى ألا نناقش هذه المشكلة التى تقلق الجميع وتهدد أمن المنطقة فى حال استمرارها واشتعالها".
وأضاف "لقد حققت المبادرة العربية بعض عناصر التقدم، إذ حددت عناصر الخلاف وتوصلت إلى تأكيد التوافق الوطنى على ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن التقدم يشكل أساساً كافياً للتحرك نحو انتخاب رئيس للجمهورية ليقود عملية التوافق اللبنانى".
من جانبه، طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى كلمته للقمة المجتمع الدولى وخاصة اللجنة الرباعية بالتجاوب مع مبادرة أنابلس ، وأكد أن إنجاح المفاوضات يتطلب من إسرائيل تنفيذ الاستحقاقات الواردة فى خارطة الطريق وفى مقدمتها وقف سياسة الاستيطان والحملات العدوانية على الشعب الفلسطينى. كما قدم الشكر للسودان على قبوله استضافة اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية.