أطفال "اكسب حقك" يحلمون برغيف العيش

الخميس، 27 مارس 2008 11:32 م
أطفال "اكسب حقك"  يحلمون برغيف العيش
كتبت - إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كيف تكون ديمقراطياً فى مجتمع غير ديمقراطى" .. لم تكن فكرة ولكنها حلم تسعى المنظمة الأفرومصرية لحقوق الإنسان والتنمية إلى تحقيقها من خلال مشروع "اكسب حقك" لتغيير المفاهيم المرتبطة بالديمقراطية الحياتية والسلوك الإنسانى.
يستهدف المشروع بالأساس الأطفال لتنمية روح الديمقراطية فى نفوسهم منذ الصغر, هى فكرة قد تبدو غريبة على مجتمعاتنا العربية، حيث إنها تشجع الأطفال على كتابة مقالات يعبرون فيها عن آرائهم حول مفهوم الديمقراطية وأشكالها فى مصر، بل ويمتد ذلك ليعبروا عنها فى الدول الأخرى من خلال المناظرات التى تعقد بين الأطفال.
التواصل مع الآخر
يستهدف المشروع هذا العام 5 آلاف طفل يمرون من خلال المشروع بأربعة مراحل تبدأ بتسليم المقالات للجمعيات المسئولة التابعة للمنظمة، والتى تراوح عدد المقالات فيها من 1300 إلى 1400 مقالة بحثية، وبعدها تأتى المرحلة الثانية وتتمثل فى عقد مناظرات بين الأطفال للتعبير عن مقالاتهم وآرائهم بأنفسهم بل وإثبات وجهة نظرهم بالأدلة والمعلومات، ثم عقد معسكرات يختار فيها الأطفال الأكثر تميزاً فى عرض وجهة نظرهم بالمناظرات، وذلك حتى يكون الطفل قادراً على التواصل مع الآخرين والعمل الجماعى وكسب مهارات عرض الأفكار .
وأخيراً المرحلة الرابعة والتى تتمثل فى تمثيل هؤلاء الأطفال لمصر فى مناظرات دوليه مع أطفال آخرين لمناقشة أوضاع الديمقراطية فى البلدين.
أطفالنا لهم وجهة نظر
وعن كيفية اختيار هؤلاء الأطفال تشير وسام الشرنوبى منسقة المشروع إلى أن الأطفال هم الذين يختارون المشروع وليس العكس، ولكن هناك بعض المعايير التى لابد من توفرها فى الطفل، منها أن يتراوح عمره بين 12إلى 16 سنة، وتكون لديه القدرة على إثبات الرأى والإقناع والتواصل، فضلاً عن قدرته على الكتابة بشكل جيد, ويتم الإعلان عن المشروع بجميع محافظات مصر من خلال المدرسة، حيث يتم تكوين فصل يسمى (اكسب حقك) بإشراف المدرسين يشارك به الطلاب من المراحل الدراسية المختلفة, و يدرس من خلاله مواد غير منهجية مثل اكتساب المعلومات والمهارات، كما أكدت أن هناك مشاركة من محافظات الوجه البحرى والقبلى مثل أسوان وأسيوط و سوهاج لتجتمع الخلفيات والثقافات المختلفة.
أطفال الديمقراطية
تضيف وسام الشرنوبى أن المشروع يهدف بالأساس إلى عرض وجهة نظر الطفل فى الوضع الديمقراطى بمصر وتنمية روح الديمقراطية فيه منذ الصغر، مؤكدة أنه يصعب خلق هذه الروح إذا ما كان رجلاً يبلغ أربعين عاماً.
الذى يدعو للدهشة فى الفكرة هو أن من يصحح مقالات الأفكار ويقيمها هم أطفال أيضاً، ولكنهم ممن خاضوا تجربة المشروع العام الماضى "أطفال الديمقراطية" الذى يعد بداية تجريبية لمشروع "اكسب حقك"، سافروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالى تختلف وجهة نظرهم عن الديمقراطية بعد سفرهم، أى أنهم يقومون بعملية الفرز الأول للمقالات قبل أن يتم تقييمها من جانب المدربين والمصححين .
عملية الفرز الثانية تتم من خلال لجان التقويم التى تنقسم إلى المدربين القائمين بعملية التصحيح واللجان الاستشارية المكونة من القائمين على إدارة المشروع لمراجعة المقالات بالاختيار العشوائى لحيادية التصحيح .
الحلم برغيف العيش
وعن الموضوعات التى طرحها الأطفال فى مقالاتهم تشير وسام الشرنوبى إلى أن الأطفال غير منفصلين عن واقعهم الاجتماعى، وقد ظهر ذلك من خلال الموضوعات التى ناقشوها فى مقالاتهم مثل: قضايا الفقر وأزمه الخبز وأحداث انتخابات الرئاسة ومن ذلك يتضح أنه لابد من احترام عقل الطفل والتعامل معه بأسلوب ديمقراطى يسمح بسماع رأيه وتقبله وليس التعامل معه بأسلوب "توم وجيرى".
وتضيف وسام الشرنوبى "لقد حصلنا على الموافقات الأمنية ولم يستغرق الأمر سوى بعض الوقت إن عملنا سيكون مع مؤسسة تعليمية وهذا ليس سهلاً وهى أشبه بالمؤسسة العسكرية, وليس لدينا أية مشكلات حيث إن المجتمعات المحلية تستقبلنا بشكل جيد".
وتقوم الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية بتمويل المشروع من خلال منحة برنامج التربية المدنية، والجدير بالذكر أن الأطفال وضعوا عدة نقاط للوصول إلى الشكل الأمثل لممارسة الديمقراطية تمثلت فى فصل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية وتوفير تكافؤ الفرص ووجود عدالة اجتماعية والقضاء على "المحسوبية".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة