إقبال بركة

كنيستنا حزبية..

الثلاثاء، 25 مارس 2008 11:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعتذر جماعة الإخوان المسلمين للإخوة الأقباط أم تضحك عليهم؟ سؤال لابد وأن يتبادر إلى الذهن عندما نعرف أن الجماعة قامت بترشيح 15 قبطياً على قائمتها الانتخابية. لكن رد فعل قساوسة الكنيسة جاء مفاجئاً، فالأنبا إبرام عضو سكرتارية المجمع المقدس وأسقف الفيوم، والأنبا روفائيل، النائب البابوى وأسقف كنائس وسط البلد، والأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، صرحوا جميعاً لجريدة المصرى اليوم (الخميس 13 مارس 2008) أنهم يرفضون هذا الإجراء الذى وصفه الأنبا إبرام بأنه نوع من التلاعب وغير مفهوم ويدعو إلى الريبة والشدة، ثم اتهم الأقباط الذين سيقبلون الترشيح على قائمة الإخوان المسلمين بأن لهم حسابات ومصالح خاصة يسعون إلى تحقيقها. ويرى الأنبا رافائيل أنها مناورة من جانب الإخوان لكى يظهروا أنفسهم كديمقراطيين. أما الأنبا بسنتى، فقد صرح بأن الكنيسة ترى أن الحزب الوطنى وحده هو الأنسب لمصر والأصلح لشعبها..!
باختصار، لم تنطل حيلة الإخوان على الأساقفة، وكيف يصدقونهم بعد "عملة" البرنامج المقترح لحزبهم الذى اعتبر الأقباط "غير ذوى أهلية"، وبالتالى، فهم غير مؤهلين لحكم مصر ويحرم عليهم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، هم ونصف تعداد الأمة من النساء فى حزمة واحدة!!
الأساقفة معهم ألف حق فى أن يرفضوا تلك الحركة الاستعراضية المكشوفة من قبل الإخوان الذين يحتكرون صفة الإسلامية بغير وجه حق. لكن ليس من حقهم تحويل الكنيسة المصرية إلى "عضو" تابع للحزب الحاكم، وهو ما يدل عليه موقف الأساقفة الذين يتضح باعترافهم أو إعلانهم أن الكنيسة القبطية لن تؤيد إلا مرشحى الحزب الوطنى. وهذا يعنى أن الكنيسة المصرية تنحاز لحزب واحد، وترفض بقية الأحزاب، وهو إعلان يرغم الأغلبية من الأقباط الملتزمين فى الكنيسة على انتخاب مرشحى الوطنى وحدهم، وإهمال المرشحين المستقلين ومن ينتمون إلى أحزاب أخرى، ويحرج بدون شك الأحزاب الأخرى وعددها ثلاثة عشر حزباً. بل ويعبئهم ضد الكنيسة الأرثوذكسية التى تتبعها الأغلبية العظمى من أقباط مصر.
مرة أخرى يختلط الدين بالسياسة ويعقد الأمور ويخلق توترات لا داعى لها. الغريب أن جميع الأحزاب "الأخرى" لم تعلق على كلام الأنبا بسنتى، رغم خطورته. فهل مسألة انضمام أقباط مصر للحزب لا تعنى أياً منهم، أم أنهم يعيشون فى"الطراوة" ولا يتابعون أخبار التطورات السياسية؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة