الأفلام المصرية تعرض حكايات سياسية مليئة بالعنف والفساد

الأربعاء، 19 مارس 2008 07:33 م
الأفلام المصرية تعرض حكايات سياسية مليئة بالعنف والفساد
إعداد: ريم عبد الحميد عن بلومبرج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب إظهار الفساد فى المجتمع أكثر مما هو عليه فى فيلم "حين ميسرة" الذى يعرض منذ أربعة أشهر فى صالات العرض بالقاهرة. وعادل حشيشة (عمرو سعد) هو أحد الشخصيات الرئيسية فى الفيلم، شاب عاطل كان يحارب أفراد العصابات ثم فيما بعد أصبح منهم، يتجسس على الإرهابيين ثم ينضم إليهم بعد أن عذبت الشرطة عائلته. وبين المرحلتين أصبح أباً لطفل رفضه هو وأمه ناهد (سمية الخشاب).
أما أيمن، الطفل الذى جاء ثمرة العلاقة بين ناهد وعادل، فقد تبنته عائلة ثرية ثم تخلت عنه. وانضم إلى عصابة من أطفال الشوارع يعيش على التسول والمشاجرات، ورغم أنه لا يزال فى سنوات المراهقة إلا أنه أصبح أباً.
ملخص الفيلم هو نظرة قاتمة على الحياة فى العشوائيات بالقاهرة، وهو العمل الفنى الأحدث فى سلسلة من الانتقادات السينمائية للأوضاع المصرية تحت قيادة الرئيس حسنى مبارك الذى يحكم منذ 26 عاماً. ويقول خالد يوسف مخرج الفيلم: "أعتقد أن هناك حالة من الصحوة فى السينما المصرية، فالجمهور كان يريد فى وقت سابق أن يهرب، لكنه الآن يريد أن ينظر إلى حياته عبر المرآة".
تعذيب الشرطة
تعاون يوسف، الذى يبلغ من العمر 42 عاماً، مع المخرج المخضرم يوسف شاهين فى فيلم "هى فوضى" الذى يتناول التعذيب والاغتصاب والفساد فى أقسام الشرطة. وحقق كلا الفيلمين إيرادات وصلت 16 مليون دولار، حيث يبلغ ثمن تذكرة السينما 4 دولارات.
وواجهت الحكومة هذه الأعمال الفنية من خلال وسائل الإعلام الخاضعة لها، فصحيفة روز اليوسف الأسبوعية التى تقدم الدعم لسياسات الحكومة اتهمت كلاً من "هى فوضى" و"حين ميسرة" بتحريض المصريين على التمرد. وكتبت صحيفة الأهرام التى تديرها الحكومة عن فيلم "حين ميسرة" أنه يمثل خلاصة كل ما كتب فى الصحف، مع نص مشابه لتقرير أعدته إحدى المنظمات غير الحكومية أكثر من كونه تعبيراً عن حقيقة الأوضاع فى مصر.
وهاجم د. عبد الصبور شاهين، أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة القاهرة، فى فبراير الماضى مشاهد المثليين فى فيلم "حين ميسرة" لنشرها الفساد الأخلاقى الذى يدعمه الصهاينة والولايات المتحدة.
الاضطراب السياسى
يتزامن إحياء الأفلام الاحتجاجية مع فترة من فوضى سياسية غير معتادة. فمنذ عام 2005 نزلت جماعات المعارضة المصرية إلى الشوارع احتجاجاً على مقدمات توريث الحكم لجمال مبارك البالغ من العمر 44 عاماً. وفى المقابل، اعتقلت الحكومة عشرات النشطاء وحاكمت الصحفيين المستقلين وألقت بالمدونين فى السجن. وانتشرت فيديوهات التعذيب فى أقسام الشرطة على الإنترنت.
وعلى سبيل المثال، فإن فيلم "عمارة يعقوبيان" الذى أنتج فى عام 2006 وعرض لمدة خمسة شهور، تطرق إلى مجتمع فى حالة من الانحطاط، بدءا من الحكومة وحتى بواب العمارة. وفى العام الذى سبقه، تناول فيلم "ليلة سقوط بغداد" فى كوميديا سوداء نظرة إلى حالة العجز الشخصى والحكومى، حيث يقوم مجموعة من الشباب بتكوين ميليشيا لمحاربة الغزو الأمريكى للبلاد، وكل الرجال فى الفيلم يعانون من الضعف الجنسى، وينجح أحدهم عندما يتخيل أنه يقيم علاقة مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.
ويقول خالد يوسف إنه حاول التطرق إلى الممنوعات فى مصر، ويوضح أن "هناك ثلاثة موضوعات ممنوع الاقتراب منها، وهى الدين والسياسة والجنس، ومهمتى هى إظهارهم كما أراهم بشكل مناسب". ويشير يوسف إلى أن الرقابة التابعة للحكومة راجعت النص والمشاهد النهائية لفيلمى "هى فوضى"، و"حين ميسرة" وقامت بحذف مشاهد قليلة.
الرقابة والمخاطرة
يكمل يوسف: "إذا وقفت فى وجه المراقبين، فهم يفضلون عدم المخاطرة بإلغاء مشروع الفيلم وخلق فضيحة". ويعتبر المخرج يوسف شاهين الذى قدم العديد من الأفلام التى تعبر عن احتجاجات سياسية واجتماعية مثلا أعلى له. فشاهين أخرج فيلم "ابن النيل" عام 1952 عن القمع فى طبقة الفلاحين، وفيلم "العصفور" الذى أفرج عنه عام 1973، ويحمل الفساد مسئولية هزيمة مصر فى حرب يونيو 1967 وتم منعه فى مصر. وأخرج شاهين بعد ذلك بعدة سنوات فيلم "المصير" (1997) الذى هاجم فيه الأصولية الإسلامية.
أما خالد يوسف، فقد أخرج فيلم "العاصفة" عام 2000، وهو يتناول قصة شقيقين مصريين يتواجهان فى حرب الخليج عام 1991. فالأول يتم تجنيده فى الجيش العراقى والثانى يحاربه كفرد من مشاة القوة المصرية التى شاركت فى تحرير الكويت من الهجوم العراقى. ومات الاثنان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة