هو الدكتور محمد السيد أحمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، وأقوى المرشحين لتولى مكتب الإرشاد بعد المرشد الحالى مهدى عاكف. يعمل أستاذاً متفرغاً بكلية علوم أسيوط قسم الجيولوجيا، وهو متزوج ولديه 4 بنات وولدان و3 أحفاد، وتم اعتقاله لمدة عام فى عهد السادات، ولمدة عام و3 أشهر فى عهد مبارك. د. حبيب نفى وجود أى مساومات مع الحكومة حتى يتراجع الإخوان عن خوض انتخابات المحليات، مقابل الإفراج عن قياداتهم، ورحب بالتنسيق مع أى قبطى يقبل الترشح على قوائمهم، واعتبر أن ما يشاع عن اختراقهم للحزب الحاكم "شتيمة لأمن الدولة". وهذا نص الحوار.
هل تعطون مشروعية لانتخابات المحليات بمشاركتكم، رغم العراقيل والمنع من المنبع كما تقولون، ولماذا لم تقاطعوها؟
الانتخابات هى طريقنا الوحيد للتغيير، كما أننا لن نترك الساحة خالية للحزب الوطنى يعبث كما يشاء، وأى انتخابات لا يخوضها الإخوان تكون فاترة ليس لها أى قيمة. ومشاركتنا تتيح تدريب كوادرنا وقياداتنا للتعرف على الوسائل التى يقوم بها الحزب الحاكم من تزييف وتزوير، كما أن كشف الزيف والإجراءات الشاذة والحصول على الأحكام القضائية التى لا تنفذ تسقط الشرعية عن السلطة بالدليل المادى وليس بالكلام المرسل والشعارات، ولو أن الجميع قاطع الانتخابات، سيأخذها الحزب الوطنى مبرراً على أنه ديمقراطى وأنه دعا الجميع للمشاركة ولكن لم يوجد من ينافسه.
ولكن خسائر الجماعة من هذه المشاركة أكثر من مكاسبها، على الأقل هناك 800 معتقل منهم العشرات من القيادات؟
الحرية تحتاج تضحيات والديمقراطية لا تمنح إذا لم يتحرك الشعب حركة إيجابية نشطة فاعلة للضغط على السلطة من خلال قنوات قانونية وسلمية وبدونها لن يتم الإصلاح. فالإصلاح لن يأتى من قوى خارجية، ولن يتنازل حزب السلطة عن الحكم طواعية، ولابد أن نفضحه ونكشف تزييفه ونتصدى له، واعتقالات الإخوان مستمرة بسبب وبدون سبب، فالتضييق والملاحقة والحبس والاعتقال موجودة حتى لو لم نشارك فى الانتخابات.
وبعد هذه المقدمات وفى ظل عدم وجود إشراف قضائى.. هل تتوقعون نجاح أعضاء الجماعة؟
نحن نتمنى أن ينجح الجميع، ومن حقنا أن نتخذ جميع الإجراءات القانونية للوصول لحقوقنا، بغض النظر عمن ينجح. فلابد من الصمود والاستمرار حتى النهاية، وصحيح أن الانتخابات توفر لنا مزيداً من التواصل مع الشارع لعرض قضايانا وتصوراتنا ورؤيتنا، ولكن هذا لا يمنع أن الإخوان موجودون ومتواصلون مع الشارع وعلى جميع المستويات.
ولكن هناك قنوات اتصال ومفاوضات كشفت عن مساومات بينكم وبين النظام على الحصول على البراءة فى المحاكمات العسكرية، مقابل التراجع عن انتخابات المحليات..؟
ليس صحيحاً بالمرة، فلا توجد أى قنوات اتصال أو مفاوضات، ولو غير مباشرة بين الجماعة والنظام. ولم تربط الجماعة مشاركتها فى الانتخابات بالأحكام العسكرية، لأن هذه المحاكمة بالأساس هى تنكيل بالإخوان لما حققوه فى برلمان 2005 وحصولهم على 88 مقعداً وليس للظروف الحالية. وأؤكد أن حزب السلطة ليس لديه نية للإصلاح، ولا نية لتشجيع المشاركة، ونحن لن نتوقف عن السعى نحو الإصلاح. ولهذه الأسباب لن نلتقى مع الحزب الحاكم أبداً.
إذن خطتكم هى الحصول على النسبة المطلوبة، 250 مقعداً بالمحليات، لتحقيق شرط المادة 76 من الدستور للمشاركة فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟
إطلاقاً هذا ليس على أجندتنا. نحن فقط نريد أن نصل بالشعب إلى المكانة التى يستطيع من خلالها أن يسترد حقوقه، وتقرير مصيره، وأن يفرض إرادته على السلطة.
