مسيحيو إسرائيل طالبوا مطران القدس الأنبا إبرام والبابا شنودة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية بسرعة التدخل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ الأحكام القضائية لاستعادة دير السلطان وإتاحة الفرصة أمام بعضهم لدخول سلك الرهبنة وإقامة القداسات الأرثوذكسية من خلال الدير الوحيد الأرثوذكسى فى إسرائيل.
مشكلة الدير ترجع إلى 38 عامًا، حين قام الرهبان الأحباش التابعين للكنيسة الأثيوبية بالسيطرة على الدير بمساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلى وطردوا منه 39 راهبًا.
الأنبا «مرقس» رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة أكد أن الكنيسة الأرثوذكسية لن تتنازل عن حقها فى ملكية الدير، وقال إنه يطلب من وزيرة الخارجية التدخل بعد رفض وزير الداخلية الإسرائيلى تنفيذ الأحكام القضائية التى حصلت عليها الكنيسة المصرية، موضحًا أن عدد الدعاوى القضائية التى رفعتها الكنيسة وصلت إلى 100 وكسبتها كلها، إلا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض التنفيذ، وتساءل الأنبا «مرقس» هل سيضيع حق الكنيسة فى الدير الوحيد من بين الأديرة القبطية، الذى يحمل اسماً غير مسيحى، فهو منسوب للسلطان صلاح الدين الأيوبى الذى أعطى الدير كمكافأة للموظفين والجنود الأقباط.
القمص «صليب متى ساويرس» عضو المجلس الملى أكد أن الكنيسة رفعت أول دعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية بالقدس فأصدرت حكما لصالحها، وأدانت فيه القوات الإسرائيلية وألزمتها بالتعويضات، لكن وزارة الداخلية الإسرائيلية رفضت تسليم الدير، بل قامت عام 1979 برفع دعوى أمام المحكمة العليا بالقدس، وكانت المفاجأة هى الحكم بأحقية الكنيسة المصرية فى تسليم دير السلطان، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلى أصدر قرارًا برقم 897 لسنة 1987 بتشكيل لجنة مكونة من أربع وزارات هى وزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة الأديان لدراسة المشكلة.
يذكر أن إسرائيل رفضت تسليم الدير بعد أن رفض البابا شنودة دخول أى مسيحى إلى القدس «للتقديس» واعتبرته ضغطًا مرفوضًا، والدير من الأماكن السياحية المهمة ويقترب عدد زواره من 200 ألف سائح سنويًا، والكنيسة المصرية لديها ثلاث كنائس صغيرة بالقدس.
يتكون دير السلطان من مجموعة من المبانى القديمة المتناثرة، وفيه أرض خالية تصل مساحتها إلى ألف متر وحوله سور بارتفاع يقرب من 4.5 متر، يفصل بين الدير وبطريركية الأقباط، وفى نهايته باب خاص بالأقباط وحدهم، ويوجد باب ثالث لهذا الدير من الناحية الشرقية على الطريق العمومى المجاور للمبانى المعروفة بالمصبن.
