لم ينتظر عالم الموسيقى حلول ذكرى ولادة كارايان فى الخامس من أبريل 1908 لتكريم الميراث الموسيقى لقائد الأوركسترا الذى يبقى الأعظم بنظر الجمهور العريض.
وتقيم كل المراكز الموسيقية الكبرى التى شكلت محطات فى مسار كارايان الفنى على مدى أكثر من نصف قرن خلال عام 2008، حفلات موسيقية تكريماً له من برلين إلى نيويورك مرورا بفيينا وباريس ولندن وبالطبع مسقط رأسه سالزبورج فى النمسا.
غير أن الاسطوانات والأقراص المدمجة تبقى الأبرز فى هذا الحدث على ضوء الإنتاج الغزير الذى تركه كارايان فى حقبة الاسطوانات، ثم عند ظهور الأقراص المدمجة ويضم حوالى 800 تسجيل، فضلا عن عشرات الحفلات الموسيقية وحفلات الأوبرا المصورة.
ويبقى كارايان فى صدارة مبيعات اسطوانات الموسيقى الكلاسيكية إن لم يكن الأهم على الإطلاق، حيث بيعت له حتى الآن 200 مليون وحدة ما بين الاسطوانات والاقراص المدمجة بحسب الناقد البريطانى نورمن لوبريشت.
وهذه المكتبة الموسيقية الشاسعة التى تراكمت على مر السنين مؤشر على ترابط مسار كارايان الموسيقى بشكل عضوى بتطور تقنيات التسجيل سواء الصوتية أو السمعية ـ البصرية.
وكانت التكنولوجيا بالنسبة لكارايان الوسيلة التى تضمن الاقتراب من تحقيق مثال موسيقى يطمح إليه.
ومعروف عن كارايان أنه كان يهوى السيارات الفخمة والزوارق السريعة والطائرات الخاصة، وكان يردد "أن الذى حقق كل أهدافه لا شك أن طموحه كان متدنيا".