وماذا عن دعوتكم وإعلانكم عن مشاركة عدد من الأقباط ضمن قوائمكم واعتراض الكنيسة على ذلك؟
نريد أن نكون نحن طريق الأقباط للخروج من عزلتهم السياسية، ونترك الأمر لمسئولى المحافظات والمراكز للتنسيق وترتيب الأوضاع معهم، ومن يرى فى نفسه القدرة والرغبة فى المشاركة من الأقباط بالتنسيق مع الإخوان فأهلاً به، ونحن سنقف خلفه وندعمه.
ولكن الكنيسة تؤكد رفضها من حين لآخر؟
لا يوجد أى عداء بيننا وبين القيادة فى الكنيسة، وكذلك لا يوجد حوار أو تنسيق. ولكن النظام يحاول أن يوهم، من حين لآخر، بأن هناك فجوة أو عداوة بين الإخوان والأقباط لمنع تحركهم أو مشاركتهم معاً.
ما قصة اختراقكم لصفوف الحزب الوطنى وترشيح أعضاء من الجماعة تحت مظلته؟
أنت كده "بتشتم أمن الدولة": فالحزب الوطنى بالأساس ليس له رصيد فى الشارع إلا الكراهية والبغض. فلماذا إذن نخترق أو نحاول أن نصل إلى حزب استبدادى قمعى أدى بالدولة إلى الانسداد السياسى، وكل المشكلات الحياتية التى نشهدها حالياً؟
ولكن لماذا يعلن الحزب الوطنى اختراقكم صفوفه؟
هى حيلة من حيل الحزب الحاكم فى المنع، لأن السلطة وضعت استراتيجية لتحجيم الإخوان عبر انتهاكات وأساليب شاذة وصلت إلى اقتحام مقار مراكز ومنافذ قبول الترشيح وسرقة الأوراق، حتى بعد تقديمها، وخطف المرشحين، ومطاردتهم فى المنازل، بل والاعتداء عليهم واختطاف المحضرين والمواطنين، واستخدام الطوابير الوهمية والبلطجية. وإذا كان للسلطة آلياتها، فالإخوان لهم آلياتهم أيضاً فى المواجهة.
وهل هناك بالفعل مرشحون سريون، أو على الأقل بدلاء، كما حدث فى انتخابات برلمانات 2000 و2005؟
لا يوجد مرشحون بدلاء ولا مرشحون سريون، لأن فلاتر وبوابات الأمن التى استحدثوها هذه المرة تتحقق مائة فى المائة من هويات جميع المرشحين، ولا مجال للمراوغة أو الخداع، فكل شىء مكشوف، ولا يوجد ظاهر وخفى. ولكن من يدرى، فربما ينجح جميع مرشحونا فى المرور من هذه الفلاتر.
اتهمكم كين لفنجستون عمدة لندن بتلقى تمويل مالى من جهاز المخابرات الخارجية البريطانية MI6 فى حقبتى الخمسينيات والستينيات. فما ردكم؟
الجماعة حريصة على استقلال إرادتها وخطها التمويلى، ولا يمكن أن تلجأ إلى مثل هذه الأساليب، كما أن الجماعة تسير على نهج البناء فى عدم الاقتراب من الكبراء والأعيان، وتتمسك بمنعهم من الهيمنة أو حتى الاستعانة بهم على التمويل، فالجماعة لا تستقوى بالخارج فى أى حقبة، لأنها مسألة حساسة للغاية، وأى أموال تحتاجها الجماعة يتم توفيرها وتجميعها من جيوب الأعضاء وليس من أى جهة أخرى، أياً كانت.
وماذا عن استخدامكم السيدات كحائط صد تحتمون به فى تحرككم للتظاهر أو تحريك المسيرات فى المحافظات؟
نريد أن نستفيد من السيدات فى الانتخابات وليس فى الاحتماء أو الاختفاء وراءهن. هذا ليس أسلوبنا، لكن الحزب الحاكم لا توجد لديه خطوط حمراء على الإطلاق، ولو استجبنا لكل ما يطلبه النظام فلن يخرج فرد من بيته لأن الحزب الحاكم لا يسمح لأحد بأن يتنفس.
د. محمد حبيب: اختراقنا لـ "الوطنى" شتيمة لأمن الدولة
الخميس، 20 مارس 2008 11:16 م