نقلت إذاعة "آسيا الحرة" عن شهود لم تكشف هويتهم قولهم إن شخصين على الأقل قتلا فى لاسا عاصمة إقليم التبت فى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الصينية ومتظاهرين.
وأكدت مسئولة فى مركز الطوارئ الطبى فى لاسا سقوط العديد من القتلى ـ الجمعة ـ خلال الاحتجاجات، وقالت للإذاعة التى تبث من أمريكا "نحن مشغولون جدا بالجرحى الآن، وهناك العديد من الجرحى هنا. وبالتأكيد فقد قتل بعض الأشخاص، ولكننى لا أعرف عددهم".
وقال مصدر فى التبت إن المتظاهرين "حطموا متاجر صينية والشرطة أطلقت الرصاص الحى على الجموع, و لم يعد مسموحاً التنقل فى لاسا"، وقال شهود عيان إن سكان التبت يحطمون كل ما يرمز إلى السلطات الصينية فى المدينة".
وأضافوا أن عشرات الدبابات الصينية انتشرت فى شوارع مدينة لاسا، عاصمة منطقة التبت ذاتية الحكم الواقعة جنوب الصين الغربى، و شكلت طوقاً أمنياً حول الميدان القريب من قصر بوتالا، الذى كان مقراً شتوياً للزعيم الروحى للتبت الدلاى لاما، فى محاولة صارمة لقمع الاحتجاجات الحاشدة وأعمال العنف التى اندلعت اليوم فى أماكن متفرقة من مدينة لاسا .
وتواصل قوات الأمن الصينية حملة مكثفة تداهم فيها منازل السكان بحثاً عن أى رهبان مختبئين من أولئك الذين شاركوا وقادوا المظاهرات، ويقدر عددهم بأكثر من 400 راهب ، و شبه المراقبون المظاهرات بتلك التى اندلعت فى ميانمار خلال سبتمبر العام الماضى.
وبينما أكدت الحكومة الصينية أن المظاهرات لم تستغرق أكثر من ساعتين وأنها استطاعت السيطرة عليها تماماً، يؤكد العديد من سكان المنطقة فى اتصالات هاتفية يجرونها مع ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية أنها لاتزال مستمرة وأنها تكاد تخرج عن نطاق سيطرة قوات الأمن الصينية رغم شدة تلك القوات وصرامتها. وقال المتظاهرون إنهم سيواصلون المظاهرات أياماً وربما أسابيع حتى يلتفت العالم بأسره إلى ما أسموه "قضية التبت المنسية"، وحتى تبدى الحكومة الصينية مرونة وتخضع لمطالبهم، بدءاً بالإفراج عن جميع المعتقلين ومروراً بإعادة فتح الأديرة التى أغلقتها وانتهاءً "باستقلال التبت".