بداية نهاية الوكالة اليهودية

جاء قرار "الوكالة اليهودية"، وهى الجهاز التنفيذى للحركة الصهيونية المسئول عن توفير التبرعات المالية الحركة الصهيونية، بإغلاق فرع تاريخى مهم لمكاتب الهجرة التابعة لها وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر إسرائيلية.
وبررت الوكالة هذه الخطوة، بأنها جاءت فى إطار خطتها الأساسية لإعادة تنظيم وهيكلة الوكالة. وهى الخطة التى وصفها المسئولون بالوكالة بأنها تغير رئيسى وجذرى لهويتها، حيث تقوم خطة الوكالة الجديدة بالتركيز على الجانب التعليمى للشريعة اليهودية والصهيونية اليهودية عن طريق إرسال مبعوثين للخارج ـ تم إنقاص عددهم ـ للتعامل مع التجمعات اليهودية خاصة فى إسرائيل.

بناءً عليه سيكون مركز استيعاب الهجرة العالمى هو المسئول عن هذه المهام تحت إشراف المدير الرئيسى للوكالة "موشى فيجدور".
لكن مسئولاً كبيراً بالوكالة يروى الأسباب الحقيقية لهذا القرار، والذى وصفه بأنه بداية انهيار للوكالة، وأرجع هذه الأسباب إلى سلسلة من العواصف والتخبطات السياسية والمالية والتنظيمية التى مرت بها الوكالة من جميع الجهات، مما تسبب فى كارثة للوكالة فى السنوات الأخيرة، وقال إنه يتم تلقى التبرعات بشكل فردى من الجاليات اليهودية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: "بلغ عجز تخفيض الميزانية 300 مليون دولار،بالإضافة إلى فشل كل الجهود فى إيجاد بديل لتمويل الوكالة، إلى جانب الانخفاض المفاجىء لسعر الدولار والذى ساهم فى تخفيض مضاعف لميزانية الوكالة، وأضاف: " هناك العديد من المتبرعين الذين توقفوا عن التبرع للوكالة، لأنهم يعارضون الصفة السياسية الصهيونية للوكالة، واختلاف آرائهم فيما يتعلق بالمهمة الرئيسية لها"، ويفضل المتبرعون أن يعطوا أموالهم للجمعيات الخاصة، مثل جمعية "شهادة حق المولد بإسرائيل" والتى من نشاطاتها تنظيم الرحلات المجانية للشباب لإسرائيل، وجمعية "نيفيش بنيفيش ـ النفس بالنفس" والجدير بالذكر أن هناك وثيقة سرية بعثت منذ عام ونصف العام من اتحاد الوكالة اليهودية بنيويورك، طالب فيها قادة الاتحاد المتكون من أكبر مجموعة متبرعة للوكالة اليهودية بنيويورك، أن يتم التركيز فقط على تعليم الشريعة اليهودية وأن يكون موضوع الدعوة للهجرة لإسرائيل أمراً شخصياً وثانوياً دون التدخل فيه من قبل الوكالة.
يعود تاريخ إنشاء الوكالة اليهودية إلى أوائل القرن الماضى متزامناً مع تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية، وأنشأها الرئيس السابق للمنظمة الصهيونية العالمية "حاييم وايزمان" وهو أيضاً أول رئيس لإسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948، وصاحب الدور البارز فى استصدار وعد بلفور، تولت الوكالة اليهودية مهام تشجيع اليهود بكل دول العالم للهجرة والاستيطان بإسرائيل منذ عام 1901 وحتى تأسيس الدولة.