جماعة الإخوان اخترعت آليات لمواجهة ابتكارات الحزب الحاكم فى المنع والتضييق أثناء الانتخابات، حسبما أكد النائب الأول للمرشد د.محمد حبيب، الذى يؤكد أنهم لم يخوضوا معركة المحليات للمنافسة ولو بـ5% من المقاعد، ولكن ليستمروا حتى النهاية، حتى لو كان الثمن ألف معتقل. الجماعة تغير خططها فى الانتخابات، حسبما يحدث على الأرض، وهذا ينعكس على غرفة العمليات بمكتب الإرشاد التى يرأسها محمد عزت الأمين العام للجماعة ولجنة من نواب البرلمان يرأسها محمد سعد الكتاتنى، ولجنة من المحامين والقانونيين يرأسها صبحى صالح، ولجنة تحرك عامة تشرف على أداء اللجان ويرأسها الدكتور محمد البلتاجى.
تجميع مسارات الحركة
كما اعتمدت الجماعة فى تحركها على عدة حلقات ودوائر متتابعة، بداية من مكتب الإرشاد فى القاهرة وصولاً لأصغر نجع أو قرية بها مرشحون معلنون أو محتملون. ويتم تجميع مسارات ومفاتيح هذه الخرائط لدى مكتب الإرشاد. الخريطة الأولى والتى تضم على رأسها د.محمد حبيب، إضافة إلى المرشد العام "محمد مهدى عاكف" مهمتها التخطيط ووضع استراتيجية للتحرك بناء على آخر المعلومات الواردة من جميع المناطق، بجانب كل من د.محمود عزت الأمين العام لمكتب الإرشاد، مسئول التنسيق والمناطق، ثم الدكتور محمد مرسى عضو مجلس الشعب السابق وعضو مكتب الإرشاد، مسئول الشباب والتربية حالياً، معهم د. عبد المنعم أو الفتوح عضو مكتب الإرشاد ودوره توجيهى أكثر، ثم د. محمد سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة، ود. محمد البلتاجى الأمين العام للكتلة البرلمانية ودورهم إعطاء الأوامر ومباشرة عمل أعضاء مجلس الشعب فى المحافظات.
خمسة آلاف مرشح
وهنا تأتى أدوار الحلقات الأخرى وتفاصيل التحرك التى تخص مسئولى المناطق والمحافظات والمكاتب الإدارية يعاونها أعضاء مجلس الشعب، ويوفر أعضاء البرلمان مكاتبهم ومنازلهم "نتيجة الحصانة الممنوحة لهم برلمانياً" لإدارة الحملة الانتخابية. وتحت وطأة الضربات الأمنية للجماعة وقياداتها تم تغيير الخطة الأولى التى بدأ تنفيذها منذ ديسمبر الماضى، فى أعقاب اعتقال مديرى مكاتب أعضاء مجلس الشعب فى معظم المحافظات باعتبارهم كانوا حلقة الوصل، وتلقى توزيع وجمع استطلاعات الرأى وإحصاء آراء كل منطقة فى الانتخابات وإمكانات المشاركة. وكانت هذه الضربة هى السبب الأكبر فى تقليص عدد الراغبين فى الترشيح من عشرة آلاف ـ حسبما أعلن المرشد العام للجماعة ـ إلى خمسمائة مرشح.
الأمن والمراوغة
قبل بدء العملية الانتخابية بأيام قليلة، تم استبدال مسئولى المكاتب الذين تم اعتقالهم، بأعضاء البرلمان بعد استهداف السلطات الأمنية مسئولى المكاتب، للاستفادة من حصانتهم وتوفير مكاتبهم كشوف الناخبين فى كل دائرة وكل المعلومات التى توفر لهم الوصول لناخبيهم، وهو تقليد جعل لديهم قاعدة بيانات ضخمة لا توجد حتى لدى الحزب الوطنى.
الوصول لأبعد مدى
كما استعانت الجماعة فى تعديل ثان بقيادات المناطق والمراكز لمساندة تحركات البرلمانيين مع الاستعانة بأعضاء مجالس النقابات وأساتذة الجامعات وأعضاء مؤسسات أو هيئات خارجية كصبحى صالح عضو الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى المحامين فى كل محافظة ومعهم ملف الدعاوى القضائية التى وصلت لأكثر من أربعة آلاف تم الحكم فى أكثر من ثلاثة آلاف لصالح الجماعة ومرشحيها. وبهذا نجحت الجماعة فى أن تجند جميع خططها وطاقتها لانتخابات المحليات، أما الشق الأهم فى الخطة فيعتمد على استراتيجية الوصول بصوت الجماعة لأبعد مدى ممكن فى المجتمع، بداية من وسائل الإعلام المرئية والفضائيات حتى تصل إلى المواطنين فى الشارع، والشق الإعلامى فى إدارة المعركة يديره د. حبيب شخصياً ومعه د.محمد البلتاجى، بالإضافة للمؤتمرات الصحفية لكل أعضاء وتكتلات الجماعة مثل نواب البرلمان والنقابات سواء المحامين أو الصحفيين أو الأطباء وكذلك أساتذة الجامعات والطلاب ليعمل الجميع تحت إدارة لجنة الانتخابات ويتحركون فى حلقات ـ كما ذكرنا سابقا ـ تنتهى إلى أن كل منطقة وموقع يتواجد فيه الإخوان لديهم فيه مهمة ومسئولية ووظيفة يؤدونها فى الانتخابات، مما جعل المحليات أكبر مكاسب الجماعة فى الدعاية للعبها على الجانب العاطفى.
جبهة القضاء
أما الشق القضائى فيتولاه كل من صبحى صالح باعتباره عضواً لمجلس الشعب وعضو مجلس نقابة المحامين وجمال تاج عضو مجلس نقابة المحامين ويعاونه جهاز كبير من المحامين فى كل محافظة. أما الشق الآخر وهو جماهيرى يعتمد على تشكيلات مكاتب المحافظات والمدن، وبإشراف أعضاء مجلس الشعب أمثال: د. محمد الجزار و زكريا الجناينى فى البحيرة بالتنسيق مع د. جمال حشمت قيادى الجماعة، وفى المنصورة هناك جمال قطب عضو مجلس الشعب وفى الشرقية ماهر عقل وفريد إسماعيل وفى الغربية سعد الحسينى وفى أسيوط محمود حلمى بالقوصية وفى الإسماعيلية إبراهيم الجعفرى وفى قنا هشام القاضى والقليوبية محسن راضى والمنوفية أشرف بدر الدين والمنيا ثروت عبد الفتاح وفى سوهاج محمد يوسف شحاتة وفى السويس سعد خليفة وفى الجيزة جمال قرنى ومحمود عامر ومصطفى عزب. يذكر أن مرشد الإخوان قال إن الجماعة رشحت 10 آلاف من عناصرها، وتمكن 5754 من تجهيز أوراقهم، استطاع 498 منهم أن يتقدموا بالترشيح ولكن لم يتم إعلان أسمائهم ضمن كشوف المرشحين حتى الآن، ومن استلموا إيصالات تفيد مشاركتهم بالفعل 200 مرشح فقط وأغلبهم مطعون عليهم من مرشحى الوطنى.
يغيرون تكتيكاتهم حسب الظروف
حرب الشوارع بين الإخوان والوطنى فى المحليات
الثلاثاء، 25 مارس 2008 04:21 م