أدانت دول إسلامية ـ منذ الجمعة ـ بث الفيلم الهولندى الذى يتهم القرآن بالتحريض على العنف، متزامناً مع دعوة زعماء مسلمى هولندا إلى ضبط النفس. حيث قالت منظمة المؤتمر الإسلامى، التى تضم 57 عضواً، إن الفيلم لا يهدف سوى للتحريض على الاضطرابات والتعصب بين الناس، من مختلف المعتقدات الدينية وتعريض السلام والاستقرار العالميين للخطر.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الفيلم بوصفه "معاديا بشكل مسىء للإسلام" قائلاً: "لا يوجد مبرر للغة الكراهية والتحريض على العنف". ومن جانبها، وصفت إيران الفيلم بأنه "مشين" ومسىء للإسلام، ودعت الحكومات الأوروبية لمنع عرضه. فى حين قالت إندونيسيا التى كانت مستعمرة هولندية إن الفيلم "إهانة للإسلام متخفية خلف ستار حرية التعبير". وذكرت وكالة الأنباء الهولندية أن السفارة السعودية فى لاهاى قالت إن الفيلم مستفز وحافل بالأخطاء والمزاعم الخاطئة التى قد تفضى إلى كراهية المسلمين.
وفى محاولة من جانبهم لدرء العنف المتوقع بعد بث العنف، دعا زعماء مسلمى هولندا إلى الهدوء، ودعوا المسلمين فى جميع أنحاء العالم لعدم استهداف المصالح الهولندية، حيث يبلغ عدد سكان هولندا 16 مليون نسمة منهم مليون مسلم. حيث قال محمد ربيع وهو زعيم هولندى من أصل مغربى للصحفيين فى أحد مساجد أمستردام "دعوتنا للمسلمين فى الخارج هى اتباع استراتيجيتنا وعدم إفسادها بأى حوادث عنيفة". كما توجه الاتحاد الإسلامى الهولندى يوم الجمعة إلى المحكمة سعياً إلى منع فيلدرز من مقارنة الإسلام بالفاشية قائلاً: "انه يحرض على كراهية المسلمين.
أما الحكومة الهولندية فد نأت بنفسها عن فيلدرز وحاولت أن تمنع رد الفعل السلبى الذى عانت منه الدانمرك بسبب الرسوم المسيئة للنبى. وقال يان بيتر، رئيس الوزراء الهولندى، إنه "فخور" برد فعل المنظمات الهولندية المسلمة إزاء الفيلم، لكنه أضاف أن من السابق لأوانه التوصل لاستنتاجات بشأن العواقب على المستوى الدولى. وقال "هناك أسباب لاستمرار الحذر".
أما حلف شمال الأطلسى فقد عبر عن قلقه من أن يؤدى الفيلم لتدهور الأمن بالنسبة للقوات الأجنبية فى أفغانستان والتى تضم 1650 جنديا هولنديا.
يذكر أن الفيلم يعرض صوراً لهجمات 11 سبتمبر عام 2001، وتفجيرات أخرى نفذها إسلاميون مع آيات قرانية، داعياً المسلمين لتمزيق الآيات "المليئة بالكراهية" من القرآن ويبدأ وينتهى بصورة لرسم كاريكاتيرى للنبى محمد وعلى رأسه عمامة فى صورة قنبلة مصحوباً بصوت تكات ساعة، وهو الرسم الذى أثار احتجاجات عنيفة فى جميع أنحاء العالم وأدى لمقاطعة المنتجات الدانمركية فى عام 2006 عندما نشر للمرة الأولى فى صحف دانمركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة