يبدو أن صراع رجال الأعمال للاستحواذ على" أرض الضبعة" المخصصة للمشروع النووى المصرى، والتى تبلغ مساحتها 200 ألف فدان على ساحل البحر مباشرة، سيأخذ شكلاً جديداً لينتقل من الغرف المغلقة إلى أروقة مجلس الشعب على يد رجل الأعمال وعضو الحزب الوطنى الشهير محمد أبو العينين ـ رئيس لجنة الصناعة والطاقة بالمجلس.
حضور أبو العينين اجتماع مجلس أمناء الاستثمار بمحافظة مطروح ـ صباح الأربعاءـ أثار تساؤلات عديدة، فالاجتماع ضم المحافظ محمد الشحات، وأعضاء المجلس من كبار مستثمرى الساحل الشمالى وعلى رأسهم رجل الأعمال إبراهيم كامل رئيس مجلس أمناء محافظة مطروح، ورجل الأعمال محمود الجمال عضو المجلس وصهر جمال مبارك ، ومنصور عامر المستثمر الشهير بالساحل الشمالى. لكن أبو العينين ليس أحد أعضاء مجلس أمناء الاستثمار، وبالتالى لم يكن معروفا على وجه الدقة سبب حضوره أو الصفة التى حضر بها، وهل هى عضوية مجلس الشعب أم لكونه أحد مستثمرى الساحل الشمالى الجدد بعد أن قام مؤخرا بشراء 400 فدان بالساحل الشمالى بغرض إقامة مشروع سياحى عليها؟
وأكدت مصادر مطلعة لـ "اليوم السابع" أن الاجتماع ناقش مبادرة محافظ مطروح لإزالة ألغام الساحل الشمالى عن طريق رجال الأعمال، تحت شعار "طهر .. ازرع .. تملك"، وهى المبادرة التى يراهن فيها الشحات على رجال الأعمال من مستثمرى الساحل الشمالى لتطهيره وتنميته بعيدا عن وزارة التعاون الدولى والأمانة التنفيذية لتطهير الألغام، كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة وضع الأرض المخصصة للمحطة النووية، والتى يرى المستثمرون أنها معوق للاستثمار، وتمثل خطراً على استثماراتهم القريبة منها.
دخول أبو العينين بشكل مباشر فى الموضوع ومناقشته أمر أرض الضبعة مثّل تصعيداً لمشكلة الأرض، خاصة قبل أن يقترح قيام لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب التى يرأسها بزيارة لأرض المشروع ، لمعاينتها وتحديد مصير الأرض ـ غير المستغلة ـ للاستثمار السياحى "أى بصفته النيابية هذه المرة" لأنه يعنى ـ فى حالة نجاح سيطرة رجال الأعمال على المنطقة بأكملها ـ إجهاض الدراسات التى أجريت على الموقع بتكلفة تخطت 500 مليون جنيه.
لاقى اقتراح أبو العينين بإعادة النظر فى موقع المشروع النووى وإبعاده عن منطقة الضبعة، ترحيبا كبيراً من المستثمرين، وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم كامل، فهو رئيس مجلس أمناء الاستثمار ورئيس مجلس إدارة شركة "كاتو جروب للاستثمار السياحى" مالكة قرية "موفنبيك غزالة" إحدى أشهر قرى الساحل الشمالى، والتى تقع على بعد كيلومترات قليلة من أرض الضبعة، ومالك شركة "سيروكو للطيران" صاحبة امتياز مطار العلمين الدولى الذى لا يبعد عن أرض المحطة النووية بأكثر من 20 كيلو مترا، ولكل هذا يعتبر كامل المشروع النووى تهديداً مباشراً لمشروعاته بالساحل الشمالى، ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد دخول محمد أبو العينين الصراع مسانداً لزملائه المستثمرين، أو منافساً على كعكة "أرض الضبعة"، عن طريق تقرير لجنة الصناعة والطاقة الذى سيوصى بالتأكيد بعدم صلاحية الأرض للمشروع النووى، واستخدام الأرض فى الاستثمار السياحى.
وكان أبو العينين قد قام بشراء 400 فدان بالقرب من فندق "ألماظة باى" على بعد 37 كيلو متر شرقى مدينة مرسى مطروح، وهى الصفقة التى تعثرت بسبب دخول بعض الملاك من واضعى اليد فى صراع مع أبو العينين، الذى اشترى الأرض من محافظة مطروح، فى حين يملك بعض بدو المنطقة جزءاً منها، وهو ما عطل مشروع أبو العينين الذى كان سيمنحه بطاقة عضوية مجلس أمناء الاستثمار، وهو مجلس يضم مجموعة من أكبر رجال الأعمال والمستثمرين فى مجال السياحة فى مصر.
من جانبه أكد الدكتور عبد العزيز خلف النائب الإخوانى الذى كان تقدم باستجواب إلى الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب ضد رئيس الوزراء ووزير الكهرباء بخصوص محاولات كبار رجال الأعمال شراء أرض موقع الضبعة، أن تصرف أبو العينين يعد تحايلا على مال الشعب وطموحاته فى أن يرى مشروعه النووى النور، واستغلالا لنفوذه فى الحزب والمجلس لتحقيق مصالح شخصية، مشيراً إلى أنه وزملاءه فى المجلس سيقفون بقوة فى وجه أى محاولة للمساس بأرض المشروع الذى يعد أملاً أخيراً لمصر فى تطبيق استخدامات الطاقة النووية فى المجالات السلمية.
النائب الوطنى أبو العينين يشعل صراع الضبعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة