القاهرة قبلة المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية الأمريكان، فلا تحدث أية خطوة فى الصراع العربى ـ الإسرائيلى إلا وتكون القاهرة ـ بشكل أو بآخر ـ طرفاً فيها.
أولويات عدة تشملها أجندة المفاوضين خلال زيارتهم للقاهرة، أهمها الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة، وإرسال مهندسين فنيين أمريكيين إلى مصر، بالإضافة إلى المبادرة التى اقترحتها مصر لتهدئة الأوضاع بين الطرفين.
مصادر سياسية إسرائيلية أعلنت أن الولايات المتحدة قامت بمنح مصر مبلغ يقدر بـ 23 مليون دولار فيما يوصف بالدعم اللوجيستى أو الفنى، حيث أرسلت الولايات المتحدة سلاح المهندسين المتخصص التابع لها للانتشار على الحدود المصرية المتاخمة لغزة قريباً فى خطوة وصفها الدكتور جمال عبد الجواد ـ أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجى ـ بأنها "نوع من التعاون الفنى بين البلدين لإحكام مزيد من الضبط فى قضية مازالت هى الأهم وسببا فى تحريك عملية السلام فى المنطقة، وأيضا للعمل على منع التهريب من خلال الأنفاق التى تقع بين غزة ومصر على الحدود".
أعلن خبراء أن جزءاً من ميزانية هذه المعونة سيخصص لشراء معدات تكنولوجية تستخدم لمنع التهريب عن طريق هذه الأنفاق ولبناء سياج أمنى يستخدم لنفس الغرض، وسيقوم سلاح المهندسين الأمريكى بمساعدة القوات المسلحة المصرية على نشر الجنود على امتداد النقاط الحدودية المركزية لأنفاق التهريب غرب رفح.
إلى جانب ذلك، وبالتزامن مع ما سبق، تبدأ لجان مجلس الشعب اليوم فتح مجموعة من الملفات المتعلقة بالعلاقة مع أمريكا وإسرائيل، حيث تعقد لجنة العلاقات الخارجية برئاسة الدكتور مصطفى الفقى اجتماعاً مع مجموعة من مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكى وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى السابقين، وهو الاجتماع الرابع من نوعه الذى تعقده اللجنة فى الفترة الأخيرة مع نواب من الكونجرس، ويناقش الاجتماع الجديد إمكانية إرسال فوج جديد من أعضاء مجلس الشعب المصرى لأمريكا، وزيارة الكونجرس فى واشنطن، كما يجرى مصطفى الفقى حواراً مع الوفد حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.
أما السفير محمد بسيونى ـ رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى وسفير مصر السابق فى إسرائيل ـ فقال عن هذه الزيارات إنها "شىء طبيعى يأتى فى إطار الزيارات المتعددة لنواب الكونجرس من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، خاصة فى ظل احتدام الانتخابات الرئاسية الأمريكية"، ولكن الملفت للنظر هو أن موقعى الكونجرس الأمريكى والسفارة الأمريكية بالقاهرة لم يتناولا أى شى ولم ينشرا أى تفاصيل عن هذا الخبر.
الدكتور جمال عبد الجواد والسفير محمد البسيونى اتفقا على نفى وجود أى نوع من التنسيق والتوافق بين كل من الجانب المصرى والفلسطينى والأمريكى، فقال عبد الجواد "ليس من الضرورى أن يكون هناك توافق أو تنسيق بين كل هذه الأطراف، وإنما يعكس ذلك نوعاً من النشاط والاهتمام لتحريك الوضع على الحدود المصرية ـ الفلسطينية وإنهاء الأزمة فى غزة بشكل خاص"، وحول المبادرة التى تقدمت بها مصر لإنهاء الأزمة، ذكر عبد الجواد "أن المبادرة تتحدث عن تنفيذ اتفاقية الحدود والمعابر برعاية الجهات الرباعية (الفلسطينيين ـ إسرائيل ـ الولايات المتحدة – الاتحاد الأوروبى) وضرورة الاتفاق على تسليم المعابر إلى السلطة الفلسطينية".
فيما يتعلق بأجندة الوفود الثلاثة الذين يزورون مصر الآن أشار عبد الجواد إلى أن "الحدث الأهم والرئيسى على أجندة هؤلاء الزوار هو تسليم المعابر إلى السلطة الفلسطينية وإحلال قوات حركة فتح التابعة للرئاسة الفلسطينية بدلاً من حركة حماس، إلى جانب بحث عودة الأوربيين للعمل على الشريط الحدودى"، لكن السفير بسيونى ركز على أن عنصر التهدئة هو الحدث الأهم على أجندة المفاوضات بين وفد حركة الحماس والجهاد الإسلامى والجانب المصرى.
عبد الجواد وصف الأزمة الحالية قائلاً "الخلافات الفلسطينية معوقة للتسوية، وكلا الطرفين يصر على موقفه، فحماس تهدف إلى الحصول على مكاسب سياسية وتريد أن تطرق أبواب العالم كله من خلال الأزمة الحالية، وفتح تصر على موقفا بأنها هى المسئولة عن المعابر والحدود".
وفى نفس الوقت يزور مصر الآن وفد من حركتى حماس والجهاد الإسلامى لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين، حول سبل التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل وأعلنت مصادر فى أجهزة الأمن المصرية، أن مساعدين لمدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيجريان محادثات مع وفد الحركتين عند معبر رفح الحدودى بين مصر وقطاع غزة.
وفى هذا الموضوع السفير بسيونى يوضح السبب من زيارة الوفد بأن "مصر تعتزم طرح مبادرة شاملة على الطرفين تتضمن التهدئة أولا على أساس أنها هى الخطوة الأولى للمفاوضات قبل الحديث عن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وكذلك قبل دفع المسيرة السلمية للمحادثات وصفقات تبادل الأسرى بين الطرفين.
وبينما فسر بعض قادة حركة حماس أن هذه الزيارة بهدف التأثير على القاهرة للإفراج على أفراد الحركة الذين دخلوا أراضيها إثر اقتحام المعبر الحدودى وتردد دعاوى بأن القاهرة احتجزتهم وعذبتهم، وضح عبد الجواد قائلا: "هؤلاء المحتجزون دخلوا الأراضى المصرية أثناء فتح الحدود بطريقة غير رسمية وغير شرعية وكان هناك تخوف وهاجس أمنى مصرى منهم بسب ارتباطهم بالعديد من الجماعات المحظورة فى مصر"، وأضاف "ليس لدى معلومات حول ما إذا كانت السلطات المصرية قد عذبت المحتجزين أم لا ومع ذلك فإنى استبعد هذا الاتجاه".
القاهرة محطة للمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية برعاية أمريكية
السبت، 22 مارس 2008 11:18 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة