استمراراً لمسلسل حرب "الرغيف" الذى تشهده مصر حاليا، تجمهر ما يقرب من 300 مواطن، منذ الساعة الحادية عشر والنصف مساء الثلاثاء وحتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أمام أحد مجمعات الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى، بتقاطع شارعى السودان وجامعة الدول العربية.
فوجئ المواطنون- الذين وقفوا طوابير طويلة منذ الرابعة عصراً ولم يحصلوا على رغيف خبز واحد- بسيارة "نقل جيزة" تحمل رقم"33961" محملة بما يقرب من 50 ألف رغيف أمام المجمع، وعندما سألوا عن سبب عدم حصولهم على "الخبز"، أملاً فى أن يتم توزيع الكمية الموجودة فى السيارة عليهم، أبلغهم أحد مسئولى المجمع بأن السيارة ذاهبة لمستشفى الرمد بالجيزة، وهو ما جعل المواطنين يصبرون انتظاراً للحصول على الخبز الذى لم يأت بعد.
وعندما اكتشف المواطنون كذب مسئولى المجمع، وأن السيارة تحمل الخبز كعلف لمزرعة دواجن، ثاروا والتفوا حول السيارة التى فر سائقها خوفاً من بطش المواطنين.
ثم قام بائعو الخبز الموجودون داخل كشك التوزيع بغلق المنافذ عليهم خوفاً من تعرضهم لأذى المواطنين. ولم تمنع سيارة الشرطة التى وصلت فى الواحدة والربع صباحاً، المواطنين من مواصلة تجمهرهم والدعاء على "الحرامية" و"الفاسدين" ـ على حد قولهم.
وقال كل من "يوسف جاد- عامل أمن خاص، وأحمد محمد مصطفى- سائق تاكسى، وأسامة مرسال رزق ـ شيف، وعبد السلام جمعة ـ موظف بعمر أفندى" لـ"اليوم السابع": "إنهم وقفوا فى الطابور الممتد من أول الكوبرى إلى ما بعد المجمع بحوالى 50 متراً، وإن كثيراً من الواقفين منذ الرابعة عصراً ملّوا وعادوا إلى منازلهم وأعمالهم دون أن يحصلوا على الخبز، وحتى لو حصلوا عليه فهو لا يكفى لفرد واحد، لأننا لا نحصل على أكثر من عشرة أرغفة".
وتساءلوا: هل هناك أكثر من هذه المهانة؟ ثم أردفوا "عيش البنى آدمين بقى علف للفراخ.. منهم لله".
يذكر أن رئيس مباحث قسم العجوزة محمد عبد التواب قام بالتحفظ على سيارة الخبز التى حملت على "ونش" إلى قسم الشرطة، ثم قام الضابط باصطحاب كل من مسئول المجمع والخفير وممدوح أبو الخير، رئيس قطاع التموين، ووضعهم داخل سيارة الشرطة، تحت حماية أفراد الأمن خوفاً عليهم من بطش المواطنين الذين حاولوا التعرض لهم أثناء خروجهم من المجمع وحتى وضعهم داخل سيارة الشرطة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة