أحمد سميح

هكذا فكر الرئيس مبارك

الإثنين، 24 مارس 2008 05:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1965 كانت مصر تعيش عديداً من الأزمات التى تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، فبعد خمس سنوات فقط من قرارات التأميم دخل قطاع النقل فى حالة الشلل الكامل رغم أن الثورة "أممت" من شركة "أبو رجيلة" أسطولاً ضخماً من الأتوبيسات إلا أن حكومة زكريا محيى الدين لم تستطع أن تتعامل مع الأزمة فلم يكن أمام الرئيس جمال عبد الناصر إلا أن يستعين بالجيش ليساعد الحكومة فى حل هذه الأزمة، الأسبوع الماضى طلب الرئيس حسنى مبارك أيضاً من الجيش والشرطة معاً أن يساعدا الحكومة فى حل أزمة "رغيف العيش"، وحكومة الدكتور نظيف ـ إحقاقاً للحق ـ لم تكن يوماً مسئولة عن طوابير العيش فهى واقع وميراث مستمر مع كل حكومة ولكن الجديد الذى جاءت به حكومة الدكتور نظيف هو أن ينتهى الوقوف فى طوابير البحث عن رغيف العيش بالموت فتعداد قتلى الباحثين عن الرغيف فى ازدياد، ولكن هناك عدة شواهد لقرار الرئيس مبارك، الشاهد الأول فى هذا القرار الرئاسى أن الرئيس مبارك أصبح لديه قناعة بأن "الماكينة البيروقراطية الكبرى" والتى تضم أكثر من 6 ملايين موظف والمسماة بـ "الحكومة" لم تعد تعمل بل أصبحت تنتقل من فشل إلى فشل، بل إن هذا الفشل أصبح يهدد السلام الاجتماعى فى مقتل بل ويهدد مستقبل النظام السياسى برمته الشاهد، الثانى أن رغم أن رئيس الجمهورية لديه عدة مفاتيح للحل فهو فى الأغلب يستخدم المؤسسة البيروقراطية "الحكومة" فى التعامل مع المشكلات ولكن مع فشل هذه المؤسسة البيروقراطية لم تتوافر أى دلائل على استخدامه لأحد مفاتيح الحل التى تقع تحت يديه "المؤسسة الحزبية" كخيار بديل فالحزب الوطنى لديه قاعدة شعبية من أكثر من 3 ملايين عضو ممتدة من الإسكندرية حتى حلايب وشلاتين ولديه أعضاء فى أغلب المجالس المحلية ومجلسى الشعب والشورى وأمناء محافظات ولجنة سياسات ولكن لم يستخدم الرئيس هذا المفتاح وهو الأمر الذى يوضح حجم الحزب الوطنى فى عملية اتخاذ القرار ومدى ضعف إمكاناته للتعامل مع المشكلات اليومية للمواطن المصرى على الرغم من الزعم المطلق بأن الحزب "حزب الأغلبية"!! الشاهد الثالث هو أن الرئيس مبارك لم يكن بين مفاتيح الحل التى أمامه خيار استخدام الأحزاب السياسية المعارضة والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدنى بما فيها جمعية جيل المستقبل ويبدو لى أن كل هؤلاء لا يراهم الرئيس أصلاً فما بالك باستخدامهم فى حل أو حتى جزء من حل بل لعلهم جميعا أفشل من الحكومة ومن الحزب الوطنى. الشاهد الرابع أن الرئيس مبارك يريد نتائج واضحة لهذا القرار وأن سيادته لديه قناعة تامة بأن المؤسسة العسكرية هى الوحيدة داخل النظام السياسى القادرة على تنفيذ قراراته بالدقة المطلوبة وبالشكل المرضى للمواطنين، لا شك لدى فى أن رغيف العيش هو خط أحمر عند المواطن وعند الرئيس مبارك، خط أحمر لا يحتمل فيه تخبط الوزراء أو تلكؤ المحافظين أو فساد المحليات أو طنطنات المعارضة أو فشل الطامحين .. خط أحمر يحتاج خطوات عسكرية سريعة للحل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة