تفاصيل القصة التى يتناولها فيلم "حسن ومرقص" للنجمين عادل إمام وعمر الشريف، أعادتنى إلى قصة قصيرة للكاتب الكبير خيرى شلبى عنوانها "قداس الشيخ رضوان"، والتى لا يتجاوز عدد صفحاتها 21 صفحة كتبها عام 2002، ولا نعرف هل قرأ الكاتب يوسف معاطى هذه القصة قبل أن يكتب فيلمه أم لا؟ لأن فكرة تغيير الملابس الدينية من قبل رجل الدين الإسلامى إلى رجل الدين المسيحى هى محور أحداث القصة، وفى نفس الوقت هى الحبكة التى بنيت عليها أحداث الفيلم الذى بنى عليه يوسف معاطى السيناريو، ولكنه عكس ارتداء الملابس من المسيحى إلى المسلم.
فهل هذا نوع من أنواع توارد الخواطر أم أنه اقتباس أم سرقة وسطو إبداعى. ملامح شخصية الشيخ رضوان كما كتبها خيرى شلبى تتشابه كثيراً مع ملامح شخصية الشيخ حسن فى فيلم "حسن ومرقص". ففى القصة الشيخ رضوان رجل ذو قامة نحيفة صلبة ومشية تبدو عليها ملامح الجد وشارب أبيض وجبهة بارزة وضحكة مميزة، وأعتقد أن هذه المواصفات تنطبق على الشخصية التى تجسد دور الشيخ حسن وهو النجم عمر الشريف برغم أننا لم نقرأ السيناريو.. الشيخ رضوان له صديق يدعى المقدس عزوز وهذا أيضاً محور مهم بالفيلم، فالشيخ حسن على علاقة طيبة بصديقه "مرقص" والقصة تتعمق وترسم صورة إنسانية لعلاقة الشيخ رضوان بالمقدس عزوز.
فالشيخ رضوان ولد فى حرم الكنيسة حيث كانت أمه وهى حامل فيه اشترت عشر شمعات وفاء لنذر على ذمة مارى جرجس بسبب تأخر الحمل فجاءها المخاض أمام الهيكل وماتت بحمى النفاس، فقامت أم المقدس عزوز بإرضاع الشيخ رضوان على أخته "ماتلدة".
الكاتب يوسف معاطى واجهناه بهذه التفاصيل شديدة الخصوصية وسألناه هل قرأت بالفعل قصة "قداس الشيخ رضوان"، فقال سمعت فقط عن القصة ولكن لم أقرأها، وفكرة تبادل الملابس فكرة قديمة ليست حكراً على أحد، ومع احترامى وتقديرى للكاتب الكبير خيرى شلبى، إلا أننى أؤكد أن فكرة تغيير الملابس لها مرجعية للعصر الفاطمى. فقد تخفى أحد المسيحيين فى ملابس رجل دين إسلامى حينما كان يواجهه اضطهاد من قبل العسكر فى ذلك التوقيت، والفيلم مختلف تماماً عن القصة لأنه يتناول عددا من الأفكار والمحاور وليس محوراً واحداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة